الجمعة 13 ديسمبر 2019 19:50 م بتوقيت القدس
“بناتي أمانة في رقتبكم، حافظوا عليهم لحد ما أخرج أنا وأمهم من السجن، وربنا يرفع عنا هذا الظلم”.. “إلى متى سيبقى وضع مصر على هذه الحال.. وهل يعقل أن يستمر بالطريقة نفسها، سواء البلد أو المعتقلين أو ذويهم؟”.
رسائل مؤثرة أطلقها معتقلون مصريون وذووهم، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مع نهاية عام 2019، الذي شهد الشهر الأخير منه “صرخات حرية” شقت الفضاء الإلكتروني.
الرسالة الأولى، كانت للصحفي المصري حسن القباني، المحبوس للمرة الثانية، بعد شهور من الإفراج عنه، على ذمة قضية جديدة، ونقلها المحامي والحقوقي، خالد علي، الذي التقاه في نيابة أمن الدولة، وطلب منه حمل رسالته للعالم.
الرسالة الثانية، كانت لزوجة المعتقل الطبيب شادي الغزالي حرب، حيث وجهت رسالة غاضبة إلى السلطات المصرية، عبر فيديو مسجل لقي تفاعلا كبيرا من قبل النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي.
وشادي هو ناشط سياسي، وقيادي سابق بحزب الدستور، ووجهت له نيابة أمن الدولة العليا اتهامات إهانة رئيس الجمهورية ونشر أخبار كاذبة، والانضمام لجماعة محظورة.
واختصرت فاطمة (زوجته) وجع أهالي المعتقلين بكلمات مبكية وهي تصف مصائر أطفال وزوجات وأمهات وأسر تتدمر بالكامل، وتعيش الخوف كل يوم مع غياب أحد أهم أعمدتها.
في السياق، انتشر فيديو لوالدة المهندس الشاب، أحمد بدوي المعتقل منذ نيسان/ أبريل الماضي، سردت فيه أزمة إلقاء القبض على نجلها بعد رفع لافتة مكتوب عليها “لا للتعديلات الدستورية”.
في ظل الإحتلال الذي تعيشه البلاد
لازال المهندس #احمد_بدوي اللي قال “لا للتعديلات الدستورية” يقبع في سجون المحتل #السيسي
ووالدته تفوض امرها إلي الله
رصدت منظمة “كوميتي فور جستس”، الثلاثاء، 958 حالة وفاة داخل مراكز الاحتجاز المصرية، وذلك منذ 30 حزيران/ يونيو 2013 وحتى 30 تشرين الثاني/ نوفمبر 2019.
بين ادعاءات السلطات بشأن أماكن الاحتجاز وتصريحات سابقة أدلى بها رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان قال فيها: “بعض السجون مغلقة أمام زياراتنا ولا نعرف ما يحدث داخلها” .
نستعرض في تقريرنا إحصائيات دقيقة عمل فريقنا على جمعها وتحليلها.
كما حمّلت أسرة شقيق الإعلامي المصري، حمزة زوبع، المختفي قسريا منذ 19 أيلول/ سبتمبر 2019 النظام المصري الحاكم مسؤولية اختفائه.
وناشدت الأسرة، في بيان لها، وصل إلى “عربي21” نسخة منه، “المنظمات المصرية والإقليمية والعالمية المعنية بحقوق الإنسان، بالضغط على النظام للكشف عن مكان وجوده فورا ودون أي تأخير”.
صرخات الحرية
وقالت منظمات حقوقية، وأهالي معتقلين في تصريحات لـ”عربي21″ إن السلطات المصرية انتهجت التعنت مع ذوي المعتقلين لزيادة معاناة المعتقل وأسرته.
كما لاحقت بعض أفراد أسرته، أو اعتقلته، أو أعادت القبض عليه مثلما حدث مع الصحفي حسن القباني، الذي أعتقلت السلطات زوجته، آية علاء، ثم أعادت اعتقالة مرة ثانية.
ولم يجد أهالي وذوو المعتقلين طريقا لإيصال شكواهم إلا من خلال نشر فيديوهات مصورة، عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة للتعبير عن غضبهم وألمهم معا.
2019.. الأكثر إجراما
وصفت الصيدلانية هند الشافعي، شقيقة الشاب أبو بكر السيد، الذي نفذت فيه السلطات المصرية حكم الإعدام، في شباط/ فبراير 2019، في قضية ما يعرف بـ”اغتيال النائب العام”، هشام بركات، بأنه “إرث ثقيل من الإرهاق المادي والنفسي والمعنوي سواء على المعتلقين أو ذويهم”.
وأضافت في حديثها لـ”عربي21″: “سيمضي عام 2019، كما مضى سابقيه، بل أقسى”، مشيرة إلى أنه “بعد ست سنوات لم يتم حمل ملف المعتقلين السياسي والمادي والإعلامي والاجتماعي والنفسي وذويهم على المحمل المنوط به لحل هذه القنبلة الموقوتة”.
وتابعت: “فترتب على ذلك التمادي في التنكيل والتعسف ضد المعتقلين وأهليهم، مما جعلهم يتجرعون المزيد والمزيد من الألم والحسرة والعذابات”.
وأكدت الشافعي أن “عام 2019 كان العام الأكثر إجراما في حق المعتقلين وذويهم بداية من الإخفاء القسري، مرورا بتكديرات الزيارات والتحرش بالزائرات، والتجريدات المتتالية للزنازين، ثم لكم أن تتخيلوا وضع أسرة ماديا ونفسيا، فقدت عائلها وسندها كيف يكون؟”.
الحبس بعد الإفراج
وانتقد، أحمد نجل مؤسس رابطة أسر المختفين قسريا بمصر المحامي الحقوقي إبراهيم متولي حجازي، طريقة التعامل مع والده المعتقل حاليا، رغم قرار الإفراج عنه في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وإعادة حبسه على ذمة قضية أخرى.
وقال لـ”عربي21″: “نمنع من زيارته، ويمنع هو من رؤيتنا، ولا نراه إلا على فترات متباعدة تمتد لشهور طويلة، نفتقد فيها أي أخبار عنه وعن سلامته الشخصية، وحقيقة وضعه الصحي، ونعيش في عذاب القلق والحيرة”.
مشيرا إلى أن والده “بحاجة ماسة وعاجلة لإجراء فحوصات شاملة، خاصة أنه كان يعاني من بعض الأمراض؛ جراء الإهمال في السجون، سواء على صعيد الدواء أوالغذاء، ولا بد من عرضه على الأطباء لمتابعة حالته الصحية الآخذة في التدهور”.