الثلاثاء 02 ابريل 2019 19:17 م بتوقيت القدس
تعرض طبيب (32 عاما) من سكان مدينة حيفا، أصله من بلدة دير الأسد، إلى اعتداء من قبل أفراد من الشرطة خلال تواجده في شارع "بن غوريون" في حيفا.
وتعود حيثيات الاعتداء إلى يوم الجمعة الماضي، حينما توقف الطبيب خلال سفره بسيارته من أجل تشغيل تطبيق الملاحة في هاتفه الخليوي، وفي ذلك الوقت وصلت دورية شرطة إلى المكان وقصدته من أجل تحرير مخالفة، لتنتهي الحادثة بتكبيل الطبيب وإصابته بجروح واعتقاله.
وفي هذا السياق، قال الطبيب المُعتدى عليه في حديث لـ"عرب 48"، إن "دورية شرطة اعترضتني في خليج حيفا وانهال علي أفرادها بالضرب المبرح، وذلك بعد نقاش قصير بيننا في أعقاب نيتهم تحرير مخالفة سير غير مبررة بحقي، بالإضافة إلى توجيه سيل من الشتائم البذيئة والعبارات العنصرية ضدي".
وشدد على أن "هذا الاعتداء لم ينجم عن حالة فردية ونادرة بل سياسة ممنهجة، ولا تفسير لدي حول هذا السلوك المتكرر بحق المواطنين العرب سوى الحقد العنصري الذي يهدف إلى إذلالنا والنيل منا".
وحول تفاصيل الحادث، قال الطبيب: "كنت أسير في شارع "بن غوريون"، مساء يوم الجمعة الماضي، حينها أردت استخدام هاتفي الخليوي من أجل تشغيل تطبيق الملاحة، توقفت جانبا من أجل ذلك، وفي ذلك الوقت حضرت دورية شرطة وترجلت منها شرطية وأرادت تحرير مخالفة بحقي".
وأكد أنه "عندها أوضحت للشرطية أنه لا مبرر للمخالفة سيما وأنني توقفت بالسيارة جانبا، بعدها سرعان ما تطور نقاش فيما بيننا أعقبه دخول شرطي كان برفقتها إلى السيارة حيث جلس على المقعد الخلفي وقام بالاعتداء علي وتكبيلي. بعدها جرى استدعاء دورية تعزيز أخرى انهال أفرادها علي بالضرب المبرح ما أسفر عن إصابتي في أنحاء متفرقة من جسدي، بالإضافة إلى إطلاق سيل من الشتائم البذيئة حتى أنها طالت أمي وأختي، بالإضافة إلى عبارات عنصرية مقززة تواصلت لغاية وصولنا إلى مركز الشرطة".
وأضاف الطبيب: "مع وصولي إلى المعتقل طلبت طبيبا فقام بتحويلي إلى مستشفى 'رمبام' لاستكمال العلاج، بعدها جرى إعادتي إلى المعتقل وإبقائي رهن الاعتقال يوما حتى عرضت بعدها على المحكمة من أجل النظر في تمديد اعتقالي بذريعة الاعتداء على عناصر من الشرطة، إلا أن القاضية رفضت طلب النيابة العامة وقامت بتحويلي للحبس المنزلي".
وأشار إلى أن "الاعتداء كان موثقا بالصوت والصورة بعد تدخل بعض المارة في المكان الذين طلبوا من الشرطة الكف عن هذا الاعتداء، ووصلت الأمور إلى حد اعتقال إحدى الشاهدات التي قامت بتوثيق الاعتداء".
وختم الطبيب بالقول إنه "لا زلت تحت تأثير الصدمة وأكاد لا أصدق ما حدث، وما يؤلمني ناهيك عن الإصابات الجسدية هو الشتائم والعبارات العنصرية التي رسخت بنفسي، ما يدفعنا لفقدان الأمان والخشية على مستقبل المواطنين العرب خصوصًا وأن هذا الشرطة من المفترض أن تحمي المواطن وتوفر له الأمن والأمان، إلا أنه في هذه البلاد يبدو أن الأمور عكسية ودون باقي الدول المتحضرة".
سهولة الاعتداء على العربي
وفي نفس السياق، قال المحامي خليل نعمة الذي ترافع عن الطبيب، في حديث لـ"عرب 48"، إن "سهولة الاعتداء على المواطن العربي أصبحت مشهدا مألوفا وهذا ما قلته خلال المرافعة في المحكمة".
وأضاف أنه "في كل اعتداء ضد المواطنين العرب نرى الشرطة تنتهج وتنتج سيناريوهات عارية عن الصحة كي تبعد الشبهات عنها، لتتهم بذلك المواطن العربي بالاعتداء عليها".
وأضاف: "في مشهد آخر قام عناصر من الشرطة أيضًا بالاعتداء بشكل وحشي على طالب حقوق يبلغ من العمر 19 عاما في بلدة دير الأسد، قبل أيام معدودة، ما أسفر عن إصابته بجروح".
وختم نعمة بالقول: "لن نتهاون مع مثل هذه الحوادث التي نراها تتكرر في مجتمعنا، وهذه ظاهرة خطيرة وباتت تقلق الجميع، وسنتابع الملفين المذكورين حتى النهاية بعدما قمنا بتقديم شكوى إلى وحدة التحقيق مع أفراد الشرطة 'ماحاش' وبدورنا سنتابع ذلك بالمحاكم وعلى أعلى المستويات".