الجمعة 30 ابريل 2021 12:22 م بتوقيت القدس
نفقت أطنان من الأسماك في الأيام الماضية في بحيرة القرعون شرق لبنان.
وأفاد تقرير أولي بأن وباء فيروسيا قضى على الأسماك من نوع الكارب دون سواها في البحيرة، غير أن خبيرا أفاد بأن نفوق الأسماك قد يكون ناجماً عن التلوث.
ويمكن رؤية مئات الأسماك من كل الأحجام مكدسة الخميس على مسافة تفوق 5 كيلومترات على ضفة البحيرة، فيما تنتشر رائحة نتنة في الجو.
ويزيل رجال الأسماك النافقة بالمجارف ويحملونها في عربات، فيما يجرف جرار كميات منها يفرغها في شاحنة.
وقال نصرالله الحاج من المصلحة الوطنية لنهر الليطاني: "نحن هنا لليوم الثالث نحاول رفع الأسماك النافقة عن شطوط بحيرة القرعون"، مضيفا "أزلنا ما قيمته 40 طنا تقريبا".
ووصف صياد السمك محمود عفيف فارس، الوضع بـ "كارثة"، مضيفا "إنها أول مرة في حياتنا نرى مشهداً كهذا".
والقرعون أكبر بحيرة اصطناعية في لبنان، وبها أكبر سدود البلاد، وتبلغ سعتها نحو 220 مليون متراً مكعباً من المياه.
إلا أنها تعاني منذ عقود مع أجزاء واسعة من نهر الليطاني، من مستويات تلوث خطيرة، أبرز أسبابها مياه الصرف الصحي، والنفايات الصناعية، والمواد الكيميائية التي تستخدم في الزراعة.
وحذرت المصلحة الوطنية لنهر الليطاني وجمعية حماية الطبيعة الجمعة من "مرض وبائي وفيروسي خطير قابل للانتقال".
وأوضحت الهيئتان في تقرير أولي أن الوباء يستهدف نوعاً معيناً من أسماك القرعون، هو سمك الكارب، في حين أن الأنواع الأخرى "بصحة جيدة".
غير أن كمال سليم خبير المياه الذي يأخذ عينات من مياه البحيرة منذ 15 عاماً، أفاد بأن التلوث قد يكون سبب نفوق الأسماك.
وقال: "لا يمكن أن نحسم الأمر دون تحليل".
ولفت بيان مشترك للمصلحة والجمعية إلى أن الوباء يفاقم أزمة الأسماك في الليطاني بسبب التلوث الكيميائي والبيولوجي الناتج عن الأنشطة البشرية الصناعية، والزراعية والسكانية.
ودعت المصلحة الوطنية لنهر الليطاني الإثنين إلى إجراءات لتنفيذ قرار وزارة الزراعة في 2018 لمنع الصيد في بحيرة القرعون "لعدم صلاحية الأسماك فيها للاستهلاك البشري" بسبب التلوث.
وأكدت ضرورة إصدار قرار يمنع التقاط الأسماك النافقة وبيعها.