الجمعة 12 اكتوبر 2018 08:56 م بتوقيت القدس
هاجم حفيد الزعيم والمناضل الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا، نكوسي مانديلا، السياسات والممارسات الإسرائيلية العنصريّة ضد الفلسطينيين، قائلا إن نظام القمع الإسرائيلي أسوأ من نظام الأبارتهايد (الفصل العنصري) الذي تم تطبيقه في جنوب أفريقيا.
وقال مانديلا، في مقال نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية، الخميس، إن "العالم يحتفل بمرور مائة عام على ولادة جدي الذي كان عمره سيناهز المائة (لو أنه على قيد الحياة)، ويحتفون بقيادته النضال لإنهاء الأبارتهايد، في جنوب أفريقيا".
وتابع "لكن بينما تحرر بلدي منذ فترة طويلة من حكم الأقلية العنصرية، إلا أن العالم لم يتخلص بعد من جريمة الأبارتهايد"، في إشارة إلى الممارسات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.
ولفت مانديلا، الذي هو عضو في حزب المؤتمر الوطني الإفريقي (الحاكم)، أنه "يرى أوجه تشابه مخيفة بين القوانين والسياسات العنصرية الإسرائيلية تجاه الفلسطينين، وبين بنية الفصل العنصري في جنوب أفريقيا".
وأضاف "نحن الجنوب أفريقيين نعرف الفصل العنصري عندما نراه، وفي الحقيقة، يدرك الكثيرون أن نظام القمع الإسرائيلي، في بعض الجوانب، أسوأ منه حتى".
وأشار مانديلا في مقاله إلى أن الحكومة الإسرائيلية كانت ترتكب جريمة الفصل العنصري حتى قبل تمريرها "قانون الدولة القومية"، الذي يعطي اليهود وحدهم حق تقرير المصير في البلاد.
واعتبر أن قرار إسرائيل هدم قرية الخان الأحمر وطرد سكانها، مؤخرا، "مثال" على جرائم الدولة ونظام الفصل العنصري لديها.
وقال، في هذا الصدد، إن الهدف من التطهير العرقي هذا هو تمهيد الطريق لبناء مستوطنات غير شرعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وشبّه مانديلا المجازر الإسرائيلية بحق المتظاهرين الفلسطينيين في غزة، بمجزرة "شاربفيل" في جنوب أفريقيا، التي نفذتها شرطة نظام الفصل العنصري بحق سكانها من السود عام 1960.
وتابع "على الرغم من مرور 7 عقود على نظام الأبارتهايد، والسرقة المستمرة للأراضي الفلسطينية، والاحتلال العسكري والمجازر بحق المتظاهرين العزل في غزة، والتي يمكن تسميتها بحق؛ شاربفيل الفلسطينية يواصل كل جيل جديد من الفلسطينيين صراع التحرير".
ويعد نيلسون مانديلا أحد أبرز رموز الكفاح ضد التمييز العنصري في أفريقيا والعالم، وولد مانديلا في 18 تموز/يوليو 1918 بقرية مفيتزو التابعة لمقاطعة كيب الشرقية، وأفنى حياته في سبيل النضال ضد نظام الفصل العنصري، وإنشاء مجتمع يتمتع أفراده بالمساواة دون تفوق عرق على آخر.
وفي 1962، اعتقلت سلطات الفصل العنصري مانديلا، لدعواته وقيامه باحتجاجات عامة اكتسحت مناطق السكان ذوي العرق الأسود في جوهانسبرغ، وظل معتقلا 27 عامًا، وأطلق سراحه في 1990، وأصبح بعد أربعة أعوام، أول رئيس منتخب ديمقراطيا في جنوب أفريقيا، ورمزا للنضال ضد التمييز العنصري، واستمر في منصبه حتى 1999.