الاربعاء 01 مايو 2019 08:14 م بتوقيت القدس
أعلنت جماعة الإخوان المسلمين، الثلاثاء، أنها ستدرس ما صرحت به متحدثة البيت الأبيض بشأن توجه أميركي لتصنيفها "إرهابية"، مؤكدة تمسكها بالاستمرار في العمل وفق فكر وسطي سلمي، فيما اعتبر رئيس لجنة العلاقات الخارجية في حزب "الحرية والعدالة" المصري، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، محمد سودان، أن ذلك "أمرٌ في غاية الخطورة".
وجاء رد "الإخوان" في بيان صدر عن الجماعة نشر عبر موقعها الإلكتروني، بعد وقت قصير من بيان نقلته صحيفة "نيويورك تايمز" عن السكرتيرة الصحفية بالبيت الأبيض، سارة ساندرز، تحدثت فيه عن توجه لإدارة الرئيس دونالد ترامب، يدفع باتجاه إدراج جماعة "الإخوان"، على قائمة "المنظمات الإرهابية الأجنبية".
وقالت الجماعة التي تأسست عام 1928، إنه "لمستغرب أن تكون صياغة توجهات الإدارة الأميركية مرهونة بهذا الشكل بديكتاتوريات قمعية في الشرق الأوسط بدلا من أن تكون سياساتها متسقه مع القيم والمبادئ التي تعلنها دوما الدولة الأميركية".
وأضافت: "وأيا كان الهدف مما ذكرته متحدثة البيت الأبيض، فإننا ندرك أن هناك بعضا ممن يشاركون في صنع القرار الأميركي يدركون تماما ردود فعل هذا القرار على جماعة الإخوان". وتابعت "سنظل بعون الله، ثم بالتعاون مع الشعوب حولنا، مستمرين في العمل وفق فكرنا الوسطي السلمي"، مؤكدة أن الجماعة "ستظل أقوى بفضل الله وحوله وقوته من أي قرار".
سودان: قرار أميركي مماثل قد يدفع الشباب لأن ينخلعوا من الإخوان والتوجه للتطرف
وفي حديث لـ"العربي الجديد"، قال سودان إن "العمل على وصْم الجماعة بالإرهاب، والدفع نحو إدراجها على القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية، هو مطلب صهيوني في الأساس، ويتلاقى هذا المطلب مع تحركات سعودية وإماراتية، نظرا لما تمثله الجماعة كونها شوكة في ظهر كافة الأنظمة الاستبدادية بالمنطقة".
وأضاف أن "الإقدام على خطوة حظر الإدارة الأميركية للجماعة يمثل خطورة على العالم والغرب بشكل عام، نظرا لكونها رمانة الميزان في العالم الإسلامي، وهو الوصف الذي أكدت عليه تقارير أمنية أميركية منذ عامين، حينما كان هناك مشروع في الكونغرس لإدراج الجماعة على قوائم الإرهاب".
وتابع أ، "خطوة إدراج الجماعة على قوائم الإرهاب، حال حدوثها، ستدفع آلاف الشباب لأن ينخلعوا من الإخوان والتوجه إلى الجماعات المتطرفة العنيفة، وهو ما سيكون بمثابة كارثة، لأنه سيقوم ببعث رسائل لهؤلاء الشباب أنه لا مكان للجماعات الإسلامية التي تعمل بشكل سلمي، وأنه في النهاية الجميع متساوٍ، من حمل السلاح أو غيرهم".
وحول الإجراءات التي تنوي الجماعة اتخاذها لمواجهة خطوة مماثلة، قال سودان "ظننا أنه سيكون هناك عقلاء من الغرب ومن داخل الأجهزة الأميركية سيخرجون للدفاع عن الإخوان، كذلك أتوقع أن يصاحب تلك التوجهات تحركات من جانب الساسة الإسلاميين والمسؤولين الرسميين، في بعض الدول العربية والإسلامية لمواجهة تلك الخطوة".
وكانت "نيويورك تايمز" قد نقلت عن ساندرز قولها: "لقد استشار الرئيس (ترامب) فريق الأمن القومي وقادة المنطقة الذين يشاركونه قلقه، وهذا التصنيف يسير في طريقه من خلال عملية داخلية"،
ولفت تقرير الصحيفة إلى أن القرار الذي يأتي بعد وقت قصير من لقاء بين ترامب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في واشنطن، سيشمل فرض "عقوبات اقتصادية وتقييدات سفر واسعة النطاق على الشركات والأفراد الذين يتعاملون مع الجماعة المستهدفة".
والإخوان هي أبرز معارضي النظام الحاكم بمصر حاليا، وتعتبرها السلطات بالقاهرة جماعة إرهابية، منذ أواخر عام 2013، أي بعد أشهر من الإطاحة بمحمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا في مصر، والمنتمي للجماعة.
"لا نرجوه.. ولا نخشاه"
وبعبارة "لا نرجوه.. ولا نخشاه" عقّب نائب مرشد الإخوان، إبراهيم منير، في تصريحات لـ"الأناضول"، في شباط/ فبراير 2016، على موافقة مبدئية أقرتها لجنة برلمانية أميركية على مشروع قانون يسمح بإدراج الإخوان على قائمة الإرهاب. واعتبر منير، آنذاك، أنه ليس من السهل أن ينفرد الرئيس الأميركي بهذا القرار في ظل وجود دولة المؤسسات.
وفي حزيران/ يونيو 2017 نقلت تقارير إعلامية عن وزير الخارجية الأميركي السابق، ريكس تيلرسون، أنه يرى أن وضع الجماعة التي تضم ملايين الأعضاء وأجنحة متعددة برمتها على قائمة الإرهاب، هو أمر معقد؛ وذلك ردا على سؤال بشأن إمكانية تصنيفها "إرهابية".