أكد المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية وخطيب المسجد الأقصى الشيخ محمد حسين، أن المسجد الأقصى المبارك يمر في واقع مؤلم وخطير، خاصة مع تصاعد انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي.
وفي تعليقه على دعوات الجماعات اليهودية المتطرفة والمستوطنين لتنفيذ اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى في الأيام القريبة المقبلة، نبه الشيخ حسين إلى أن “ما يجري من اقتحامات وانتهاكات متصاعدة بحق المسجد الأقصى، ينذر بعواقب وخيمة”، لافتا إلى أن “من يشعل النار بالأقصى، هو أول من يكتوي بها”.
وأكد في تصريحات صحفية، أن “أهل القدس ومعهم كل أبناء الشعب الفلسطيني، لا يمكن أن يقبلوا بهذه الانتهاكات التي تطال حرمة وقدسية المسجد الأقصى”.
وأوضح مفتي القدس، أن “ما يتم من اعتداءات واقتحامات وخاصة من قبل الجماعات المتطرفة، تستغل فيه فترة الأعياد اليهودية، وبحجة تلك الأعياد يطلقون دعوات عريضة وكبيرة من خلال كل وسائل الإعلام وشبكات التواصل من أجل اقتحامات كبيرة للمسجد الأقصى، وهذا بحد ذاته يشكل عدوانا على المسجد الأقصى”.
ولفت إلى أن “الجماعات المتطرفة تستغل أيضا المعركة الانتخابية المتصاعدة في المجتمع الإسرائيلي، وتتسابق الأحزاب الإسرائيلية في عدوانها على المقدسات وأبناء شعبنا، وتستغل ذلك في معركتها الانتخابية الداخلية، والفوز بأصوات الناخبين اليهود”.
وقال: “كل هذه العوامل محفزة للأحزاب والجماعات المتطرفة لإطلاق مثل هذه الدعوات لتنفيذ اقتحامات للمسجد الأقصى”، منوها إلى أن “الشعب الفلسطيني يقوم بواجبه في كل الأراضي الفلسطينية وخاصة في القدس تجاه المقدسات”.
وذكر خطيب الأقصى، أن “هناك واجبا أيضا في بعده الوطني والعقدي والديني، حيث يتوجب على الأمة الإسلامية أن تأخذ موقفا واضحا ومشرفا ضد كل هذه الاعتداءات والاقتحامات والدفاع عن المسجد الأقصى الذي يتعلق بعقيدة كل مسلم وحضارة كل عربي وحر في هذا العالم”.
وشدد على أن “الاعتداء على العقائد له مضاعفات خطيرة، وبالتالي فإن استمرار هذه الاعتداءات والنزاعات من الممكن أن يؤثر على الأمن والسلم العالميين”، مضيفا أن “على العالم أجمع أن ينظر إلى مكمن الخطورة في مثل هذه الاعتداءات على المسجد الأقصى، علما بأن من يشعل النار هو أول من يكتوي بها”.
وتابع حسين: “نحن دائما ندعو إلى البعد عن ما يمس العقائد المقدسات، وعلى الكل أن يعرف أن عليه واجب أن يقف ضد كل من يعتدي على المقدسات أو يمس العقائد”.
وعن التنسيق بين السلطة الفلسطينية والمملكة الأردنية الهاشمية بصفتها صاحبة الوصاية على المقدسات في مدينة القدس المحتلة، أفاد الشيخ حسين بأن “هناك تنسيقا كاملا ومراسلات بين السلطة والأردن، وهناك أيضا اتصالات أوسع أيضا على مستوى الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي”.
وأعرب مفتي القدس، عن أمله في أن “تثمر مثل هذه الاتصالات والجهود في منع هذه الاعتداءات على المسجد الأقصى، وفي النهاية، أن يفيق العالم ويستفيق لكل المخاطر التي تنطوي عليها مثل هذه الاعتداءات والدعوات الآثمة وخاصة انتهاك حرمة المسجد الأقصى وأداء أي طقوس دينية تخص اليهود”.
وبالتزامن مع تواصل اقتحامات المستوطنين الإسرائيليين للمسجد الأقصى المبارك، كثفت المنظمات والجماعات اليهودية المتطرفة دعواتها من أجل تنفيذ أكبر اقتحام للمسجد الأقصى المبارك بالتزامن مع موسم الأعياد اليهودية وذكرى ما يسمى “خراب الهيكل”.