أكّد الأسير المحرر يحيى سوطري من مدينة الناصرة، أن السلطات الإسرائيلية زجّت به في السجون ولاحقته وضيّقت عليه بسبب موقفه المناصرة لقضية المسجد الأقصى المبارك، حيث اعتبر اعتقاله ضريبة لا بد من دفعها شئنا أم أبينا، لكل من يختار هذه الطريق. كما قال.

وعانق عاشق الأقصى الأسير المحرر، يحيى السوطري الحرية، بعد اعتقال فعلي 16 شهرا في السجون الإسرائيلية على خلفية الملف المعروف إعلاميا بـ “عشاق الأقصى”.

وأطلقت السلطات الإسرائيلية، فجر الأحد، سراح السوطري من سجن “كتسيعوت” في النقب، وكان في استقباله عدد من الأهل والأصدقاء، كما انتظره على مشارف الناصرة عدد من رفاق دربه وأقاربه، ووسط فرحة عارمة، وصل الأسير المحرر إلى منزله بحي “البشارة/ قرب دوار الشهيد علي عباس”، وكان في استقباله لفيف من الأقارب والأصدقاء من بينهم رئيس لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا، الشيخ كمال خطيب.

وتحدث المحرر سوطري عن تجربته في الاعتقال في السجون الإسرائيلية، ويومياته في المعتقل، قال عاشق الأقصى يحيى السوطري لـ “موطني 48”: “في تاريخ 3/10/2018، سلّمت نفسي في سجن الجلمة، ثم جرى نقلي إلى سجن جلبوع ومكثت هناك 7 أشهر، وبعدها نُقلت إلى سجن كتسيعوت في النقب حتى يوم الافراج عني، فجر الأحد الأخير”.

وأشار إلى أنه اعتقل خلال المحاكمة في الملف 4 أشهر، قضاها في معتقلي الجملة ومجيدة، وذلك قبل خروجه إلى الحبس المنزلي.

وتحدث السوطري عن برنامجه اليومي خلال فترة الاعتقال، مبيّنا أنه اعتاد أن يبدأ يومه بصلاة الفجر، ثم تلاوة ما تيسر من القرآن وقراءة الأوراد والأذكار، كما صام، الاثنين والخميس من كل أسبوع وصيام، وختم القرآن كاملا كل أسبوعين إلى جانب اقباله عل المطالعة بحيث قرأ أكثر من 15 كتابا خلال فترة سجنه.

وحول الظلم والاعتقال الإسرائيلي الذي تعرض له بسبب عشقه للأقصى قال الأسير المحرر السوطري: “المسجد الأقصى المبارك بالنسبة لنا كمسلمين إيمان وعقيدة ومن ثوابتنا ومن المسلمات، لا تنازل عنها أبدا، وقد ذكرت فضائل الأقصى العظيمة في القرآن الكريم والسنة المطهّرة، لذلك هو حقنا الخالص، هذا الأمر لم يعجب الاحتلال الإسرائيلي، فقام بملاحقة واعتقال وحظر والتضييق على كل من ينشط في نصرة المسجد الأقصى المبارك وانا واحد من الناس الذين طالني هذا الظلم، وجرت ملاحقتي وإبعادي عن الأقصى ثم جاءت مرحلة السجن، لكن لا أقول إلا الحمد لله الذي استخدمنا في نصرة قضية المسجد الأقصى الأمر الذي يتمناه كل مسلم على وجه الأرض، وهي ضريبة لا بد أن ندفعها، شئنا أم أبينا، لكل من يختار هذه الطريق”.

رسالة الأسرى
وتطرق عاشق الأقصى يحيى السوطري، إلى معاناة الأسرى في السجون الإسرائيلية، منوّها إلى الظلم الواقع عليهم ومحاكماتهم الصورية التي تنتهي بتهم ظالمة.

وقال إن الحياة داخل السجون، عذاب بالنسبة للأسرى جراء الانتهاكات الإسرائيلية بحقهم، حيث يحرمون الدواء عند المرض وإذا ما حصلوا عليه، يكون ذلك بعد طول انتظار ومعاناة.

وأضاف أن معاناة الأسرى لا تقتصر عليه بل على أهليهم الذين يقطعون مسافات بعيدة جدا وحين يلتقون أبناءهم تكون الزيارة قصيرة جدا ولمدة 45 دقيقة فقط، ومرة واحدة في الشهر.

وختم الأسير المحرر يحيى السوطري، حديثه لـ “موطني 48″، بالقول: “اناشد القيادات بالاهتمام أكثر بشؤون الأسرى، فالظلم الواقع عليهم من السجان لا حدود له، ويجب أن تواكب ملفاتهم مع المحامين بصورة أفضل، مع الشكر طبعا لكل الهيئات والمؤسسات التي تتابع شؤون الأسرى ولكن هناك حاجة إلى بذل المزيد من الجهود في هذا الجانب”.