بمثل هذا اليوم (٢٩ ايلول من عام ١٩٢٣) استلمت بريطانيا ملف الانتداب على بلادنا من قبل عصبة الامم، الذي ينص على حماية سكان البلاد وتجهيزهم لاستقلال ذاتي وفق مبدا تقرير المصير للرئيس الامريكي ويلسون، الا ان بريطانيا خلال سنوات ال- ٢٠ وحتى بداية سنوات الثلاثينات بقيت مكتوفة الايدي ولم تستثمر بتطوير المدى الجغرافي للبلدات العربية التي عانت حتى خروج اخر جندي بريطاني بتاريخ ١٤ أيار ١٩٤٨ من عدة صعوبات بالمدى الجغرافي منها:

ا- انعدام البنية التحتية؛ فقد بقيت البدات العربية دون شوارع معبدة، دون شبكة كهرباء، تزويد الماء من البئر والعين بطريقة بدائية.
٢- قلة موارد اقتصادية؛ عمل معظم السكان العرب في الزراعة التقليدية التي تعتمد على اداة عمل بدائية.
٣- اطار سياسي قطري هش؛ من خلال سياسة فرق تسد بين الاحزاب العربية التي ظهرت بكثرة منذ بداية سنوات بداية سنوات الثلاثينات، الا انها التحمت مع بداية الثورة الفلسطنية عام ١٩٣٦ تحت غطاء اللجنة العربية العليا.
٤- حكم محلي ضعيف: عام ١٩٢١ قامت الحكومة البريطاني بسن قانون المجالس المحلية الذي ينص على انتخاب اعضاء المجالس والبلديات وفق التقسيم الطائفي والعائلي الذي لازم مجتمعنا حتى يومنا.
٥- مبنى البلدات العربية: لم يحدث تغيير على مبنى البلدات العربية، بحيث انها بقيت تحافظ على نمط تقليدي تراكم حول النواة مع تلاصق البيوت مع بعضها البعض من اجل استغلال الارض للزراعة لمن يملك!!!، وحتى من يملك ارض لم يملك الاموال الكافية لبناء بيت فالقطاع الاقتصادي الزراعي كفيل بتموين وبصعوبة افراد الاسره.
٥- عدم اتزان ديمغرافي: نتيجة الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي عانت منها البلدات العربية، ارتفعت نسبة الولادة لدى السكان العرب من اجل تحضير قوة بشرية للعمل بالحقل الزراعي، الا ان البلاد شهدت العديد من الاحداث التاريخية التي اعاقت العمل الزراعي منها، ثورة البراق ١٩٢٩، ثورة ١٩٣٦-١٩٣٩، الحرب العالميه الثانية ١٩٣٩- ١٩٤٥ والتي جعلت الكثير من الشباب العرب يتركون البلاد مهاجرين الى اوروبا.

من هنا نستنتج أن بريطاني لم تكن منتدبة للبلاد طيلة ٣٠ سنة كما هو مؤلوف بين صفحات التاريخ بل كان الانتداب ٢٥ سنة.
ثانيا؛ لم تطبق مضامين الانتداب على البلدات العربية من حيث القطاع الاقتصادية، المدى الجغرافي والتحولات ديمغرافية.

الكلمات الدلالية :