الخميس 05 ديسمبر 2019 17:41 م بتوقيت القدس
أعلن وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر، إتمام قوات بلاده انسحابها من شمال شرق سوريا، مؤكدا أن نحو 600 جندي تبقوا في أنحاء سوريا.
وفي مقابلة أجرتها معه وكالة “رويترز” للأنباء، مساء الأربعاء، أكد إسبر احتفاظه بالقدرة على إدخال أعداد صغيرة من القوات وإخراجها وفقا للضرورة في سوريا.
لكنه أشار إلى أن عدد القوات سيتأرجح عند مستوى الـ600 فرد في المستقبل المنظور.
وأضاف، خلال عودته من قمة حلف شمال الأطلسي “الناتو” بلندن: “سيكون العدد ثابتا نسبيا حول ذلك الرقم. ولكن إذا رأينا أن هناك أمورا تحدث… فسيكون باستطاعتي زيادة العدد قليلا”.
ولم يستبعد إسبر خفض مستوى القوات على نحو أكبر إذا ساهم الحلفاء الأوروبيون في المهمة في سوريا.
وقال إسبر من دون الإشارة إلى أي مساهمة جديدة وشيكة إن “التحالف يتحدث كثيرا مرة أخرى. ربما يرغب بعض الحلفاء في المساهمة بقوات”.
وتابع: “إذا قررت دولة حليفة عضو في حلف شمال الأطلسي تقديم 50 فردا لنا فقد يكون بمقدوري سحب 50 شخصا (من قواتنا)”.
وقد تشير تصريحات إسبر إلى نهاية فترة اضطراب وغموض بشأن الوجود العسكري الأمريكي في سوريا بعد أمر الانسحاب الأولي الذي أصدره الرئيس دونالد ترامب في أكتوبر تشرين الأول.
ومنذ إعلان ترامب تراجع حجم القوات الأمريكية في سوريا بنحو 40 في المئة. وكان العدد نحو ألف فرد.
ويقول الجيش الأمريكي إنه يركز على الحيلولة دون ظهور تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا مرة أخرى، ونفذ غارة الشهر الماضي أدت إلى مقتل زعيم التنظيم أبي بكر البغدادي.
وقال ترامب خلال زيارته للندن إنه يرغب في الاحتفاظ بقوات أمريكية لضمان عدم سقوط احتياطيات النفط السورية مرة أخرى في يد التنظيم المتشدد.
وأضاف: “حافظنا على النفط. والنفط هو ما كان يمول داعش (الدولة الإسلامية)”.
لا تقدم مع تركيا بشأن منظومة أس400
خفف ترامب من خططه للانسحاب من سوريا بعد أن تعرض لانتقادات من الكونغرس شارك فيها عدد من كبار رجال الحزب الجمهوري المنتمي إليه والذين يقولون إنه مهد الطريق أمام الهجوم الذي هددت به تركيا منذ وقت طويل ضد القوات الكردية في سوريا والتي كانت من أكبر حلفاء أمريكا في الحرب على الدولة الإسلامية.
ويشعر دبلوماسيون في حلف الأطلسي بالقلق من أن تركيا العضو بحلف الأطلسي منذ عام 1952 والحليف الجوهري في الشرق الأوسط تتصرف بشكل أحادي الجانب على نحو متزايد حيث إنها شنت هجومها في سوريا على قوات تدعمها الولايات المتحدة وقامت بشراء منظومة الدفاع الجوي أس400 من روسيا.
وتقول واشنطن إن منظومة أس400 تتعارض مع الدفاعات الجوية لحلف الأطلسي وتمثل تهديدا لمقاتلات أف35 التي تنتجها شركة لوكهيد مارتن وأعلنت في يوليو تموز عن استبعاد تركيا من برنامج المقاتلات أف35. وهددت أيضا بفرض عقوبات على أنقرة.
وبعد محادثات قمة بين ترامب والرئيس التركي رجب طيب أردوغان أشار إسبر إلى أن تركيا لم تتزحزح عن موقفها بعد في ما يتعلق بمنظومة أس400.
وقال إسبر: “لا تقدم في هذه النقطة”.
لكن أردوغان وبعد ضغط من الأعضاء الآخرين في حلف الأطلسي ومنهم الولايات المتحدة تراجع عن تهديد بعرقلة خطط دفاعية لدول البلطيق وبولندا ما لم يصنف الحلفاء المقاتلين الأكراد إرهابيين.
وقال إسبر عن التحول في الموقف التركي: “أعتقد أنه تحرك إيجابي للأمام”.
وأضاف: “ظلوا جزءا ثمينا من حلف الأطلسي على مدى عقود، من الأيام الأولى. ولهذا عملنا على أن يظلوا معنا”.