قال كاتب إسرائيلي إن “صفقة القرن الأمريكية، لن تستطيع حل كل مشاكل الصراع العربي الإسرائيلي، لكنها سوف تسعى لإيجاد تسويات لبعض قضايا الصراع، دون أن تحل معضلته الأساسية وهي عدم الاعتراف العربي بالدولة اليهودية”.
وأضاف دانيئيل سيمون في مقاله بموقع “ميدا”، أن “الصفقة التي عكفت إدارة الرئيس دونالد ترامب على تصميمها، تسعى لإيجاد حلول سحرية لمشاكل المنطقة، لكن الكفاح العربي ضد إسرائيل لن ينتهي، فربما تنجح الصفقة في الحد الأقصى بوضع حد للحروب ضد إسرائيل، لكن الصراع ذاته سيشهد وجوها أخرى”.
وأوضح سيمون، سكرتير منتدى الشرق الأوسط، أن “القضايا الأساسية التي تتضمنها الصفقة: الحدود الدائمة، حق العودة، مكانة القدس، والاعتراف بإسرائيل دولة للشعب اليهودي. كما أن الصفقة ستمنح إسرائيل إنهاء للمطالبات العربية تجاهها، مع أنهم لم يقبلوا بخطة التقسيم التي أعلنت قبل قيام إسرائيل، وكانت أكثر سخاء من مشاريع إيهود باراك وإيهود أولمرت، وقد رفضوها أصلا”.
وأكد سيمون، الرئيس السابق لرابطة الصحافة الحكومية بمكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، أن “الصفقة تشمل حاليا تقديم دعم مالي سخي، والدول العربية المانحة سوف تمارس ضغوطا على السلطة الفلسطينية للقبول بها، ورغم التحفظات العربية على الصفقة، لكن مما قد ينجح الصفقة أن العرب يواجهون تهديدا إيرانيا خارجيا، ويرون أن القضية الفلسطينية باتت عبئا عليهم، ما يظهر أنها أتت في توقيت مناسب جدا من ناحية الدول العربية”.
وأشار إلى أن “الصفقة لن تطوي صفحة هذا الصراع الذي بدأ قبل قيام إسرائيل منذ سبعة عقود، فقد خاض الفلسطينيون العرب كفاحا ضد اليهود على هذه الأرض، ثم تطورت الأحداث إلى حرب شاملة فور الإعلان عن قيام الدولة، ثم وصل الأمر لخوض مواجهات مستمرة، وبدأ بكونه صراعا باسم الأمة العربية، وبعد حرب العام 1967 أخذ الصراع طابعا فلسطينيا”.
وأضاف أن “الصفقة قد تشمل إعلانا لإنهاء الصراع مع إسرائيل، لكن الفلسطينيين العرب سيواصلون كفاحهم ضد الدولة اليهودية، لاسيما من أولئك المقيمين داخلها، صحيح أن كفاحهم لن يكون عنيفا أو مسلحا لكن الهدف سيبقى الهدف ذاته، وهو سلب الدولة اليهودية من كل سماتها، وهذه المعركة بدأت لتوها”.
وأوضح أن “العام 2013 شهد تقديم أعضاء الكنيست العرب مشروع قانون يمنح العرب في إسرائيل حكما ذاتيا اجتماعيا وثقافيا، وقد سعوا لأن يكون هذا الطلب منسجما مع القانون الدولي، وتحديا للديمقراطية الإسرائيلية، وفي 2015 تقدموا بطلب جديد لإقامة حكم ذاتي في قطاع التعليم، كما هو معمول به للمتدينين اليهود داخل إسرائيل”.
وختم بالقول إن “العرب أظهروا معارضتهم لقانون القومية اليهودية الذي أصدره الكنيست في 2018، ويسعون لأن تكون إسرائيل دولة لكل مواطنيها، وهكذا فإن أساس المشكلة أن العرب الفلسطينيين لا يعترفون بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي، والمجتمع الدولي يمكنهم من ذلك”.
وأوضح أن “صفقة ترامب لا تشمل حلا لهذه المشكلة، وأننا لن نصل إلى بر الأمان طالما لم تحل هذه المعضلة الأساسية المزمنة، والنتيجة أن العرب سيواصلون إصرارهم على مواجهة إسرائيل رغم إعلان صفقة القرن”.