السبت 03 اغسطس 2024 13:51 م بتوقيت القدس
بمشاركة شعبية ورسمية واسعة شُيع في العاصمة القطرية الدوحة جثمان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد إسماعيل هنية إلى مثواه الأخير.
المشاركة الشعبية والرسمية الحاشدة في الدوحة، جرى مثلها كذلك في طهران، حيث وقعت عملية الاغتيال يوم الأربعاء الفائت.
ورغم عدم تبني تل أبيب الرسمي لعملية الاغتيال، إلا أن العملية جاءت في سياق تصعيد إسرائيلي كبير شمل اغتيال القيادي العسكري الكبير في حزب الله فؤاد شكر.
"تعقيد لجهود الوساطة"
وهذا التصعيد دفع إلى رفع حدة التوتر بالمنطقة كما دفع إلى التساؤل عن مصير المفاوضات المتعلقة بوقف إطلاق النار.
ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصادر قولها إن خلافات حادة نشبت في جلسة المشاورات الأمنية، التي عقدت مساء الأربعاء الماضي بشأن صفقة التبادل.
كما نقلت عن قادة أجهزة أمنية قولهم، إن نتنياهو لا يريد صفقة تبادل في هذه المرحلة، وقد تخلى عن المختطفين، فيما أعلنت رئاسة الوزراء الإسرائيلية أن الوفد المفاوض سيغادر إلى القاهرة يوم الأحد المقبل لبحث صفقة التبادل.
ونقل موقع "أكسيوس" في سياق ذلك، عن مسؤولين قولهم إن "اغتيال إسرائيل لهنية، دون استشارة واشنطن، يجعل من إصرار إدارة بايدن على التوصل إلى وقف لإطلاق النار بلا معنى".
وذكر الموقع أن بايدن اشتكى لنتنياهو من أنهما تحدثا الأسبوع الماضي عن التوصل إلى اتفاق، ولكن بدلًا من ذلك مضى نتنياهو قدمًا في الاغتيال، محذرًا إياه من أنه إن صعّد مرة أخرى فلا ينبغي أن يعتمد على مساندة الولايات المتحدة، رغم أنها ستساعد إسرائيل في صدّ أي هجوم إيراني محتمل.
وذلك يتقاطع مع ما نقلته شبكة "سي بي إس" الأميركية، عن مصادر مطلعة من أن اغتيال هنية قد يعقد جهود الوساطة، بالنظر إلى أنه كان صانع قرار رئيسي في المفاوضات ولعب دورًا فعالًا في تحقيق اختراقات معينة.
وضمن هذا الإطار، قال الدكتور جمال زحالقة المحاضر في الجامعة العربية الأميركية في جنين: إن "المواقف المبدئية للأطراف لم تتغير، مشيرًا إلى أن القيادة الفلسطينية وقيادة المقاومة معنية بوقف الحرب.
وأشار في حديث إلى التلفزيون العربي من كفر قرع، إلى تمسك المقاومة بهذا الموقف، لافتًا إلى أن الكل يشهد على أن حماس وافقت على كل ما يمكن أن توافق عليه، ولم يبق لها أن تقدم تنازلات إضافية.
وأضاف أن الولايات المتحدة تريد كذلك الصفقة، والمؤسسة الأمنية الإسرائيلية بالكامل تريدها فورًا ومثلها المجتمع الإسرائيلي بغالبيته الساحقة. وأردف: هناك عائق هو حكومة نتنياهو؛ وليس نتنياهو وحده.
بدوره، رأى وسام عفيفة، الكاتب والباحث السياسي، أن إسرائيل كانت تفاوض حماس ممثلة برئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، وبالتالي فإن اغتياله "ضربة بشكل لا لبس فيه ليس فقط للمواجهة العسكرية، ولكن أيضًا لمسار المفاوضات".
وأضاف في حديث للتلفزيون العربي من دير البلح، أن كل التقديرات تشير - حتى داخل إسرائيل - إلى أن نتنياهو بهذه الجريمة يبدو وكأنه وضع ملف صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في أدنى أولوياته، والدليل على ذلك أن المنطقة بعد هذه الضربة لم تعد تتحدث عن مسار تفاوضي.
وأشار عفيفة، إلى أن "المنطقة دخلت في مرحلة العد التنازلي للردود على الاغتيالات الأخيرة"، لافتًا إلى أن البوصلة كلها متجهة نحو حالة التصعيد والمواجهة، التي إذا ما تدحرجت وامتدت إلى صراع أو حرب شاملة، فذلك يعني أن نتنياهو وجه ضربة لمسار التفاوض.