تواصلت ردود الفعل الإسرائيلية على التصعيد الحاصل في قطاع غزة، وسط ظهور مطالبات متباينة بين عملية عسكرية واسعة، والذهاب إلى عملية سياسية.
فقد نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن الجنرال بيني غانتس، دعوته إلى “زيادة حدة الهجمات على غزة، والضغط على القطاع لاستعادة الردع الذي تبدد في السنة الأخيرة، دون الخضوع لسياسة الابتزاز الذي تمارسه حماس علينا، وفي المقابل العمل على التحرك في المسار السياسي، وتقديم ضمانات لمستوطني غلاف غزة بأن يتم توفير الحماية لهم، هذه مسؤولية الحكومة توفير مزيد من ظروف الحياة المريحة في غلاف غزة”.
وأضاف غانتس، القائد السابق للجيش الإسرائيلي، وزعيم حزب أزرق-أبيض، في مقابلة أنه “يجب استخدام كل الوسائل العسكرية وتجديد الردع دون التوصل لتسويات مع حماس، وإنما تقوية مستوطني الغلاف، وإدماج الدول والجهات الدولية للعمل على تطوير البنى التحتية في القطاع، بعيدا عن أي طريقة ابتزاز تمارسها حماس علينا”.
وختم بالقول بأن “نتنياهو مطالب بتحديد الجهة التي يريد الحديث معها، إذا أراد التفاوض مع حماس فليتقدم، لكن هذا ليس الطريق الصحيح، حماس لا تعترف بإسرائيل، وطالما لم تغير قناعاتها، فليس ممكنا التفاوض معها بصورة جدية، ولذلك يجب الدخول في تسويات سياسية مع السلطة الفلسطينية بديلا عن حماس”.
الجنرال تال روسو أحد قادة حزب العمل قال، إن “حماس تبتز إسرائيل، ولذلك لا بد من توجيه ضربات قوية ضد الحركة، أتوقع أن تنتهي الجولة الحالية بجهود الوسطاء، مع أنه يتطلب إقامة بديل حقيقي لحماس، والتعامل مع حاجات الفلسطينيين الإنسانية في القطاع، ومعالجة كل مشاكلهم واحتياجاتهم”.
وأضاف روسو، القائد السابق للمنطقة الجنوبية، في مقابلة أجرتها يديعوت أحرونوت أن “حماس تعرف أن إسرائيل مضغوطة بسبب الأحداث القادمة: يوم الاستقلال، وذكرى قتلاها، ومهرجان اليوروفيجن، ولذلك تحاول ابتزازنا، لكني أعتقد أن هذه الجولة سوف تتوقف من خلال دخول الوسطاء على الخط”.
وأشار إلى أن “السبب في تكرار هذه الجولات، أن الجانبين، حماس وإسرائيل، لا يكسران كل القواعد، مما يضطرنا للعودة في كل مرة، إلى السؤال أمام الحكومة الإسرائيلية: ماذا فعلت قبل اندلاع هذه الجولة، وماذا ستفعل بعدها؟ للأسف لا أرى أن الأمور ستتغير في أعقاب هذه الجولة، ولا أعتقد أن هذه السياسة ستتغير عند حماس أو إسرائيل، لأن الحركة تسعى للوصول إلى سياسة شفا الهاوية”.
وأوضح: “النتيجة أن الفلسطينيين هم من يحددون جدول الأعمال الإسرائيلي، وليس أمام الحكومة الإسرائيلية أن تفعل أكثر مما تقوم به الآن، فقط المطلوب رفع مستوى المس بحماس، وإيذائها. لست واثقا أن ذلك سينهي المشكلة، لكن النتيجة أن تأثير هذا السلوك العسكري قد يحدد مسار المواجهة الحالية والقادمة”.
يوفال شتاينيتس وزير الطاقة قال في مقابلة مع صحيفة يديعوت أحرونوت، إننا “لن نجد حلا لمشكلة غزة، لأننا بعد 30 عاما سنضطر للتعامل مع تهديداتها القادمة، ليس من حلول سحرية للوضع القائم فيها، إسرائيل تنفذ هجماتها بإدارة ميدانية وحسابات عديدة، وفي حال اضطررنا فسنقاتل في يوم الاستقلال، صحيح أننا مسسنا كثيرا بالقدرات العسكرية لحماس، لكننا لم نقض عليها كليا؛ لأن مسألة الردع معقدة”.
وأضاف شتاينيتس، وهو عضو الكابينت المصغر، ووزير الاستخبارات السابق: “نسعى فعليا للتوصل إلى تهدئة مع حماس بعيدة المدى، لكنها لن تكون نهائية، فالوضع في غزة ليس له حل جذري وجدّيّ، مهم ألا نخدع أنفسنا مع حالة العداء العربي ضدنا، يجب أن نتكيف معها؛ لأننا في الذكرى السنوية المائة لإقامة إسرائيل، سنبقى نعاني من استمرار الأعمال العدائية ضدنا”.
وأشار إلى أن “غزة لن تذهب إلى أي مكان، ولن تغرق في البحر، كما تمنى رابين، ليس هناك من سيناريو واقعي يعيد السلطة الفلسطينية إلى غزة، ولكن في حال اتخذنا قرارا بذلك، فإننا سنضطر لإعادة احتلال القطاع، والقضاء كليا على سلطة حماس، والإتيان بأبي مازن على حرابنا، ومع ذلك فإن السلطة الفلسطينية ليست منظومة يمكن الاعتماد عليها”.
وتابع: “اعتقدت قبل سنوات بوجوب احتلال القطاع، والتخلص من حماس، لكني اليوم لم أعد واثقا بذلك، فقد تغيرت الأمور؛ أولا، الأثمان التي سندفعها ستكون باهظة جدا، حين دخلنا غزة في عملية محدودة فقدنا سبعين جنديا، وهذا يعني أننا في عملية اجتياح واسعة سنفقد قتلى كثرا. ثانيا، السلطة تحولت جسما هشا رخوا، ولن تستطيع السيطرة على غزة فترة طويلة، ولذلك فإن المتطرفين سيستطيعون انتزاع القطاع مجددا منها”.