الاربعاء 23 اكتوبر 2019 13:24 م بتوقيت القدس
اعتبرت تحقيقات عسكرية أجراها قائد الجبهة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، أمير برعام، أن عدم سقوط جنود قتلى في عملية أفيفيم، التي نفذها حزب الله، مطلع أيلول/سبتمبر الماضي، كان من قبيل الصدفة، وأنه خلافا لتقديرات إسرائيلية سابقة بأن مقاتلي الحزب تعمدوا عدم قتل جنود، فإن العملية كانت تهدف إلى قتل جنود إسرائيليين، و"لحسن الحظ" لم يُقتلوا، حسبما ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" اليوم، الأربعاء.
وكانت القوات الإسرائيلية في حالة تأهب قصوى، مطلع الشهر الماضي، وسط توقعات بأن حزب الله سينفذ عملية ردا على الهجوم الإسرائيلي في ضاحية بيروت الجنوبية لتدمير جهاز يتعلق بدقة الصواريخ، ومقتل مقاتلين من الحزب في غارة إسرائيلية في سورية، في آب/أغسطس الماضي. وقد هدد أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، في خطاب بأن الحزب سيرد على الغارات الإسرائيلية.
وفي إطار التأهب الإسرائيلي،عند الحدود الشمالية وفي منطقة أفيفيم خصوصا، نقل الجيش الإسرائيلي قواته في شمال البلاد ونقل قوات من القاعدة العسكرية في أفيفيم، وأصدر تعليمات بشأن المناطق التي يسمح أو لا يسمح تواجد قوات فيها.
وشمل التأهب أيضا إخراج جنود من عدة مواقع حدودية كي لا يشكلوا هدفا، ومنع السفر في طرق يمكن مراقبتها من الأراضي اللبنانية. وجرى وضع هذه الأوامر العسكرية بناء على تجارب سابقة، قُتل فيها جنود إسرائيليون بعمليات نفذها حزب الله.
وحسب التحقيقات الإسرائيلية، فإنه على الرغم من هذه التعليمات، دخلت سيارة إسعاف عسكرية إسرائيلية مصفحة، وبداخلها طبيب عسكري وأربعة جنود إلى طريق ممنوع السير فيه في منطقة أفيفيم. ورصد مقاتلو حزب الله السيارة وأطلقوا صواريخ مضادة للمدرعات باتجاهها.
واعتبرت التحقيقات أنه "لحسن الحظ" أخطأت صواريخ حزب الله الهدف، وذلك "خلافا للحرفية التي ميّزت مقاتلي الحزب عادة". وفيما كان الاعتقاد في الجيش الإسرائيلي أن الخطأ كان متعمدا، "لكن استنتاجات التحقيقات هي أن الهدف كان قتل الجنود... ولو قُتل ركاب السيارة العسكرية لما كان سيشكل ذلك جبي ثمنا بالدماء، وإنما كان سيدهور الحدود الشمال كلها إلى تصعيد – وربما لحرب أيضا – سعت إسرائيل إلى الامتناع عنها".
وحملت التحقيقات التي أجراها برعام الكتيبة المدفعية 402 "ريشف" المسؤولية الأساسية عن عدم الانصياع للتعليمات.
ومن الجهة الأخرى، وجهت جهات في هيئة الأركان العامة الإسرائيلية انتقادات بسبب تحميل هذه الكتيبة المسؤولية، وقالوا إن المسؤولية ملقاة بالدرجة الأولى على اللواء 300 المسؤولة عن تلك الجبهة، وأن تحقيقات قيادة الجبهة الشمالية كانت متساهلة تجاه اللواء.
وقالت الصحيفة إن القرار بشأن الجهة التي تتحمل مسؤولية الإخفاق سيتخذه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، الذي سيلخص تحقيق هيئة الأركان العامة حول الحدث، في الأيام المقبلة. وقد أجرى كوخافي عدة مداولات حول الموضوع وتعالت فيها جوانب مختلفة للحدث، وقد يقرر اتخاذ إجراءات شخصية ضد ضباط في تلك الجبهة في حال تبين أنهم تقاعسوا في أدائهم.
وعقب الناطق العسكري الإسرائيلي بأن "التحقيق العسكري جرى في الأسابيع الأخيرة في قيادة الجبهة الشمالية بصورة معمقة وأساسية وجرى استعراضه في المستويات المختلفة كما هو متبع في الجيش الإسرائيلي".