تعتبر تركيا، إحدى الدول المساهمة في الهندسة الجيوسياسية للشرق الأوسط ولحوض البحر الأبيض المتوسط.

وقال موقع “نوفوي فاستوتشني آبازريني” الروسي، في تقرير له، إن تركيا سوف تكشف عن إمكانات القوات المسلحة الوطنية والمجمع العسكري الصناعي في إطار احتفالاتها بمئوية الجمهورية.

وتعتبر القوات المسلحة التركية الأقوى في الشرق الأوسط باعتبارها تحتل المرتبة الثانية في الناتو من حيث القوة والقدرات. في سياق متصل، يعكس الاهتمام الذي أبدته السلطات التركية بالقوات المسلحة الوطنية ديناميات الإنفاق العسكري، الذي ارتفع من 6.25 مليار ليرة سنة 2000 إلى حوالي 124.5 مليار ليرة سنة 2020.

وأوضح الموقع أن تصنيفات معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام تبين النجاح الذي حققه المجمع الصناعي العسكري التركي، بعد وجود شركة صناعة الإلكترونيات العسكرية في قائمة أفضل مئة شركة لسنة 2010 باحتلالها المركز الـ 92. بينما ضم تصنيف موقع “ديفانس نيوز” المخصص لسنة 2019 والمختص في الشؤون الدفاعية والأمنية سبع شركات تركية. وبينما كان حجم صادرات المنتجات الدفاعية التركية قبل 20 عامًا لا يتعدى الـ248 مليون دولار، فقد ناهز نهاية السنة الماضية الـ4.4 مليار دولار.

وتابع الموقع قائلًا إنه في حين كانت الولايات المتحدة المشتري الرئيسي للمنتجات العسكرية التركية في وقت سابق، ففي الفترة الأخيرة، وسعت تركيا صادراتها الدفاعية، مع التركيز على النماذج غير المأهولة من المعدات العسكرية، على غرار الطائرات ولوازم القوات البحرية. وهكذا أضحت تركيا رابع أكبر مصنع للطائرات دون طيار في العالم، حيث باعت مؤخرًا طائرات بدون طيار من طراز “بيرقدار تي بي 2” إلى أذربيجان وأوكرانيا وقطر وليبيا وبولندا.

وذكر الموقع أن تركيا اختبرت مؤخرا طائرة دون طيار للإقلاع والهبوط العمودي، وبحسب إدارة شركة “بايكار”، فإن النسخة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت من طائرة بيرقدار دون طيار الجديدة بالكاد تكون ملحوظة للرادارات.

وأفاد المصنعون الأتراك أنها ستكون بمثابة منافس لطيران الجيل الخامس الأمريكي، وذلك لكون المقاتلة، على عكس الأمريكية من طراز “إف 35” غير مأهولة ويتم التحكم فيها عن بُعد.

وأشار الموقع إلى أن شركة صناعة الإلكترونيات العسكرية أنشأت جيلًا جديدًا من القوارب غير المأهولة من طراز “ألباتروس إس”، والتي تتميز بقدرة عالية على المناورة وعلى العمل ضمن سرب، كما أنه تم إدخال تعديلات على قوارب الاعتراض عالية السرعة، المصممة لأداء العمليات البحرية في المنطقة الساحلية وسجلت طلبات عليها من دول الشرق الأوسط وأفريقيا.

وبالنظر إلى إيقاف الولايات المتحدة تصدير أنظمة الدفاع الجوي الأمريكية عقب محاولة الانقلاب في تركيا سنة 2016 وفقدان أنقرة الثقة في هذه الأسلحة الأمريكية؛ فلم تكتفِ أنقرة فقط بشراء نظام الدفاع الجوي الروسي من طراز “إس-400″، بل إنها عملت على تنظيم وإنشاء وتطوير منظومة دفاع جوي بعيد المدى من طراز “حصار”، وقد أجريت اختباراتها الأولية في كانون الثاني/ يناير من السنة الجارية.

وتعمل تركيا في الوقت الراهن على إنشاء نظام للدفاع الجوي بديل عن أنظمة “إس-400” الروسية ونظام باتريوت الأمريكي، ومن الممكن إدخالها في خدمة القوات المسلحة السنة الجارية لتشكل بحلول سنة 2026 أساس نظام الدفاع الجوي الوطني. ووفقا للبيانات المنشورة، فإنه يستطيع نظام “حصار” اعتراض الأهداف الجوية التي يتعدى ارتفاعها الـ30 كيلومترًا.

وأورد الموقع أن الاختبارات الباليستية لصواريخ هذه المنظومات انطلقت في تركيا بين عامي 2013 و2014. كما أن أكبر شركات الدفاع التركية على غرار شركة صناعة الإلكترونيات العسكرية وروكيستان لصناعة الصواريخ والتجارة والشركة المسؤولة عن تطوير الرؤوس الحربية وأنظمة التوجيه نحو الهدف، هي التي تولت تطوير هذه المنظومات، فيما يشكك بعض الخبراء في قدرة تركيا على تصدير أنظمة “حصار” قبل 10 أو 12 سنة، حيث إنها ستحتاج في المرحلة الأولى إلى تغطية احتياجات قواتها المسلحة.

ولفت الموقع إلى أنه بناء على كل ذلك فإن النجاح الذي أظهرته تركيا في القطاع العسكري يعكس بشكل واضح التقدم الذي حققته على مستوى العلم والتعليم التركي.

واختتم الموقع التقرير بالقول إنه استنادا إلى تحول الأسلحة النووية إلى عامل مهيمن في السياسة العالمية؛ فلم تعد دول الشرق الأوسط، وعلى وجه الخصوص تركيا، استثناءً في هذا المجال، وهو ما يفسر سبب وجود العديد من التقارير التي تشير إلى احتمال امتلاك أنقرة أسلحة نووية في المستقبل القريب؛ حيث يقول الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات “ناتيف” الإسرائيلي، ياكوف كيدمي، إن امتلاك أنقرة ترسانة نووية مسألة وقت لا غير.. وقالت قناة “زي نيوز” الهندية إن تركيا وباكستان تتفاوضان بشأن تقنيات الصواريخ النووية منذ فترة طويلة.