الاحد 19 يوليو 2020 18:57 م بتوقيت القدس
أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية أن التطورات والمستجدات التي تمر بها القضية الفلسطينية حاليًا هي الأخطر، مشيرًا إلى أن لدى حماس 3 أولويات للتعامل مع هذا الوضع على الأرض.
وقال هنية خلال لقاء مع الصحافة القطرية إن أولاها يتمثل بالعمل على ترتيب البيت الفلسطيني وإعادة بناء المشروع على أسس صحيحة وسليمة ترتكز على ثوابت القضية الفلسطينية، وهو أهم عامل في المواجهة”.
وأضاف: “إذا كان هناك موقف فلسطيني موحد فبالتأكيد سنكون قادرين على إفشال هذه الخطة. وأستطيع أن أقول إننا نجحنا حتى الآن في بناء موقف فلسطيني موحد ضد خطة الضم وضد صفقة القرن”.
وأشار هنية إلى أن الموقف الفلسطيني هو حجر الأساس الذي يبنى عليه إقليميًا وعربيًا وإسلاميًا.
ولفت إلى أن هذه الأولوية تتحقق عبر طي صفحة أوسلو إلى الأبد، فكل الجرائم الإسرائيلية تمت تحت ستار أوسلو، وبالتالي يجب أن يقطع شعبنا مع مرحلة أوسلو بالكامل، ويجب وقف أي تعاون مع الاحتلال الإسرائيلي وسحب الاعتراف في “إسرائيل” من قبل منظمة التحرير.
وشدد هنية على أن إعادة الاعتبار للمشروع الوطني له ثلاثة أسس منها الاتفاق على أساس وطني، وثانيًا الاتفاق على المرجعية القيادية للشعب الفلسطيني، ونحن نرى أن تلك المرجعية في الداخل والخارج هي منظمة التحرير.
وقال: “نحن لا نطرح بديلًا عن تلك المنظمة، لكن يجب إعادة بناءها.. وثالثا الاتفاق على الاستراتيجية النضالية سواء الدبلوماسي أو العسكري”.
أما الأولوية الثانية، فبين رئيس المكتب السياسي لحماس أنها تتعلق بكيفية مواجهة الخطة والاتفاق على وسائل النضال الفلسطيني، مشيرًا إلى جهوزية حركته للجلوس على طاولة واحدة للاتفاق على كيفية ممارسة نضالنا الوطني لإنهاء الاحتلال.
وبشأن الأولوية الثالثة، فأكد أنها تتعلق بتنظيم العلاقة مع عمقنا العربي والإسلامي وهذا موضوع مهم لسببين لأن القضية لها بعد عربي وإسلامي، وثانيًا أن هذه الخطط تداعياتها على المنطقة ككل.
وقال هنية: “نحن في حماس نرى أن استراتيجية الانفتاح على الجميع ناجحة، وأن نستند على كتلة قوية في المنطقة.. لذلك عندما نتحدث عن ضرورة التنسيق مع قطر وتركيا والأردن وإيران وغيرها من الدول فنحن في هذا الاتجاه”.
وأضاف: “كذلك الاستفادة من دول العالم والعمل على تطوير تلك العلاقة في أوروبا أو حتى داخل أميركا نفسها”.
وشدد هنية على أن التقارب بين قطبي الساحة الفلسطينية فتح وحماس وإن كان في بدايته وإن كان رمزيًا لكنه يشير إلى خطورة ما، “إسرائيل” تحسب لها حسابا لأنه عندما كنا موحدين استمرت الانتفاضة الأولى 7 سنوات وبنت معادلات سياسية وفرضت وقائع على الأرض، وكذلك الانتفاضة الثانية التي أدت لخروجها من غزة وغيرها من المدن الفلسطينية بالضفة الغربية.
وقال: “نقول إننا نجحنا في مواجهة خطة الضم بموقفنا الموحد، لكن أمامنا معركة طويلة وقد تكون قاسية لأن معركتنا مع وجود الاحتلال على أرضنا الفلسطينية، فهي أحد تداعيات الاحتلال، ونحن سنواصل حتى نحرر أرضا ويعود شعبنا الفلسطيني ونحرر أسرانا، ونحرر المسجد الأقصى، وبالتأكيد هذه معركة طويلة”.
وأضاف: “هنا أقول شيئًا واضحًا إن دعم قطر لكل أبناء شعبنا وليس لحماس. فقطر مع شعبنا وكل الفصائل، وما تقدمه ليس دعما لحماس، فالحركة لا تمتلك ولا تستلم تلك المبالغ. وما يتم تقديمه من دولة قطر”.
وقال هنية إن المرحلة الحالية هي مرحلة تنظيم الخلاف داخل البيت الفلسطيني بحيث بدل أن يكون الصراع فلسطينيا – فلسطينيا يتحول إلى فلسطيني –إسرائيلي، مستدركًا: “من المهم البحث عن القائم المشترك بين فتح وحماس خاصة ان الفصائل الفلسطينية لها رؤى مختلفة.
وشدد على أن المشكلة مع الاحتلال لا فلسطينية عربية أو عربية عربية.
وذكّر هنية بخطوات حماس بتقريب وجهات النظر وتحقيق الوحدة الوطنية، مشيرًا إلى تنازلها عن السلطة بالرغم أن لديها الأغلبية داخل المجلس التشريعي الفلسطيني.
وقال إن حماس لديها رؤية مختلفة عن باقي الفصائل وأبدت مرونة عالية لرأب الصدع داخل البيت الفلسطيني.
وبيّن أن اتفاقية أوسلو كانت محصلتها صفقة القرن والقدس عاصمة لإسرائيل، مؤكدا في هذا السياق أن “خيار حماس ما زال قائمًا على المقاومة وعدم الاعتراف بإسرائيل”.
وأشار هنية إلى أن هناك دفعًا لدى حماس وفتح لتضميد الجراح والتفاهم وتحييد الخلاف والاتفاق على مواجهة خطة الضم وصفقة القرن، قائلًا: وجدنا حراكًا إيجابيًا ونحن ندفع في هذا الاتجاه وحريصون على بذل ما في وسعنا لمواجهة خطة الضم وصفقة القرن.
وكشف عن وجود اتصالات مباشرة بين فتح وحماس دون وساطات مع احترام هذه الوساطات، مشيرا إلى تداول جملة أفكار لإقامة مؤتمر شعبي يخاطب فيه أبو مازن “الرئيس محمود عباس” وأبو العبد “إسماعيل هنية” الشعب الفلسطيني.
ونبه إلى وجود لقاءات بين قيادات حمساوية وفتحاوية للمرة الأولى منذ عشرة سنوات.
الانفتاح على المبادرات
وشدد هنية على أن حماس منفتحة على مختلف المبادرات للتقريب بين مختلف فصائل الشعب الفلسطيني، داعيًا إلى خلية تفكير استراتيجي فلسطينية وبحث خطة لمواجهة المستقبل.
ولفت إلى وجود أفكار لعقد اجتماع للأمناء العامين الفلسطينيين وترتيب منظمة التحرير، قائًلا: “حماس ليس لها سقف في استعادة الوحدة خاصة أن أوسلو لم يعد له ما يبرره”.
وأوضح هنية أن الوقت قد حان للبناء على قاسم مشترك وبناء الجسور وهو أمر في حاجة للصبر وإزالة الشكوك وبناء التوافق.
وقال إن فتح يجب ان تأخذ خطوات استراتيجية بالعلاقة مع المتغيرات الحاصلة بما في ذلك الاعتراف بإسرائيل وبناء مشروع فلسطيني واعادة تعريفه.
وأكد أن خيار المقاومة والكفاح المسلح لا يزال قائمًا لدى حماس وهو خيار استراتيجي يقوم على مراكمة القوة، لافتًا إلى ضرورة الاتفاق على وظيفة السلطة والقطع مع ركيزتها والمتمثلة في التعاون الأمني مع الجانب الإسرائيلي.
وشدد هنية على أن هناك شيطنة للقضية الفلسطينية لتبرير تقارب وتطبيع البعض في المنطقة، مشيرا إلى أن سياسة تهميش القضية الفلسطينية لن تنجح آملًا أن يعود الجميع لرشده وموقفه التاريخي في دعم القضية الفلسطينية.