الاثنين 03 ديسمبر 2018 12:07 م بتوقيت القدس
ألغى مركزا للشرطة الإقليمية في الولايات المتحدة الأميركية، الأسبوع الماضي، مشاركتهما في أسبوع دراسي أمني مشترك مع الشرطة الإسرائيلية، وذلك في أعقاب الضغوطات التي مارسها ناشطو حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على إسرائيل (BDS)، وجمعيات مدنية أميركية أكدت أن الضباط الأميركيين يعودون أكثر عنفًا بعد المشاركة في البرنامج.
ويدور الحديث عن برنامج يقام منذ أكثر من عشرين عاما، يتم خلاله تنظيم برنامج دراسي أمني مشترك لضباط يخدمون في مراكز الشرطة الإقليمية في الولايات المتحدة، لمعالجة قضايا أمنية وتبادل الخبرات، وذلك بمبادرة الرابطة الأميركية اليهودية لمكافحة التشهير (Anti-Defamation League).
ووفقا لصحيفة "هآرتس" فإن إلغاء المشاركة في هذه البرنامج تحت تأثير حركات المقاطعة، يُعد سابقة، أدت إلى قلق المنظمات اليهودية الأميركية الداعمة لإسرائيلي، وعززت الشعور بالانتصار لدى نشطاء حركات المقاطعة بعد سنة حافلة بالإنجازات.
وفي إطار البرنامج، يتم إيفاد قادة مراكز الشرطة الأميركية سنويا إلى البلاد للمشاركة في برامج تدريسية مكثفة يتم إطلاعهم خلالها على "كيفية تعامل الشرطة الإسرائيلية مع الإرهاب" في إشارة إلى تعاملها مع الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة ومن ضمنها القدس، كما يعقدون اجتماعات مع ضباط قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية.
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن حركة BDS استهدفت مؤخرًا البرنامج بالمشاركة مع المنظمات المناهضة لعنف الشرطة في الولايات المتحدة ضد المواطنين الأميركيين، حيث يؤكدون أن ضباط الشرطة الأميركيين الذين يشاركون في هذا البرنامج ينكشفون ويتعرفون على تكتيكات قاسية وصارمة، والتي تؤثر على العنف الذي تمارسه الشرطة ضد المواطنين بعد عودتهم من إسرائيل.
وللمرة الأولى في تاريخ البرنامج، قرر، الأسبوع الماضي، اثنان من قادة المراكز الإقليمية للشرطة الأميركية، إلغاء مشاركتهما في البرنامج، وذلك قبل أيام من وصول الوفد الذي وصل البلاد مؤخرًا في إطار البرنامج الدراسي المشترك.
حيث أعلن قائد شرطة ولاية فيرمونت الليبرالية، الكولونيل ماثيو برمنغهام، عن الانسحاب من المشاركة في البرنامج وقوفًا عند رغبة مطالب نشطاء حركة المقاطعة، كما أعلن قائدة الشرطة في مدينة نورثامبتون، التابعة لولاية ماساشوستس، جودي كاسبر، عن سحب مشاركتها في البرنامج.
وبعثت كاسبر رسالة إلى ناشطي حركات المقاطعة لإسرائيل والمنظمات الداعمة للقضية الفلسطينية تؤكد عدم حضورها بعد أن عبروا لها عن معارضتهم للخطة. وفي كلتا الحالتين (كاسبر وبرمنغهام)، كان السبب الرسمي الذي قدمه قادة الشرطة لإلغاء مشاركاتهما هو تلقيهم طلبات من مواطنين أميركيين، عبروا من خلالها عن معارضتهم للبرنامج.
يذكر أن المنظمات والحركات التي ضغطت باتجاه إلغاء مشاركة قادة الشرطة من ولاية فيرمونت وماساتشوستس في البرنامج الدراسي المشترك مؤخرًا، توجهت إلى العديد من ضباط الشرطة الآخرين في الولايات الشمالية الشرقية، في محاولة لإقناعهم لعدم المشاركة وإلغاء زيارتهم إلى إسرائيل. كما أرسلوا رسائل إلى رئيس بلدية بوسطن وإلى حاكم ولاية رود آيلاند، مطالبين بأن يتوقفوا عن إيفاد ضباط شرطة للمشاركة في البرنامج الذي يجعل الضباط الأميركيين أكثر عنفًا.