السبت 20 اكتوبر 2018 06:46 م بتوقيت القدس
لطالما كان الشباب توّاقًا، لسماع رأي وتقييم كبار العلماء أو المُلهمين، في العالم، حولَ قضايا عينية مُتعلقة بالسياسة والاقتصاد والثقافة، ليقفوا بذلك على رأي هؤلاء العلماء، وهذا الأمر هو الذي تجسّد يوم الثلاثاء الماضي، حينما تم تقديمُ آراء وأفكار عالم الفيزياء الفلكيّة الراحل، ستيفن هوكينغ، في إحدى المرات النّادرة التي عُرِض فيها رأيه حول عدة مواضيع ومجالات، للرأي العامّ، وذلك من خلال كتابٍ حمل عنوان "الإجابات على الأسئلة الكبيرة".
وبالطبع، كانت فكرة العلم والتعليم، إحدى أبرز المواضيع التي أبدى هوكينغ رأيه فيها، كونه وهب حياته للعلم والتعليم، فقد قال هوكينغ إن "فكرة العلم والتعليم هي في خطرٍ كبيرٍ أكثر من أي وقتٍ مضى"، وهذا التحذيرُ وجهه هوكينغ قبل وفاته بوقتٍ قصير في آذار الماضي.
وتحدَّث هوكينغ عن وصول ترامب للمنصب الذي يُخوله لاتخاذ قرارت غاية في الحساسية، موضحًا أن ما يحدث في العالم، ما هو إلا "ثورة عالميَّة، ولكنها يمينية ضد التفكير العلمي وضد الخبراء"، منقدًا بذلك موجة اليمين الشعبوي الصاعدة التي تغزو العالم.
وتطرّق هوكينغ إلى قرار البريطانيين في الانسحاب من الاتحاد الأوروبي في عام 2016 أو ما يعرف الآن باسم "البريكست"، منتقدًا القرار بشدة.
وتحدّث هوكينغ في كتابه عن الاحتباس الحراري، وتقلُّص مساحة الغابات الخضراء، وأنقراض الأنواع الحيوانية، والنمو السكاني، والتلوث الكبير الذي يلحق بالمحيطات مُشيرًا إلى التحديات والأخطار والصعوبات التي تواجه النوع البشري على سطح كوكب الأرض.
وشهد المؤتمر لحظات عاطفية، إذ انهمرت دموع لوسي، ابنة هوكينغ، بعد أن استذكرت سماعها صوت والدها من خلال الجهاز الذي لم يكن والدها يستطيع التحدّث إلا من خلاله، بسبب إصابته بمرض التصلب الجانبي الضموري، مشلولًا بشكل تام لمدة 50 عامًا.
وقالت لوسي: "في بعض الأحيان، يبدو الأمر وكأنه لا يزال موجودًا حتّى الآن بيننا. نتحدّث عنه ونسمع صوته، ونرى صوره، ثم نتذكّر أنه قد غادر".
ولم يغِب عن هوكينغ، توجيه رسالة للشباب، الذين قال لهم: "يجب على الشباب أن يتطلّعوا إلى النجوم، وليس إلى أقدامهم (...) إنَّه أمرٌ حاسم ألا يستسلم الشباب، وأن يتركوا خيالهم حرّا، وأن يتطلعوا إلى صناعة المستقبل".
وغادرَ هوكينغ الحياة في 14 آذار، من العام الحالي، عن عمرٍ يناهز الـ 76 عاما، وعُرف أنه كان صاحب نظرة تشاؤمية، بخصوص النوع البشري على سطح كوكب الأرض، ففي أيار من عام 2017، قال: "أعطي البشريّة فرصة 100 سنة أخرى على الأرض".
ودُفن رماد هوكينغ في مقبرة دير وستمنستر، بين مقبرتي تشارلز داروين وإسحاق نيوتن، تخليدًا لذكراه وإنجازاته في العلم، لا سيما في حقل الفلك الذي يُعتبر هوكينغ من أعظم العلماء الذين انشغلوا به.