السبت 17 اغسطس 2019 20:38 م بتوقيت القدس
نشرت صحيفة الكونفدنسيال الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن مستودع الأسلحة العائم الذي تمتلكه الولايات المتحدة، وأشارت إلى أن سفن البحرية الأميركية مزودة بجيش مجهز تجهيزا كاملا، يضم طائرات ودبابات وعددا كبيرا من الجنود.
وللولايات المتحدة العديد من حاملات الطائرات والإنزال البرمائي وهي الأكبر بالعالم، وتحمل على متنها معدات للنقل البري ومقاتلات ووسائل ثقيلة خاصة بالقتال البري والمشاة، تجعلها تشكل جيوشا صغيرة عائمة.
وتقول الصحيفة الإسبانية إنه رغم استخدام هذا النوع من السفن من قبل قوات بحرية أخرى، فإنها ليست أكبر حجما أو أكثر قوة من نظيرتها الأميركية.
فهناك سفن الإنزال الأميركية البرمائية “أل أتش دي” التي تعد إحدى السفن الحربية الأكثر رعبا، فقدرتها العسكرية وجميع العتاد المحمّل على متنها تسمح لها بخوض معركة بأكملها بشكل مستقل دون الحاجة إلى أي تدخل.
ويبدو هذا النوع للوهلة الأولى أنه حاملة طائرات لكنه ليس كذلك. وواحدة من هذا النوع تستطيع التمركز قرب أي ساحل وتشكل تهديدا كبيرا لأي عدو، حيث إنها قادرة على استيعاب أسطول من الطائرات والدبابات إلى جانب عدد كبير من الجنود.
في الخليج حاليا
والآن تتمركز واحدة من هذه السفن، وهي “يو أس أس بوكسر”، في الخليج العربي، وتشكل جزءا من لعبة التوتر الشديد بين أميركا وإيران.
ومن بين الأسرار التي تخفيها هذه السفن هي خصائصها وما تحمله على متنها وقوتها الحقيقية. ومع حمولة تتجاوز 40 ألف طن، وطول يقدر بحوالي 257 مترا، تعد هذه السفن الأكبر حجما بعد حاملات الطائرات النووية الكبرى -أكبر السفن التي تديرها البحرية الأميركية-كما تتميز بخصائص رئيسية تتمثل في امتلاك سطح طيران خاص بالمروحيات والطائرات، ورصيف جاف في الداخل مهيأ لعمليات الإنزال البرمائي.
ويقول التقرير إن هذه السفن تتمتع بأعلى مستويات القيادة فيما يتعلق بمفهوم “إنزال القوات”. فقد صُممت لتكون قادرة على تنفيذ عمليات التدخل العسكري على الساحل وتقديم الدعم لها بوسائلها الخاصة دون الحاجة لأي طرف آخر.
حاملة الطائرات والسفينة البرمائية
من الناحية النظرية، تتكون السفينة البرمائية من ثلاثة أجزاء مختلفة للغاية، يوجد في الجزء العلوي منها سطح طيران واسع، وجزيرة ذات أبعاد كبيرة، وهي خصائص تجعلها مشابهة لحاملات الطائرات وهو ما يسبب خلطا بين النوعين.
ويوضح التقرير أن أبعاد الجزيرة العلوية أكبر من حاملات الطائرات، لأن وظيفتها الأساسية تتمثل في إيواء جسر التحكم في السفينة ومنشآت مراقبة العمليات الجوية، أي أنها ببساطة برج التحكم في السفينة.
أما وظيفة حاملات الطائرات فتتمثل في ضمان التفوق الجوي والتحكم في المجال الجوي للمنطقة التي تعمل فيها، وهي قادرة على إطلاق طائرات مقاتلة تقضي على تهديدات العدو، وقاذفات قنابل تدعم قواتها، أو تدمير منشآت العدو بشكل متعمق، لكنها لا تنشر أي قوات.
ويُصمم الجزء الداخلي من سفن الإنزال بمساحات كبيرة متعددة الأغراض موزعة في شكل حظيرة للطائرات ومرآب مخصص لعمليات الشحن الخفيفة يقع أسفل سطح الطائرات مباشرة. وأسفل هذه الحظائر يوجد مرآب خاص بالحمولات الثقيلة. ومن أبرز ميزات هذه السفن الرصيف المغمور بالمياه.
وتتميز هذه السفينة بالمرافق الداخلية الخاصة بالطاقم التي تشمل مستشفى كبيرا، ويعود سبب وجود هذه المنشآت في السفينة إلى حقيقة أن القوات البرمائية تشارك بشكل كامل في القتال عند نشرها.
جيش مصغر
يمكن أن تحمل سفينة “أل أتش دي” بداخلها وحدة تسمى “وحدة المشاة البحرية”، حيث تشكل وحدة مدمجة تحتوي على جميع العناصر اللازمة للعمل بشكل مستقل، ونشر قواتها بسرعة كبيرة. وتضم وحدة المشاة حوالي ألفي جندي من مشاة البحرية تحت قيادة عقيد وتشكلها كتيبة مشاة معززة، وفريق طائرات ومجموعة لوجستية ومقر رئيسي يضم حوالي 100 جندي.
خوض الحرب في أي مكان
وفي حال نشوب صراع، فإن القدرة العسكرية لواحدة فقط من هذه السفن، التي تبحر برفقة أسطول، كبيرة جدا. ويمكن أن تنتشر هذه السفن بسرعة كبيرة وتسيطر على جزء كبير من الساحل.
وعندما تنضم إحدى سفن الإنزال “أل أتش دي” محملة بالمارينز إلى مجموعة بحرية تضم حاملة طائرات تتضاعف قوتها. وهذا هو بالضبط ما يحدث في الخليج العربي حاليا، حيث تعمل سفينة الهجوم البرمائي “يو أس أس بوكسر” مع أسطولها المرافق وسفن الدعم الخاصة بها، بينما تعمل مجموعة حاملات الطائرات “يو أس أس إبراهام لينكولن” كجزء من الأسطول الخامس الأميركي.
ومن بين خصوصيات سفن الإنزال قدرتها على الحفاظ على العمليات الجوية المستمرة، وقد جرى اختبار هذا الأمر في غزو العراق سنة 2003.