الثلاثاء 04 فبراير 2020 08:01 م بتوقيت القدس
قال وزير إسرائيلي سابق، إن "صفقة القرن التي أعلنها الرئيس دونالد ترامب مصيرها الفشل، رغم أنه منذ ثلاث سنوات وهو يطلق وعوده بأن خطته هذه ستؤدي إلى إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الذي يأبى الحل، وما زالت المواجهة الفلسطينية الإسرائيلية مستمرة".
وأضاف يوسي بيلين السياسي الإسرائيلي المخضرم في مقاله بصحيفة "إسرائيل اليوم"، أن "ترامب في خطابه الأخير لدى إعلان الصفقة، تحدث بمنطق رجال الأعمال الذين يسعون إلى جسر الهوة في المواقف بين الجانبين، وأراد أن يقترح حلا لم يسبقه إليه أي من الرؤساء الأمريكيين السابقين، بل تعهد بأنه إن لم ينجح صهره جيراد كوشنير في حل الصراع، فلن ينجح أحد بعده، هكذا بكل وضوح!".
وأشار بيلين، وزير القضاء ونائب وزير الخارجية الأسبق، أن "كوشنير نفسه أعلن أن حل الصراع يتم بخطوات غير مسبوقة، حين تحدث عن رؤية وليس عن دولة، واعتبر أن العامل الاقتصادي يحتل أولوية متقدمة على سواه في حل الصراع".
وأكد بيلين، أحد رواد مسيرة أوسلو مع الفلسطينيين، وشغل مهامّ عديدة بالكنيست والحكومات الإسرائيلية، أن "صفقة القرن التي يقترحها ترامب تعيد إلى الأذهان حل الدولتين ذاته، وعاصمتها في شرقي القدس، ليس ذلك فقط، بل أن يكون فيها متسع لسفارة أمريكية في الدولة الفلسطينية العتيدة".
وأوضح أن "هذه الصفقة تقترح حلولا جديدة من نوعها لتحقيق التطلعات الفلسطينية من خلال ضخ خمسين مليار دولار للفلسطينيين كإغراء لهم، لكني لا أنصحهم بأن يذهبوا لاستلامها، كمن يذهب للتسوق".
وأكد أن "الرد الانفعالي الفلسطيني لن يحل الصراع، لكن في الوقت نفسه، فإن هذه الصفقة لا تعني أنها آخر الحلول المطروحة لإقامة الدولة الفلسطينية كما أعلن ترامب ذاته، لأن الفلسطينيين ما زالوا مستعدين للحديث والتفاوض، شرط ألا يتم تجاوز الخطوط الحمراء التي أعلنوا عنها سابقا".
وأضاف أننا "اليوم أمام شيء مختلف كليا، لأننا بتنا في مواجهة خطة تعبد الطريق لضم المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية ليس أكثر، بعد أن تم إقصاء الفلسطينيين من المشاركة في إعداد الصفقة، رغم أن بيني غانتس زعيم حزب أزرق-أبيض رحب بها، واعتبرها أساسا لقيام مفاوضات مع الفلسطينيين، فيما اعتبر نتيناهو أن الخطوة التالية بعد الصفقة هي ضم غور الأردن".
وختم بالقول بأن "خطة ترامب ليست لإبرام سلام فلسطيني إسرائيلي، وليست الفرصة الأخيرة للوصول لتسوية بين الشعبين، فضم أجزاء من الضفة الغربية دون توافق مع الفلسطينيين انتهاك فاضح للاتفاق المرحلي بين الجانبين في 1995 والقانون الدولي، وأي حكومة إسرائيلية جديدة تنشأ بعد الانتخابات القادمة، وتكون معنية بالتوصل لسلام مع الفلسطينيين، تستطيع أن تحقق ذلك إن لم تر في صفقة القرن ضوءا أخضر للضم القادم".