طه أغبارية - عقدت في محكمة الصلح بمدينة الرملة، الأربعاء، جلسة تداول في ملف اتهام الشيخ يوسف، إمام المسجد الكبير في المدينة، بالاعتداء على متطرف يهودي في العام 2018، زعم أن الباز هشّم وجهه وتسبب له بأضرار مزمنة في عينه اليمنى وقدرته على النظر.
وتعود حيثيات الملف إلى تاريخ 3/4/2018، حيث تقدمت الشرطة والنيابة العامة الإسرائيلية، بلائحة اتهام ضد الباز، زعمت فيها أنه اعتدى على مواطن يهودي من اللد، يدعى حنان حدّاد، وهو عضو ناشط في حزب الليكود.
في حين أنكر الباز التهم الموجهة إليه وقال إنه قام بالدفاع عن نفسه في وجه هذا اليهودي بعد أن باشر هو الاعتداء عليه، وقام بإغلاق الشارع المؤدي للحي السكني الذي يقطنه.
وفي أعقاب الحادث، حينها، جرى اعتقال الباز ثم تحويله للحبس المنزلي لمدة أسبوعين في قرية تل السبع.
وفي تفاصيل جلسة الأربعاء، قال المحامي رئيس أبو سيف، من طاقم الدفاع عن الشيخ يوسف الباز في حديث لـ “موطني 48″، إن المحكمة واصلت الاستماع لشهود النيابة في هذا الملف المتواصل منذ نيسان/ أبريل من العام 2018، بحيث جرى الاستماع لشهادة طبيبين عالجا المدعو حنان حداد في أعقاب مزاعمه بتعرضه للاعتداء على يد الشيخ يوسف.
وأضاف أبو سيف: “أثبتنا خلال الجلسة أن ادعاءات المدعو حداد غير صحيحة وذلك عبر استجواب الطبيبة المعالجة له والتي قدّمت للمحكمة تقريرها بخصوص حالته مدعية أن إصابته تسببت بضرر في عينه اليمنى وفيما يسمى العصب السادس للعين، وقد واجهنا هذه الطبيبة بتشخيص مختلف لوضع العين أجراه طبيب مختص من طرفنا وقد اعترفت بصحة التشخيص مناقضة بذلك تقريرها الذي وضعته أمام المحكمة”.
وأشار أبو سيف إلى أنه “من الواضح أن المدعو حنان حداد يسعى إلى تضخيم هذا الملف البسيط، لأسباب غير موضوعية وربما يهدف إلى التربح بتقديم دعوى تعويض والتسبب بسجن الشيخ يوسف”.
من جانبه قال المحامي زياد أبو غانم، من طاقم الدفاع، لـ “المدينة”: “ما لمسناه من خلال مواكبة الملف أن ثمّة أيد تعبث في القضية وتريد تهويلها بشكل كبير جدا، بهدف تقييد حرية الشيخ يوسف، فمثلا جرى فبركة شريط فيديو كأنه يوقّت الحدث عام 2018، لكن تبين بالدليل القطعي أنه فيديو مفبرك، كما اكتشفنا انه جرى تحويل الملف إلى وحدة تحقيقات في منطقة المركز تعنى بملفات كبيرة وحتى الآن لم نجد سببا موضوعيا لتحويل هذا الملف البسيط إلى وحدة تحقيق بهذا الحجم، الأمر الذي يشي في أن المسألة مرتبطة بملاحقة الشيخ يوسف المعروف بنشاطه السياسي والاجتماعي وقيادته للعديد من نضالات في القضايا المفصلية للمواطنين العرب في الرملة”.
إلى ذلك اعتبر الشيخ يوسف الباز في حديث لـ “موطني 48″، أن تضخيم هذا الملف التافه برأيه، يندرج في إطار ملاحقته السياسية انتقاما من خطابه السياسي الذي لا تقبله المؤسسة الإسرائيلية.
وأضاف الباز: “ما حدث بيني وبين هذا المدعو حنان حداد، يحصل كل يوم بين المئات ولا تصل مثل هذه الأمور إلى الشرطة، لكن بما أن الشرطة عندها مشكلة مع خطابي السياسي قامت بتحويل الملف إلى وحدة تحقيقات خاصة تعالج فقط قضايا القتل!! وبالتالي واضح أن المسألة هي انتقام سياسي، يريدون خطابا منسجما مع الرواية الإسرائيلية، خطابا خانعا، ولكن سنبقى نقول رأينا ونعبر عن مواقفنا حتى لو لم يعجبهم ذلك”.
هذا وقد حضر جلسة المحكمة مع الشيخ يوسف عدد من النشطاء والمتضامنين كان من بينهم، الشيخ أسامة العقبي، عضو لجنة التوجيه العليا لعرب النقب، والذي أكد بدوره أن ما يحدث في هذا الملف المتداول منذ عام 2018، يؤكد أن خلفية ملاحقة الشيخ يوسف هي سياسية.
وأعرب العقبي عن تضامنه الكامل مع الباز الذي لطالما وقف مدافعا عن مجمل قضايا شعبنا في الداخل الفلسطيني والأهل في مدينة الرملة بشكل خاص.
يشار إلى أن طاقم الدفاع عن الشيخ يوسف الباز، يتكون من المحامين: رئيس أبو سيف، زياد أبو غانم، خالد زبارقة ورمزي كتيلات.