الاربعاء 24 مارس 2021 21:13 م بتوقيت القدس
مثّلت النتيجة التي حققها حزب "كاحول لافان" برئاسة وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، إحدى المفاجآت الكبرى في انتخابات الكنيست الـ24؛ وبعد تشكيك استطلاعات الرأي في إمكانية عبور الحزب الذي مثّل البديل لحكم بنيامين نتنياهو في الانتخابات السابقة، لنسبة الحسم، تمكن "كاحول لافان"، بحسب النتائج الرسمية المرحلية بعد فرز 97% من الأصوات، من الحصول 8 مقاعد برلمانية.
نجاح الحملة الحالية لـ"كاحول لافان" ينبع من التوصيف الصحيح للأهداف وتحديد العقبات والتعامل معها. كما تضمنت محاولة للاستفادة من الدوافع الإنسانية والعاطفية. بعبارة أخرى؛ تم تصميم الحملة وفقًا لأبعاد وقدرات "شخصية غانتس الجديدة"، والامتناع عن تقديمه كـ"مرشح نموذجي وفقا للكتاب"، والتركيز على شخصية على مستوى الجمهور الإسرائيلي، مختلفة تمامًا عن شخصية السياسي المصقول.
في الحملة الانتخابية الأخيرة، كان من المفترض أن تتحول أوجه قصور غانتس إلى مزايا، ولكن لكي يحدث ذلك، كان عليه شرعنة ترشحه مجددا للكنيست، لذلك ركز في خطاباته على دعوة ما يوصف بـ"معسكر التغيير" في إشارة إلى المعسكر المناوئ لنتنياهو، إلى التخلي عن الإيغو والتوحد تحت مظلة واحدة؛ كانت ردة الفعل حملة استخفاف بشخصه، لكن في المقابل، منحه ذلك شرعية الترشح والقول: "حاولت أن أتحد ولم أجد استجابة من الشركاء الطبيعيين".
ومن جهة أخرى، كان على "غانتس" التغلب على حالة السخط العاطفية التي تولدت ضده لدى جمهور عريض من الناخبين الذين اعتبروا أنه خانهم بانضمامه إلى حكومة تحت رئاسة نتنياهو؛ ولتخطي هذه العقبة، ركّزت حملة غانتس على "استقامة" الرجل وأن دوافعه لانضمامه إلى حكومة نتنياهو بعيدة عن الحقد الشخصي أو الانتهازية. سمحت هذه الخطوة لغانتس أن يقول: "أنا صادق ومستقيم، لقد فعلت ذلك من أجلكم".