الاحد 27 نوفمبر 2016 22:32 م بتوقيت القدس
ما إن وصلت السيارة لبيت نعيمة البطش أم لـ11 طفلاً، حتى اندفع إلينا بعض الأطفال بضحكاتهم التي ملأت المكان، يسلمون علينا ببراءتهم الملفتة للنظر.
لم يخيل إلينا أن جدران هذا المنزل تضم بين جنباتها 11 ملاكاً، يلعبون هنا وهناك، ويركضون نحو عدسة الكاميرا في محاولة منهم لإثبات أنهم موجودون رغم صغر سنهم.
استقبلتنا والدتهم بابتسامتها الساحرة، وما إن جلسنا نتحدث إليها حتى أخبرتنا قصة أطفالها الـ11.
تقول لـ "دنيا الوطن": "اسمي نعمة، عمري 23 عاماً، رزقت بأطفالي الـ11 خلال ثلاث مرات حملت فيها، حيث أنجبتُ في الحمل الأول طفلتين توأم بعد عام من زواجي، ثم حملت بالتوأم الثاني وهم ابني محمد الوحيد وابنتي رتاج، ثم حملت للمرة الثالثة وكنت في عمر الـ21 بالتوائم الخمسة وهن إناث.
وتابعت الحديث وهي تتوسط أبناءها قائلة: "تزوجت في الرابعة عشرة من عمري، وأنجبت أطفالي التوأم في الخامسة عشرة، ثم استمر الحال هكذا حتى حملت في المرة الثالثة، وحينما ذهبت للطبيب أخبرني أنني سانجب خمسة توائم دفعة واحدة.
وتكمل حديثها وهي تنظر لصغارها ينسجون بعض الأناشيد، شعرت بالخوف فكيف سأربي هذا العدد من الأطفال سوية، وشاءت قدرة الله، وجاء هؤلاء الصغار ليعطوا حياتنا مزيداً من البهجة والسعادة.
وتحول ليل نعيمة إلى نهار آخر فمن ساعات الصباح وحتى المساء تقضيها في تلبية طلبات الأسرة، أما الليل فيحمل حكايات أخرى، حيث تقول: "ساعات الليل أقضيها بالسهر عليهم بين تنظيفهم وإطعامهم حتى يناموا".
وتحاول نعيمة التوفيق ما بين متطلبات الحياة ومتطلبات أسرتها، لكنها تؤكد لـ "دنيا الوطن" أن حياتها الاجتماعية شبه معدومة، وأن كل وقتها تقضيه بين أطفالها الذين لهم متطلباتهم الكثيرة.
وبين ابتسامتها وابتسامة صغارها، مر الوقت قبل أن نسألها عن قدرتها على تحمل كل هذه المسؤوليات، إلا أنها فاجأتنا حين أجابت بنفس الابتسامة مع اتساعها "أنها إمرأة ليس لها مثيل في غزة؛ لذلك تتقبل هذا الموضوع ببساطة"!
أما أمنياتها لصغارها فهي كثيرة فتقول: أحلم بأن تدرس بناتي الطب والهندسة والصحافة، وأن يصبح لهن مراكز مهمة في البلد.
ودعنا الصغار، وبابتسامة أخيرة من والدتهم التي أخبرتنا أن وضعها الاقتصادي صعب، لأن الصغار يحتاجون لرعاية كبيرة ومصاريف خاصة ومختلفة عن أي عائلة أخرى، متمنية أن يتطلع إليهم الرئيس محمود عباس ومساعدتهم.