الاثنين 25 فبراير 2019 17:02 م بتوقيت القدس
العربية لغة وجودنا على خارطة العالم، بل من خلالها كنا في المقدمة، يوم نطق بها القرآن ونطقنا بها كأمة . صحيح أنها لغة آبائنا الأقدمين ولغة شعرهم، لكنهم كانوا متفرقين يتحكم بهم الفرس والروم .
كانت العربية لغة نُطقٍ بينهم فصاحةً وبلاغةً، ولم تكن لغة حضارة وعلم تسود العالم، حتى جاء القرآن والسنة فأظهر جمالها وروعتها أكثر من ذي قبل، وصارت مهيمنة على غيرها بما حوت من كنوز الإعجاز المتعدد . فهم العرب والمسلمون دورهم ومكانتهم وقدراتهم وعظمة لغتهم وتعاليمهم السامية، فانطلقوا إلى العالم، ليس فقط عقيدةً وعبادةً، إنما لغة علم وثقافة، وتشهد بذلك جامعات ومؤلفات بغداد وقرطبة، فتُرجمت إلى لغات شتى، بل كان الشاب الأوروبي يتفاخر أنه يتكلم العربية . لغتنا مركب أساس من مركبات انتمائنا الإسلامي العربي الفلسطيني، فنحن امتداد لأمة وشعب عريق لغتنا ثابت من ثوابت وجودنا وأصالتنا على هذه الأرض.
العربية لغة أرضنا الفلسطينية تاريخاً وحاضراً ومستقبلاً إن التفريط بها والتنازل عنها يهدد هويتنا وكينونتنا وإن اختلاط لساننا العربي بغيره في خطابنا وكتاباتنا فيما بيننا لهو نذير خطر على أصالتنا ووجودنا الأصلي على هذه الأرض. و إن تمييعها وخلطها بعيداً عن الفصاحة يهدد مستقبل هذا الشعب صاحب هذه الأرض. لا يغرنكم حكم القوي الذي فرض علينا لغات أخرى ويتنكر للغتنا، فستبقى العربية الأجمل والأفصح الباقية أبداً، ولن تستطيع كل قوى الأرض إلغاءها أعتز بلغتي وسأبقى وفياً لها، وسأجتهد في تطبيقها وإحيائها بيننا، لغتي هويتي إسلامياً وعربياً وفلسطينيا.
* الكاتب رئيس حزب الوفاء والإصلاح