الجمعة 22 فبراير 2019 17:56 م بتوقيت القدس
إسطنبول / خالص آق يلديز / الأناضول
انتقد نشطاء وأكاديميون أتراك، القيود والتضييقات التي تمارسها إسرائيل ضد مواطني بلادهم الراغبين في زيارة القدس ضمن رحلات سياحية.
وأعلنت جمعيات تركية مهتمة بالقدس، فرض إسرائيل مؤخراً، بعض القيود على زوار القدس من الأتراك، وشملت اتخاذ تدابير إضافية، بينها تخصيص زيارة واحدة لكل شخص في العام.
فيما نفت السفارة الإسرائيلية بأنقرة مؤخرا صحة هذه الأنباء، دون التطرق لتفاصيلها موضحة بوجه عام عدم وجود أية تغييرات أو تعديلات في شروط تأشيرات الدخول للأتراك.
وفي حديثها للأناضول، انتقدت مريم قايا، رئيسة لجنة العلاقات الخارجية لدى جمعية "وعي القدس" التركية، الخطوة الإسرائيلية.
وطالبت "قايا"، باعتماد معايير محددة في المطارات الإسرائيلية، من شأنها ضمان عدم تضييق السلطات هناك على حرية تجوّل الزوار.
وأضافت أن تقييد إسرائيل، زيارات الأتراك للقدس عبر تخصيص زيارة واحدة فقط لكل شخص خلال العام، أمر غير مقبول ولا يمكن تفهّمه.
وتطرقت إلى القيود الأخرى التي تفرضها السلطات الإسرائيلية، وبالأخص على الشركات السياحية التي تنظم رحلات للقدس.
وفي هذا الصدد أوضحت: "يتم إجبار أشخاص على الانتظار لساعات طوال في المطارات الإسرائيلية (دون أسباب)".
وأضافت: "تندرج هذه المعاملة تحت ممارسات إسرائيل الكيفية والهادفة إلى عرقلة زيارة القدس وحرية التجوّل فيها، ..وهذا النوع من الممارسات تجاه أشخاص حصلوا على تأشيرات دخول، لا نجدها قط في بلد حول العالم سوى في إسرائيل".
بدوره، قال الكاتب التركي أحمد طورغوت، إنه لا يحق لإسرائيل منح تأشيرات دخول إلى فلسطين التي تعتبر دولة حرة بحسب الاتفاقيات الدولية والأممية، وما تقوم به عمل غير قانوني.
وأوضح أن الحكومة الإٍسرائيلية منزعجة من الرحلات السياحية التي تنطلق من تركيا لزيارة القدس، مستدلاً على ذلك بالقيود الإضافية التي فرضتها مؤخراً على الشركات المنظّمة لهذه الرحلات.
وفي حديثه للأناضول، أشار إلى ترحيب الفلسطينيين بزيارات الأتراك إلى القدس.
وأردف: "منذ سنوات والنظام الصهيوني يوجه رسالة مفادها أن هذه المنطقة لي، وعليك أن تقيم علاقات جيدة معي كي تزور هذه الأماكن، إلا أنه انتقل مؤخراً إلى رسالة أخرى يقول فيها إن بإمكانه عدم السماح لهذه الزيارات حتى وإن كنت تقيم معه علاقات جيدة."
ورأى الكاتب التركي أنه من غير الممكن قراءة التطورات الأخيرة هذه بمعزل عن مشروع إعلان القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل.
وأضاف: "الصهاينة يريدون للقدس أن تكون بعيدة عن الأعين والأفئدة، نظراً لإدراكهم بأن مكانة ومستقبل القدس، بمثابة قلب وجوهر جميع سياسات المنطقة، لذا زادوا من ممارسات الضغط".
وفي ديسمبر / كانون أول 2017، اعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقرر نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس وهو ما تم في مايو / أيار 2018، في خطوة لاقت انتقادات ورفض دولي وعربي وإسلامي واسع.
من جهته، قال موسى بيجكي أوغلو، الباحث التركي في شؤون القدس، إن إسرائيل تقوم بحظر دخول بعض المرشدين السياحيين إلى أراضيها، بل وتطردهم خارج البلاد بعد دخولهم رغم منحهم تأشيرة الدخول.
وأوضح في حديثه للأناضول، أن هذا النوع من الممارسات لا يمكن تفسيرها على أنها حسن نية.
ودعا إلى تطبيق إسرائيل المعايير الدولية المتبعة في كافة بلدان العالم، فيما يتعلق بالمرشدين السياحيين.
وتطرق الباحث التركي إلى أهمية القدس والمسجد الأقصى بالنسبة لتركيا والعالم الإسلامي، مستدلاً على ذلك بالخدمات الهامة المقدمة للقدس من قبل الدولة التركية المختلفة التي تشكلت على مر التاريخ.
بدوره، قال الأمين العام لجمعية "ميراثنا" التركية، عبد الله أقتشاي، إن الشركة المفوضة من قبل إسرائيل بالتواصل مع الشركات المنظّمة للرحلات إلى القدس، أرسلت لهذه الشركات وثيقة تظهر القيود الإسرائيلية التي تسمح للشخص الواحد بزيارة القدس مرة واحدة في العام.
وأضاف أن العام الماضي زار القدس نحو 40 ألف مواطن تركي، فيما زار تركيا 500 ألف إسرائيلي.
ودعا "أقتشاي" إلى اتباع مبدأ المعاملة بالمثيل مع المواطنين الإسرائيليين القادمين إلى تركيا.
وأشار إلى الاهتمام والترحيب الفلسطيني الكبير بزيارات الأتراك إلى القدس، وبالأخص بعد الدعوة التي وجهها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لمواطنيه، بتكثيف زياراتهم للقدس.