الثلاثاء 15 اكتوبر 2019 21:33 م بتوقيت القدس
في الوقت الذي تهرول فيه دول عربية نحو التطبيع مع "إسرائيل"، اختارت تونس رئيسا أعلن مرارا أنه ضد التطبيع مع الكيان الإسرائيلي ومؤيد للقضية الفلسطينية.
وأعلنت تونس الاثنين قيس سعيد، الأستاذ الجامعي المتخصص في القانون الدستوري، رئيسا لها بعد حصوله على نسبة 72.71 بالمئة من أصوات الناخبين، ما مثل قبولا كبيرا في الشارع العربي المعارض بمعظم أطيافه وتوجهاته.
وعلى غير المطروح في الشارع السياسي العربي وبعيدا عن توجه كثير من الساسة والقادة العرب، أعلن سعيد خلال مناظرة تلفزيونية قبل أسبوع أن "التطبيع خيانة عظمى، ويجب أن يحاكم من يطبع مع كيان شرد ونكل شعبا كاملا".
وأكد أن "كلمة تطبيع هي كلمة خاطئة أصلا، وأن الكلمة الصحيحة هي (الخيانة العظمى)، ونحن في حالة حرب مع كيان غاصب".
وإثر فوزه توجه آلاف التونسيين إلى الشوارع للاحتفال رافعين أعلام فلسطين ومنادين بتحريرها، فيما أكد سعيد، في حديث له الاثنين، أنه سيعمل على دعم القضايا العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وأن تكون القدس عاصمة فلسطين.
ومثلت زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو لسلطنة عمان في 25 تشرين الأول/ أكتوبر 2018، تحولا في ملف التطبيع العربي مع إسرائيل من السر إلى العلانية.
وانطلقت الشهور السابقة الوفود الرياضية والثقافية والدبلوماسية الإسرائيلية رسميا إلى معظم العواصم العربية والخليجية، كما انتشرت دعوات التطبيع عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي العربية وخاصة الخليجية منها لأول مرة بشكل علني.
والسؤال: هل مثل فوز قيس سعيد ضربة للتطبيع العربي والخليجي مع إسرائيل؟ وهل يتمكن قيس سعيد، من إعادة ملف فلسطين لأولويات الحكومات العربية؟ وهل تقلق تلك الحالة التي صنعها قيس سعيد بالشارع العربي، إسرائيل؟
وفي تعليقه على تلك التساؤلات قال القيادي بحزب التحالف الشعبي، فؤاد سراج الدين، إن "نجاح قيس سعيد، مؤكد هو مقلق ومزعج لإسرائيل وجميع الأنظمة الدكتاتورية سواء المطبعة أو غيرها".
ونقل موقع "عربي21"، عن السياسي المصري، قوله إن دلالات ذلك الخوف الإسرائيلي المحتمل من قيس سعيد، تعني "وجود وعي وثقافة لدى الشعب التونسي الذي أثبت أنه أكثر تحضرا وثقافة من باقي الشعوب العربية والإسلامية قاطبة".
وفي الوقت الذي وصف فيه سراج الدين، فوز سعيد بأنه "نصر لتونس وشعبها"، يعتقد أن "التجربة التونسية هي بداية للعملية الديمقراطية التي ستتبعها فيها كثير من الشعوب العربية".
ولكن السياسي المصري استدرك بقوله إن إسرائيل والمطبعون العرب لن يتروكوا الرئيس التونسي الجديد يجمع حوله القوميين والعروبيين وأيضا الإسلاميين، متوقعا أن "تكون هناك مقاومة لسعيد ومحاولات لإفشال التجربة التونسية".
ويرى سراج الدين، أنها "ستكون محاولات يائسة لن تمر، لأنه كما قال الشاعر التونسي أبي القاسم الشابي: (إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر)".
وشدد على أن "ثورة التقدم العلمي وفيض المعلومات من الإنترنت تبشر بتقدم مستمر لن يعود للخلف"، مشيرا إلى أن "عملية الوعي في تقدم مستمر وهذا هو العصر المستقبلي".
وحول ما يحتاجه قيس سعيد، كي يعيد ملف فلسطين للواجهة ويجمع الشارع العربي ضد الكيان الإسرائيلي، جزم القيادي اليساري، أن "القضية الفلسطينية محاصرة بمخالب الدكتاتورية ومن الصعب أن يعمل الرجل بمفرده؛ فهو يحتاج إلى قوى ديمقراطية مخلصة بجواره".