ما تزال قضية اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي، الذي يُرجّح أنه تمت تصفيته في القنصلية السعودية في إسطنبول، تُلقي بظلالها على السعودية، لكن هذه المرّة لم تكنُ التبعاتُ انسحاب دولة أو رئيس بنك مركزي من مؤتمر مُرتقب في البلاد، بل كانت ضربةً هوليوديّة وجّهها رئيسُ أكبر وكالة للمواهب في هوليود للسعودية، حينما أعرب أمس الإثنين، عن قلقه البالغ، وشعوره العارم بالاستياء، إزاء اختفاء خاشقجي، وسط تقارير ذكرت أن القضية تُهدد صفقة بقيمة 400 مليون دولار.

ونقلت شبكات تلفزيونية في مدينة كان الفرنسية، أمس الإثنين، عن الرئيس التنفيذي للمؤسسة العملاقة، آري إيمانيول، قوله إن قضية خاشقجي "مقلقة بدرجة كبيرة جدا" دون أن يُعلن ما إذا كانت الاتفاق قد ألغيَ بين شركته وبين السعودية.

واستغلّ إيمانويل مشاركته في معرض ميبكوم، وهو أكبر سوق لصناعة الترفيه في العالم في منتجع الريفييرا الفرنسي، ليعرب عن استيائه قائلا: "شخصيا أشعر بقلق بالغ بشأنها. لكن كل ما أستطيع قوله هو أننا نراقب الوضع. قانونيا هذا كل ما أستطيع قوله الآن (...) الوضع مقلق للغاية. مقلق حقا، ويثير الاستياء".

وسعى صندوق الاستثمارات العام السعودي، في آذار الماضي، إلى إبرام صفقة ضخمة، تُقدّر بـ345 مليون يورو، في سبيل الاستحواذ على حصة في شركة إنديفور.

واختفى خاشقجي، في الثاني من تشرين الأول، بعد دخوله قنصلية بلده في مدينة إسطنبول التركية لإتمام معاملات تتعلق بزواجه، وأكدت وسائل إعلام على رأسها "رويترز" أنه قُتِل، وهو الأمر الذي نفته السعودية.

وتحوّل اختفاءُ خاشقجي إلى قضية رأي عام عالمي، إذ تحدّثت عدة دول ومنظمات عالمية عنه، مطالبة بتوضيحات من السعودية، كما انسحب عدد من رؤساء بنوك مركزية، وقادة أعمال غربيين من قمة كبيرة للاستثمار، الأسبوع المقبل، في الرياض.

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن السعودية تنوي الاعتراف بقتل خاشقجي، وفي الوقت نفسه تقليل الأضرار المحتملة إلى أقل درجة ممكنة، إذ إنه من المُتوقَّع أن يتم الإعلان عن مقتله، بسبب خطأ تمّ خلال الاستجواب.

الكلمات الدلالية :