مع توالي أنباء الوفيات والإصابات، يتزايد الفزع من انتشار فيروس كورونا الجديد في دول عدة حول العالم، بعد ظهوره لأول مرة في الصين، وسط تحذيرات من تحوله مستقبلا إلى وباء عالمي.
وأسفر تفشي الفيروس في مدينة "ووهان" الصينية، منشأ ظهور الفيروس الجديد، الذي حمل اسم "ووهان التاجي"، عن وفاة 25 شخصا وإصابة أكثر من ألف آخرين، مع إمكانية ارتفاع حصيلة الضحايا خلال الأيام المقبلة.
ويؤكد خطورة الوضع، إعلان الصين فرض حجر صحي على مدينة "ووهان" -مصدر الوباء- ومدينتين مجاورتين، اعتبارًا من الخميس 23 يناير/كانون الثاني الجاري، إضافة إلى فرض عواصم خليجية وأوروبية تدابير احترازية لفحص الركاب القادمين عبر مطاراتها.
بلد المنشأ
ويعود انتقال الفيروس من "ووهان" إلى عواصم أخرى، إلى ازدحام المدينة سكانيا، حيث يقطنها أكثر من 11 مليون نسمة، وتأتي في المرتبة 42 عالميا من حيث عدد السكان، وهي سابع أكبر المدن الصينية.
وتحظى "ووهان" الواقعة وسط الصين برواج في الحركة التجارية، كونها تحتضن 230 من أكبر 500 شركة في العالم، وهي أساس للصناعات المتطورة والتقليدية، وتضم سلسلة من المناطق الصناعية و52 معهدا للدراسات العليا ويسكنها أكثر من 700 ألف طالب وطالبة.
ويستخدم مطار ووهان الدولي، أكثر من 20 مليون مسافر، وهو ما يفسر إلى حد كبير، سرعة انتقال المرض إلى اليابان وكوريا الجنوبية وتايلاند وسنغافورة وتايوان وفيتنام والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة.
سلالة جديدة
تعرف السلالة جديدة من فيروس كورونا، باسم "2019-nCoV."، وهي سلالة لم يتم اكتشاف وجودها لدى البشر من قبل، ولم يتم التوصل إلى لقاح للقضاء عليها، بحسب الهيئة العالمية للقاحات والتحصين.
ووفق السلطات الصينية، فقد بدأ ظهور هذا النوع الجديد من فيروس كورونا في سوق للأغذية البحرية في ووهان، تجرى فيها عمليات بيع غير قانونية للحيوانات البرية.
ويسبب الفيروس أعراضا مماثلة لأعراض البرد والإنفلونزا، حيث يصيب الفيروس الرئة وتبدأ أعراضه بحمى وسعال، ويمكن أن تتطور الأعراض إلى صعوبات في التنفس، والتهاب رئوي، ثم الوفاة.
وهناك أدلة على انتقال الفيروس بين البشر، إذ ينتشر من المرضى إلى أفراد عائلاتهم والعاملين في قطاع الرعاية الصحية، وتبلغ فترة حضانة الجسم للفيروس حوالي 14 يوما.
ويعد الفيروس الجديد أحد أنواع فيروسات كورونا (الفيروسات التاجية)، وهي سلسلة تضم عددا كبيرا من الفيروسات التي قد تؤدي إلى أمراض تتراوح بين الزكام وأمراض أخرى أكثر خطورة مثل "سارس" و"ميرس" التي أودت بحياة أكثر من 700 مريض منذ 2012.
أفاعي قاتلة
ويرجح علماء أن تكون الثعابين المصدر الأصلي لفيروس كورونا المكتشف حديثا، حيث يكثر في وسط وجنوب الصين، انتشار أفعى "كرايت التايوانية" أو "كرايت الصينية|، وهي من أنواع الأفاعي السامة للغاية.
وقد وجد العلماء أن رموز البروتين في الفيروس الجديد، بعد تفكيك شفرة جيناته، تشبه إلى حد كبير الموجودة في تلك الثعابين.
ويباع في سوق ووهان للمأكولات البحرية المحلية، اللحوم المصنعة والحيوانات المستهلكة الحية بما في ذلك الدواجن، والحمير، والأغنام، والخنازير، والإبل، والثعالب، والفئران، والقنافذ والزواحف.
وباستخدام عينات للفيروس مسحوبة من المرضى، تمكن العلماء في الصين من تحديد الرمز الوراثي للفيروس، وهو من نفس عائلة الفيروسات التس تسبب أمراض مثل متلازمة التنفس الحاد الخطير المعروفة باسم "سارس"، ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية "ميرس".
حرب بيولوجية
بالتزامن مع ذلك، يتم تداول أن فيروس "كورونا الجديد" في الصين، ربما جرى تخليقه في مختبرات طبية سرية في أوروبا.
ووفق المتحدث باسم "منظمة العدل والتنمية في الشرق الأوسط" (غير حكومية)، "زيدان القنائي"، فإن "هناك مختبرات سرية في أوروبا، تعمل على تصنيع فيروسات، يتم توظيفها في حروب بيولوجية ضد دول بعينها".
وبعد تسبب الفيروس في قتل وإصابة عدد هائل من البشر، ستعلن شركات أدوية كبرى، عن لقاح مناسب له، وذلك كخطة لتضخيم أرباحها، بحسب موقع "الحرة".
وبرر "القنائي" ظهور الفيروس في الصين تحديدا؛ نظرا للكثافة السكانية الكبيرة في مدنها، ما يعجل بسرعة انتشار الفيروس عالميا.
وتقول أخصائية الصحة العامة، "جزلة فضة"، إن إمكانية التلاعب في مكونات الفيروسات وجعله ضارة بالبشر بدل الحيوانات فقط، أمر ممكن علميا.
وعادة ما تصاحب تهكنات الحرب البيولوجية ظهور الفيروسات والأمراض الجديد مجهولة المنشأ، فيما لم يصدر عن بكين، أي تعليق بشأن ذلك، أو إشارة إلى انتقال المرض إليها بفعل فاعل.
وشهدت الصين في السابق، ظهور الإنفلونزا الآسيوية، وإنفلونزا هونغ كونغ، ومتلازمة الالتهاب التنفسي الحاد "سارس" وإنفلونزا الطيور "H5N1".
ومن المبكر جدا، وفق منظمة الصحة العالمية، اعتبار فيروس كورونا الجديد "حالة طوارئ صحية عالمية"، لكنه قد dصبح كذلك. لكن المنظمة لا تزال ترفض فرض أي قيود على الحدود أو على السفر والتجارة في الوقت الراهن.
ولا تعلن منظمة الصحة، حالة الطوارئ العالمية إلا في حالات وبائية نادرة، مثل ما حدث مع إنفلونزا الخنازير "H1N1" عام 2009، وفيروس "زيكا" عام 2016، و"إيبولا" الذي اجتاح قسما من غربي أفريقيا بين عامي 2014 و2016 وجمهورية الكونغو الديمقراطية العام 2018.
وتبقى هناك مخاوف من حدوث طفرات جديدو لفيروس كورونا الجديد، بسبب قدرته على التحول، وسط مخاوف من تكتم بكين على مدة انتشار المرض، ما يعني أن العالم أمام خطر انتشار وباء جديد خلال عام 2020.