الاثنين 07 ديسمبر 2020 15:03 م بتوقيت القدس
أكد مسؤول أمريكي في إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، فشل السياسية الأمريكية الإسرائيلية المتبعة حاليا ضد إيران، مقترحا رؤية جديدة في التعامل مع طهران، مع وجوب العمل على قص أجنحة تركيا.
لا نتائج
وأوضح مستشار الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط، ستيفن سايمون في مقال نشر بصحيفة “هآرتس” العبرية، شارك معه آخرون في كتابته، أنه “يوجد لواشنطن وتل أبيب مشكلتان بالنسبة لإيران وهما: تدخلها في المنطقة وطموحاتها النووية”.
وأكد أن “مقاربتهما الحالية التي في أساسها تصفية ذوي المناصب الرفيعة وفرض العقوبات والانسحاب من الاتفاقات، لا تعطي أي نتائج، وبالطبع لن تثمر حتى في المستقبل”.
وأضاف: “من أجل معالجة نشاطات إيران الإقليمية اغتالت الولايات المتحدة الجنرال قاسم سليماني، ولمعالجة المشكلة النووية قتلت إسرائيل كما يبدو محسن فخري زاده، عالم الذرة الإيراني”، مؤكدا أن مثل هذه التصفيات، “يمكن أن تؤدي لتراجعات تنظيمية، لكنها لا تحل المشكلة الأساسية”.
ولفت سايمون، إلى أن “موت سليماني لم يقلص تأثير إيران في العراق، بل أدى لقيام مليشيا شيعية بإطلاق صواريخ على بغداد، وفي حالة “زاده”، كثير من الديمقراطيين في أمريكا يعتبرون تصفيته محاولة إسرائيلية لحياكة مؤامرة مع إدارة ترامب لمنع العودة للمفاوضات مع إيران”.
منافسة إيران
ورأى أنه “على المدى البعيد، هذه الرؤية ستصعب الحفاظ على الأفضلية المعطاة للعلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل في كلا الحزبين، حتى إن هذه التصفيات مشكوك فيها من ناحية قانونية”، مضيفا أنه “ربما كان “الضغط في الحد الأقصى” قد أضر باقتصاد إيران، لكنه أدى إلى استئناف مخزون المواد المشعة وتقصير الفترة الزمنية للوصول إلى القنبلة”.
وأشار المسؤول الأمريكي، إلى أن “هناك طريقة أفضل لمعالجة هذه المشكلات، فواشنطن يمكنها العودة إلى اتفاق الدول العظمى بشأن مشروع إيران النووي، على فرض أن طاقم الرئيس بايدن سينجح في إحضار زعماء إيران إلى طاولة المفاوضات، وهي التي ليس لديها الآن الكثير من الأسباب كي تثق بواشنطن”.
وذكر أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، “أطلق رصاصة التحذير ضد هذا البرنامج، وفي واشنطن المنقسمة سيكون تأثير لصوته، وهذا من شأنه أن يؤدي لشلل بدلا من اتخاذ القرارات”.
وعلى صعيد الأمن الإقليمي، يرى أنه “يمكن تطبيق استراتيجية أخرى، وهذا الأمر سيتم بالاعتماد على المهارة المالية والتجارية للدول العربية، التي تستطيع التغلب على إيران في أي مكان تحاول أن تحصل فيه على موطئ قدم أو أن تزيد نفوذها، وبنظرة أمريكية وإسرائيلية فإن تجنيد موارد عربية لمنافسة إيران هو أمر عملي أكثر من استخدام القوة”.
وقدر أن اتفاقيات التطبيع مع البحرين والإمارات، واللقاء بين نتنياهو وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، كله يمنح تل أبيب قوة لإقناع شركائها العرب في إعطاء فرصة لمنافسة غير عسكرية مع طهران”، مؤكدا أن إدارة دونالد ترامب “لم تكن قادرة على فعل ذلك، علما بأن إدارة جديدة تكون أقل تركيزا على إلغاء التهديد الإيراني بالقوة وأكثر تركيزا على إبعاد طهران عن العالم العربي، من شأنها أن تحقق أكثر مع مخاطرة أقل”.
قص أجنحة تركيا
وأفاد بأن “إدارة بايدن يمكنها أن تعيد تنظيم العقوبات، بحيث أن الدول العربية التي تريد البدء في إعادة البناء، ولديها الوسائل لذلك، يمكنها البدء في العمل، وبدلا من دفع سوريا إلى أحضان إيران، فإن هذه المقاربة ستدفع طهران إلى الهامش، لأنه سيكون هناك بديل أفضل لدعمها، كما أنه يمكن تطبيق هذه المقاربة في لبنان، بدلا من مقاربة ترامب الذي اعتقد أن الطريقة الأفضل لتقييد نفوذ إيران في لبنان، هي زيادة معاناة الشعب اللبناني، وكأنه يمكنه أن يجرد حزب الله من سلاحه”.
ويعتقد سايمون، أن “إيران ليست العدو الوحيد الذي يقتضي إعادة التفكير، فهناك تركيا التي يتبين أنها عامل لعدم الاستقرار في المنطقة”، لافتا إلى أن “مقاربة ترامب شجعت أنقرة على أن تتحول إلى لاعب هجوم في شرق البحر المتوسط، وأن تشكل عاملا في النزاع بين أذربيجان وأرمينيا، وهنا فإن بايدن سيضطر لتجنيد تحالف عربي لقص أجنحة تركيا”.
وخلص إلى أن “تغيير هذه السياسة لن يحل كل مشكلات المنطقة”، موضحا أنه “ما زالت هناك حاجة للعثور على طرق للتقدم مع الفلسطينيين ودفع مصر لإعادة الحريات، كما أنه يجب على السعودية وقف حربها في اليمين، ويجب التفاوض على عملية الانتقال السياسي في سوريا، وهذه الأهداف بالنسبة للولايات المتحدة مهمة”.
ورأى أن “استراتيجية جديدة للدفع قدما بتعاون عربي واندماج أكبر لإسرائيل في محيطها، يمكن أن تساهم في تقليص خطر الأزمة وتحسين مستوى الحياة لمن تضرروا بصورة شديدة من الحرب في سوريا”.
ونوه مستشار بايدن، إلى أنه “بدلا من مواصلة استخدام “ضغط بالحد الأعلى”، فإنه يجب على الولايات المتحدة وإسرائيل اختيار “الضغط الحكيم” ومنافسة غير عنيفة تتم بواسطة دول عربية في المنطقة، وكل ذلك لن يحيّد استخدام القوة، لكن بدلا من التطرف الإيراني الذي سيملأ الفراغ الذي سيتركه انهيار الدول في المنطقة، يمكن لواشنطن وتل أبيب مساعدة الدول العربية على لعب دور بناء لبناء ميزان قوى قابل للحياة وإعادة تشكيل الشرق الأوسط بصورة أفضل”، بحسب رأيه.