الخميس 31 يناير 2019 16:07 م بتوقيت القدس
تزايدت حالات الانتحار في لبنان خلال العام الماضي، لتصل إلى 200 حالة انتحار في 2018، بعد أن كان عددها في 2017 نحو 143 حالة، ليصل عدد حالات الانتحار بين عامي 2009 و 2018 إلى 1393 حالة انتحار، بمعدّل حالة انتحار واحدة كل 60 ساعة، أي يومين ونصف، ومحاولة انتحار كلّ 6 ساعات، وفق إحصاءات لقوى الأمن الداخلي.
ويشكّل الانتحار مصدر قلق كبير في المجتمعات، ويعدّ ظاهرةً مهمّةً تستلزم علاجها، في ظلّ تشكّل "حراكات انتحارية" تتمرّد على الحياة بالموت وتهرب من الواقع إلى ما اشتهاه خيالها بالانتحار، وهو مرتبط بعوامل عدّة.
وقالت المعالجة النفسية، ريبيكا اسبانيولي، إن أبرز الأسباب للإقدام على الانتحار "بحسب أحدث الدراسات، هو الشعور بالاكتئاب.. هذا هو السبب الأكثر رواجًا لإقدام الناس على هذه الخطوة"، مبيّنةً أنّ "في بعض الأحيان يعود سبب الانتحار إلى أمراض نفسية، إذ تعتري المريض شكوك بشأن الواقع الذي يعيشه، مما يدفعه إلى الانتحار".
وأضافت اسبنيولي أنّ "تعاطي المخدرات والكحول يعدّ سببًا أيضًا، فبعض الأشخاص يدخلون في حالة سكر قد تدفعهم إلى محاولة إنهاء حياتهم"، موضحةً أنّ "قرار الانتحار بالنسبة لبعض الأشخاص يستند إلى أسباب منطقية برأيهم، منها وجود مرض مزمن أو ألم أو ظروف معيشية واقتصادية صعبة".
وبحسب ما نقلته وكالة "الأناضول" عن المعالج الدكتور مايكل خوري، فإن "نحو 10% من الذين حاولوا الانتحار لم يتخطوا سن الـ 18 عامًا، في حين أن 58% تراوحت أعمارهم بين 18 و34 سنة"، موضحًا أنّ "الذكور من اللبنانيين هم أكثر عرضة للانتحار الناجح، أي المكتمل، من الإناث، فانتحار كل ثلاثة ذكور يقابله انتحار اثنتين من الإناث".
وخلال الأشهر الأخيرة، امتدت هذه الظاهرة بشكل كبير إلى الأطفال والمراهقين بعد انتشار ألعاب إلكترونية، مثل "الحوت الأزرق"، و"مريم"، وهي لعبة واقع افتراضي غامضة تنتهي كثيرًا بالانتحار.
كذلك فقد أظهرت دراسات أن نسبة محاولات الانتحار في لبنان تبلغ 2% من إجمالي عدد السكان (أكثر من 6 ملايين نسمة)، وهو ما يقارب نسبة محاولات الانتحار في 17 دولة، وهو 2.7%.