الخميس 21 مارس 2019 18:15 م بتوقيت القدس
استقبل سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم وفدا من الكنيسة الارثوذكسية القبرصية ضم عددا من رؤساء الاديار والرهبان والراهبات والذين يقومون بزيارة حج الى الاماكن المقدسة في فلسطين ومن ثم سيتوجهون الى الاردن .
وقد رحب سيادته بالوفد لدى استقباله في كنيسة القيامة في القدس القديمة متمنيا لهم حجا مباركا الى الاماكن المقدسة في فلسطين ومهنئا اياهم بمناسبة الصوم الاربعيني المقدس .
تحدث سيادته في كلمته عن مكانة مدينة القدس في المسيحية باعتبارها حاضنة اهم المقدسات التي ترتبط بالعقيدة والايمان والتراث المسيحي وفي مقدمتها كنيسة القيامة حيث القبر المقدس الذي منه انبلج نور القيامة لكي يبدد ظلمات هذا العالم .
وقال سيادته بأن مدينة القدس هي مدينة السلام وهي مدينة لها مكانتها وقدسيتها في الديانات التوحيدية الابراهيمية الثلاث ، انها مدينة لها طابع خاص وهي تختلف عن اية مدينة اخرى في هذا العالم ففيها اهم المقدسات المسيحية والاسلامية كما ان فيها كماً هائلا من المواقع الاثرية والتاريخية والتراثية .
القدس مدينة السلام ولكن اين سلام القدس وقد غيب عنها العدل وشعبنا الفلسطيني مستهدف في كافة مفاصل حياته ومقدساتنا مستهدفة ومستباحة ايضا .
القدس مدينة يظلم فيها الفلسطينيون ويضطهدون ويستهدفون في كل يوم والاحتلال يعاملنا وكأننا غرباء وعابري سبيل وضيوف في مدينتنا المقدسة في حين ان الفلسطيني ليس ضيفا في مدينته وفي عاصمته بل هذا الوطن هو وطننا وهذه القدس هي قدسنا وهذه المقدسات هي مقدساتنا ونحن سدنة هذه المقدسات ونحن ايضا متشبثون بانتماءنا للقدس ولن نتخلى عن عراقة حضورنا وجذورنا العميقة في تربة هذه الارض المباركة .
القدس ليست فقط الاماكن المقدسة والتاريخ المجيد الذي نفتخر به فحسب بل هي ايضا الشعب فلا يمكننا ان نتحدث عن الشعب الفلسطيني بدون القدس ولا يمكننا ان نتحدث عن القدس بدون الشعب هذا الشعب المظلوم والمستهدف ولذلك فإنني ادعوكم للتجول في البلدة القديمة من القدس كما وفي غيرها من الاحياء لكي تشاهدوا بأم العين كيف يعامل الفلسطينيون ويستهدفون في مدينتهم .
وفي كل المناسبات الدينية والاعياد اليهودية تتحول مدينة القدس الى ثكنة عسكرية حيث المستوطنون يجولون ويصولون وجنود الاحتلال يتجولون بأسلحتهم في مشهد لا يمكن ان يراه احد الا في هذه الارض وفي هذه المدينة المقدسة .
لا يمكن ان تبقى هذه الحالة ولا يمكن ان يستمر هذا الظلم فكل ظلم في عالمنا له بداية وله نهاية والظلم الواقع على شعبنا وعلى مدينتنا المقدسة لا بد ان يأتي اليوم الذي فيه يزول وينتهي لكي ينعم شعبنا بالحرية التي يستحقها والتي ناضل وما زال يناضل في سبيلها والتي من اجلها قدم وما زال يقدم التضحيات الجسام .
المسيحيون الفلسطينيون هم اصيلون في انتماءهم لهذه الارض وهم يحبون وطنهم ويدافعون عن عدالة قضيتهم كما انهم يرفضون الاحتلال والظلم والقمع الممارس بحق انساننا الفلسطيني هذا الاستهداف الذي يطالنا جميعا كأبناء للشعب الفلسطيني الواحد ولا يُستثنى من ذلك احد على الاطلاق .
وضع سيادته الوفد في صورة ما يحدث في مدينة القدس كما واجاب على عدد من الاسئلة والاستفسارات وقدم للوفد بعض الهدايا التذكارية من وحي التراث الفلسطيني المقدسي .