ما زال الرئيس الأميركي دونالد ترامب يصر على أنه الفائز في الانتخابات الأخيرة، ويرفض بدء إجراءات تسليم السلطة للمرشح الديمقراطي الفائز في السباق للبيت الأبيض، وفق النتائج الأولية.
لكن التطورات الأخيرة في واشنطن ترجح خسارة الرئيس، حيث تتالت المواقف، التي تطالبه بالاعتراف بالهزيمة، فيما تخلى عنه محامون انتدبهم للطعن في النتائج.
وقد قرر 3 محامين يمثلون حملة ترامب الانسحاب من الدعوى، التي رفعها على نتائج الانتخابات في ولاية بنسلفانيا، مما أدى إلى زعزعة فريقه القانوني قبل جلسة استماع رئيسية في المحكمة.
وهؤلاء المحامون هم: ليندا كيرنز وجون سكوت ودوغلاس بريان هيوز، وقد قدموا طلب الانسحاب للمحكمة أمس، الاثنين، وقالوا إن الحملة وافقت على انسحابهم.
وفي قرار موجز، سمح القاضي الذي ينظر في القضية بانسحاب سكوت وهيوز؛ لكنه لم يسمح لكيرنز.
وانضم المحامي مارك سكارينجي إلى القضية، وسيكون المستشار الرئيسي لترامب.
وطلب سكارينجي من القاضي تأجيل جلسة الاستماع المقررة اليوم، الثلاثاء، قائلا إنه وشريكه “يحتاجان إلى وقت إضافي للاستعداد بشكل مناسب”، وسرعان ما رفض القاضي الطلب.
وجاء انسحاب المحامين الثلاثة بعد أيام من انسحاب شركة المحاماة الشهيرة “بورتر رايت موريس آند آرثر” (Porter Wright Morris & Arthur) من القضية.
انتقال سلس
في السياق ذاته، تعهّد مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي روبرت أوبراين بانتقال سلس للسلطة إلى إدارة جديدة يقودها الرئيس المنتخب جو بايدن.
ويعكس هذا التصريح، اعتراف أوبراين بخسارة دونالد ترامب، الذي يرفض الإقرار بهزيمته في الانتخابات الرئاسية.
وقال أوبراين الذي يتولى تنسيق شؤون الأمن القومي في البيت الأبيض إن “الولايات المتحدة شهدت عمليات انتقال سلمية وناجحة للسلطة حتى في أحلك الفترات”.
وأَضاف في مؤتمر عبر الفيديو لمنتدى الأمن العالمي إذا تأكد فوز الثنائي بايدن وهاريس، ومن الواضح أن الأمور ذاهبة في هذا الاتجاه حاليا، سيحصل انتقال احترافي للغاية في مجلس الأمن القومي، لا شك في ذلك.
وقال أوبراين إن لدى بايدن ونائبته كامالا هاريس “أشخاصا احترافيين للغاية” قادرين على تولي زمام الأمور، وإنه سيلتزم الصمت بعد التنصيب.
وأضاف “يستحقون بعضا من الوقت؛ لكي يستعدوا ويضعوا سياساتهم.. قد تكون بيننا تباينات سياسية”.
وبدا أن أوبراين، المحامي الجمهوري الذي تولى سابقا شؤون الرهائن، يعترف بنتائج الانتخابات لدى تطرقه إلى الجهود المبذولة للإفراج عن المصور الصحافي الأميركي أوستن تايس المفقود في سوريا.
وقال أوبراين “نبذل كل ما بوسعنا لاستعادة أوستن”، مضيفا أن الرئيس يريد أن يراه قبل أن يترك منصبه.
لا تزوير
وتتوالى تصريحات من شخصيات بارزة في المعسكر الجمهوري تدعو ترامب للاعتراف بالهزيمة، وتؤكد أنه لم تتضح أي أدلة على حدوث تزوير يذكر.
وقال لاري هوغان، الحاكم الجمهوري لولاية ميريلاند، في لقاء تلفزيوني إن ترامب خسر الانتخابات، وإن الوقت قد حان ليقبل أن بايدن هو الرئيس المنتخب، وأنه حقق نصرا ساحقا.
وأضاف “غدا سيكون قد مضى أسبوعان (على الانتخابات)، وبما أننا لم نر أي شيء (يدل على التزوير) فقد حان الوقت.. المزيد من المؤيدين لترامب ومن أصدقائه المقربين يقدمون له هذه النصيحة؛ لكنه لا ينصت”.
من جهته، قال جيف دنكان، نائب الحاكم الجمهوري لولاية جورجيا، إنه لا توجد أدلة بشأن حدوث تزوير واسع النطاق في انتخابات الولاية، مضيفا في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” (CNN)، أن جو بايدن حتى الآن هو الرئيس المنتخب للولايات المتحدة.
أنا الفائز
وبعد مرور نحو أسبوعين على انتهاء الانتخابات، ما يزال ترامب مصرا على أنه الفائز في الاستحقاق زاعما حصول تزوير واسع النطاق من دون أن يقدم أي دليل على ذلك، على الرغم من أن التقديرات الحالية تعطي بايدن تقدما لا يمكن تعويضه في ولايات حاسمة، وتقدما كبيرا على صعيد التصويت الشعبي.
وقال ترامب في تغريدة على تويتر إن شركة “دومينيون” قامت بإدارة انتخابات مزورة، وذكر في تغريدة أخرى أن إعادة الفرز “الوهمية” الجارية في ولاية جورجيا لا تعني شيئا؛ لأنهم لا يسمحون بالنظر في التوقيعات والتحقق منها، حسب تعبيره.
وقد وضع موقع تويتر إشارة على بعض تغريدات ترامب الأخيرة باعتبارها قد تتضمن معلومات مضللة.
وفيما من المقرر أن يتولى بايدن الرئاسة في 20 يناير/كانون الثاني سواء أقر ترامب بهزيمته أم لا، ترفض إدارة الخدمات العامة الأميركية، الوكالة التي تدير الشؤون البيروقراطية الاتحادية، الاعتراف ببايدن رئيسا منتخبا، وتحجم عن إطلاعه على فحوى الاجتماعات المصنفة سرية أو منحه الموارد المخصصة للعملية الانتقالية.