الجمعة 29 اكتوبر 2021 13:24 م بتوقيت القدس
يومها واليوم وفي كل يوم سيظل أعداؤنا يخيفوننا بشياطينهم من الإنس والجن بأنهم يملكون من أسباب الأذى والبطش ما يجعلنا نعيش حالة من الرعب والهلع لا نملك بعدها إلا الاستسلام والانقياد لهم كما تصوره لهم أضغاث أحلامهم، لكنهم ولغبائهم وجهلهم نسوا أننا أقوياء بإيماننا ثم أننا نستقوي عليهم بالله تعالى وحسن التوكل عليه وأننا لا نخاف إلا من الله سبحانه، وهو الذي قال: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ۖ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ ۚ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ، وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ ۗ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ} آية 36 سورة الزمر. وهو الذي قال سبحانه {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} آية 173-175 سورة آل عمران.
لقد نزل قوله سبحانه {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ۖ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ} بعد أن كان المشركون يخوفون رسول ﷺ قائلين: أتسب آلهتنا؟ لئن لم تكف عن ذكرها لتخبلنّك أو تصيبنّك بسوء، وإن أتباع مشركي وكفار الأمس من أعداء الإسلام اليوم يهددوننا ويخوفوننا بأن مجرد ذكرنا لهم بسوء وانتقادنا لباطلهم وظلمهم فإنما هو السخط والغضب الذي سينزل علينا، ناسين وجاهلين أننا نحن نستقوي عليهم بالله الذي لا يضام من استند الى جنابه ووقف على بابه {ألَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ}.
إن المطلوب منا في هذا الزمان مع كثرة السهام المصوّبة إلينا ليس من الأعداء إلى صدورنا ولكنها من الأشقاء إلى ظهورنا، أعداؤنا يخوفوننا بأسلحتهم ونفوذهم وسجونهم، وإخواننا المظبوعون اليائسون يخوفوننا بأن استمرار حديثنا عن الباطل والظلم ومواجهته فإنه سيعود علينا بالضرر والوبال ولسان حالهم يقولون “اليد ما بتلاطم مخرز”.
في هذه المرحلة ما أحوجنا إلى استشعار معاني آيات الله بحسن التوكل عليه {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمُ، الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ، وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ} آية 217-218 سورة الشعراء. {رَّبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا} آية 9 من سورة المزمل. {الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النّاسُ إنَّ النّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكم فاخْشَوْهم فَزادَهم إيمانًا وقالُوا حَسْبُنا اللَّهُ ونِعْمَ الوَكِيل} آية 173 سورة آل عمران. {فَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ ۖ إِنَّكَ عَلَى ٱلْحَقِّ ٱلْمُبِينِ} آية 79 سورة النمل. {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} آية 3 سورة الطلاق.
ها هو لوط عليه السلام لما اشتد عليه البلاء من قومه {قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَىٰ رُكْنٍ شَدِيدٍ} آية 80 سورة هود، فقال النبي ﷺ: “رحم الله أخي لوط لقد كان يأوي إلى ركن شديد” المقصود أنه سبحانه وتعالى الركن الشديد قد أوى إليه فآواه {قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُوا إِلَيْكَ ۖ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ ۖ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ ۚ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ ۚ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ، فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ، مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ ۖ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ} آية 80-82 سورة هود. قال المفسرون إنه الله قد أرسل جبريل فوضع جناحه وتحت قرى قوم لوط ورفعها إلى السماء حتى سمع أهل السماء نباح كلابهم وصياح ديكتهم ثم قلب عاليها سافلها، وصدق في ذلك الشاعر لما قال:
واشدد يديك بحبل الله معتصمًا فإنه الركن إن خانتك أركان
فإذا خانك وخذلك أهل الأرض فمد يديك لرب الأرض والسماء، وإذا خذلك ذوي القربى فمد يديك إلى الذي هو أقرب إليك من حبل الوريد إذا أحسنت الوقوف على بابه وأحسنت التوكل عليه.
مجرد توقيع ويأتيك الفرج السريع
أرأيت لو أن مظلمة كانت لك عند أحد من الناس الظلمة المتجبرين ولم تستطع استرداد حقك، فجاءك ملك أو صاحب جاه وسلطان قائلًا: وكّلني وأنا سأنتزع لك حقك من الذي ظلمك، ولأنك تعرف أن صاحب الجاه والسلطان هذا سيفعلها فإنه لا يراودك شك بأن حقك سيرجع إليك. إن صاحب الجاه هذا يكفي أن يوكّل أحد مساعديه بأن يرسله أو حتى يكتب رسالة يوقّع عليها المساعد ويبعثها إلى ذلك الظالم يقول له أن سيدي يأمرك أن ترد مظلمة فلان إليه وأن ترجع له حقه الذي سلبته. إنه وبمجرد وصول رسالة موقعة من مساعد الملك صاحب الجاه ستعيد لك حقك، فكيف إذا كانت موقعة من الملك نفسه؟ بل كيف إذا قام هو بالمهمة نفسها فلا تجعل خيالك يسرح فيمن يكون الملك ومن يكون الظالم، وإنما كن على يقين في قول الله {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ} آية 58 سورة الفرقان إنه ملك الملوك قاصم الجبابرة العزيز ذو الانتقام.
إن إبراهيم عليه السلام لما أحسن التوكل على الله سبحانه وقد ألقي في النار التي تحرق كل البشر بل كل شيء وقد قال حسبي الله ونعم الوكيل ردًا على قولهم {حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ} هم أرادوا أن ينتصروا لآلهتهم الباطلة، وهو توكل على الله الحق وإذا بالنار تصبح بردًا وسلامًا على إبراهيم {قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ} آية 69 سورة الأنبياء.
وإن موسى عليه السلام لمّا أحسن التوكل على الله سبحانه واستشعر معيته وصحبته له وهو يوشك أن يدركه وقومه فرعون {فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ، قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} آية 61-62 سورة الشعراء، فلمّا استشعر وبصدق معية الله فكان الله معه ليجعل البحر ينفلق ليعبر موسى وقومه وسط البحر الذي انفلق {فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ} آية 33 سورة الشعراء.
وإن يونس عليه السلام وقد أطبقت واجتمعت عليه ظلمة الليل وظلمة البحر وظلمة بطن الحوت وإذا به يستعين ويستغيث وينادي الذي هو نور السماوات والأرض {فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ} آية 87-88 سورة الأنبياء.
وإن محمدًا ﷺ وهو في قلب الغار وقد وقف مشركو قريش عند بابه حتى أن أحدهم لو نظر إلى موقع قدمه لرأى رسول الله وصاحبه أبا بكر، لكن استشعار ويقين رسول الله ﷺ بمعية الله أعمت أبصارهم وردّ كيدهم إلى نحورهم { ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا} آية 40 سورة التوبة، وصدق الشاعر إذ يقول:
وإذا العناية لاحظتك عيونها نم فالمخاوف كلّهن أمان
وإن نبي الله عيسى عليه السلام الذي بذل شبابه وعمره لله سبحانه منذ أن نطق أول كلمة على لسانه {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ} آية 30 سورة مريم. لقد ناله من ذلك أذى بني إسرائيل ومكرهم وكيدهم، ولكن ولأنه استشعر حقيقة عبوديته لله فإن الله لم يخذله، فليس فقط أنه انتشله من الهمّ والمكائد والخوف بل رفعه إليه ليعيش في سماواته مع ملائكته وخيرة خلقه {بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} آية 158 سورة النساء.
سهرت أعين ونامت عيون فى أمور تكون أو لا تكون
إن ربًا كفاك بالأمس ما كان سيكفيك في غد ما يكون
وأنت أيها المسلم فلو أنك عشت ستين أو سبعين أو ثمانين ومع أنك تعلم أن فيها سنوات الطفولة حيث لا تكاليف فيها عليك وسنوات كثيرة في المرض وفي النوم وفي الملذّات لما تبقى منها، فلو أنك جعلتها لله وهي سنوات قليلة فإن الله سيكافئك عنها جنة عرضها السماوات والأرض خالدًا مخلدًا فيها وهذا هو الفوز العظيم، بل هذا هو الخير كله وقد سئل الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله ورضي عنه: “هل من مات على الإسلام والسنة مات على خير يا إمام. فقال الإمام أحمد: اسكت، بل إنه سيكون قد مات على الخير كله”.
إن استشعار معية الله وأنه معنا وأنه سبحانه بحسن التوكل عليه فإنه يطوّع لنا مخلوقاته كما طوّع النار لإبراهيم، والبحر لموسى والحوت ليونس، وطوى السماوات لعيسى فرفعه إليه، وجعل الغار أمنًا وأمانًا على محمد ﷺ، فإنه سبحانه الكفيل والقادر على أن يكفينا ويشفينا ويحمينا ويخذل عنا وينصرنا أفرادًا وأمة لأنه القادر على كل شيء وبيده ملكوت كل شيء، وهو العزيز الجبّار الذي إذا أراد شيئًا فإنما يقول له كن فيكون.
هي صدقة لوجه الله تعالى
إنه ثري من أثرياء إحدى الدول الخليجية ابتلاه الله بالفشل الكلوي لا يصلح معه إلا زراعة كلية جديدة تحول بينه وبين آلام غسيل الدم الذي هو العذاب بعينه. تقول القصة الحقيقية أن أبناء الرجل الثري سافروا إلى مصر واتفقوا مع أهل فتاة صغيرة في السن على أن تنزع منها كليتها وتزرع في والدهم مقابل مائة ألف ريال، فلمّا كان السفر والوصول إلى المستشفى لإجراء العملية طلب الرجل مقابلة الفتاة التي ستزرع فيه كليتها، فدخلت عليه على استحياء دامعة العينين فسألها: ما الذي دفعك أن تبيعيني كليتك وأنت صغيرة لرجل كبير السن مثلي؟ فقالت: إنها الحاجة وأسرتي فقيرة ولي أخوة يحتاجون لأسباب العيش.
يقول الدكتور علي بن جابر الفيفي في كتابه الرائع -لأنك الله- فكأنها صفعته من سبات نسي معه احتقان الدم الفاسد في جسده، وتساءل في نفسه، أيعقل أن يستغني إنسان عن جزء من جسمه لأجل أن يأكل، أن يعيش؟ طلب على الفور أبناءه فلمّا دخلوا عليه أمرهم أن يعودوا به إلى السعودية، فقد ألغى فكرة الزراعة وأخبرهم أن مبلغ المائة ألف هي صدقه منه للفتاة وأهلها، لا يأخذوا منه ريالًا واحدًا. وبعد مقاومة من أبنائه وغضب من بعضهم رضخوا لرغبة أبيهم، وبعد عودته ذهب إلى المستشفى كالعادة للغسيل، وفي فحص دوري يكتشف الأطباء وبذهول أن كليته عادت للعمل. إنها قدرة الله لمن أحسن التوكل عليه، تشفي مريضًا وتفرح محزونًا وتفرّج مكروبًا.
إنه الرعب
إن أيّا منا إذا أظلم الليل فإنه يلجأ إلى بيته يغلق عليه بابه ويحكم إغلاقه خشية من عدوّ حاقد أو لصّ ضميره فاسد مع أن أغلب البيوت أصبحت مزروعة بالكاميرات ووسائل الرصد الإلكترونية. وإن أي ملك أو رئيس فإنه يسكن في مقرّ محصّن هو عبارة عن قلعة لها أبواب محروسة بالجند والقوات الخاصة والأبواب الفولاذية وغير ذلك خوفًا من أي أذى أو اعتداء يمكن أن يوقعه أحد بذلك الملك أو الرئيس.
لكن الفتية الذين آمنوا بربهم وزادهم هدى في قصة أصحاب الكهف فإنهم لمّا لجأوا إلى الله سبحانه فإنه أسكنهم في كهف بلا باب مفتوح للبشر والسباع، ولكن ولأن هؤلاء الفتية قد صدقوا في هجرتهم إلى الله سبحانه ولجوئهم إليه، فإنه سبحانه قد سخّر لهم جندي من جنوده يحرسهم ويرعاهم ليس يومًا ولا يومين وإنما {ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا} آية 25 سورة الكهف. إنه ليس الكلب ولكنه جندي الرعب، فلا يقترب من الكهف أحد من دون أن يعرف ماذا فيه إلا ودبّ الرعب في قلبه، فلا يتقدم إلى الكهف خطوة ولكنه يسرع خائفًا بخطوات سريعة {لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا} آية 18 سورة الكهف، ويومها واليوم وفي كل يوم فإننا إذا صدقنا معّيتنا مع الله فإن الله ناصرنا وحافظنا وسخّر لنا جنودًا لا نراها {سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ} آية 12 سورة الأنفال. نعم إنه سبحانه لأجل أوليائه وعباده الصالحين الصادقين فإنه يسلّط الرعب جنديًا من جنوده على أعدائه فتنتفض وترتعد فرائصهم خوفًا وفزعًا من أوليائه. ألم يقل الحبيب المصطفى ﷺ في الحديث الذي رواه مسلم والترمذي وأحمد: ” فُضِّلْتُ على الأنْبياءِ بِستٍّ: أعْطيتُ جوامعَ الكَلِمِ، ونُصِرْتُ بالرُّعْبِ، وأحِلَّتْ لِيَ الغنائِمُ، وجُعِلَتْ ليَ الأرْضُ طَهورًا ومسْجدًا، وأُرْسِلْتُ إلى الخلقِ كافَّةً، وخُتِمَ بِيَ النَّبيُّونَ” وفي رواية ثانية: ” نُصِرْتُ بالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ” أي أن الله سبحانه يقذف الرعب والخوف في صدور أعدائه رغم بُعد مسيرة شهر بينه وبينهم.
ليس أن سلاح الرعب قد أعطي لرسول الله ﷺ يومها، بل إنه سبحانه كفيل وهو الذي سلّط سلاح الرعب دفاعًا عن أوليائه من أهل الكهف، فإنه سبحانه إن صدقنا في معّيته والولاء له والسير على نهجه، وأن نأخذ بأسباب القوة بكل عناصرها فإنه يقذف الرعب في صدور أعدائنا. ولا أتردد بالقول أن الهواجس والقلق بل إن معاني العداء السافر والكيد والمخططات ومشاريع الاستهداف للمشروع الإسلامي وللأمة الإسلامية من أعدائها إنما هو من الرعب الذي راحت بسببه ترتعد فرائصهم من مظاهر عودة الإسلام ونهضته وصحوة أبنائه، وأن المستقبل إنما هو للإسلام وليس لأعدائه وأن الصولة القادمة والجولة الحاسمة القريبة هي للإسلام بإذن الله تعالى فإذا كانوا هم في أرقٍ وقلقٍ ورعبٍ، فإن صدق معيتنا مع الله سبحانه ستجعلنا على العكس منهم تمامًا:
لأنك الله … لا خوف ولا قلق
ولا غروب … ولا ليل ولا شفق
لأنك الله … قلبي كله أمل
لأنك الله … روحي ملؤها الألق
نحن إلى الفرج أقرب فأبشروا..
رحم الله قارئًا دعا لي ولوالدي ولوالديه بالمغفرة
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون