نقلت نيوزويك الأميركية عن مصادر دبلوماسية أن الاحتلال وافق على بيع منظومة "القبة الحديدية" للدفاع الجوي إلى السعودية مقابل عشرات ملايين الدولارات، وأن الولايات المتحدة توسطت في الصفقة.
وبحسب المجلة، فإن الصحف الإسرائيلية سرعان ما نقلت الجمعة الماضية نفي وزارة الحرب الإسرائيلية لهذه الموافقة.
وقالت المجلة الأميركية إن الحديث عن بيع "إسرائيل" منظومة دفاع جوي للسعودية يأتي في وقت تقاربت فيه سياسات الجانبين المعادية لإيران، والساعية لمواجهة النفوذ المتزايد لطهران في منطقة الشرق الأوسط.
كما صدرت تصريحات من مسؤولين إسرائيليين في الأشهر القليلة الماضية تدعو السلطات السعودية إلى إنهاء القطيعة الدبلوماسية بين الرياض وتل أبيب للانضمام إلى جهود أميركا لمواجهة التهديدات الإيرانية.
تصريح إيزنكوت
ففي نوفمبر/تشرين الثاني 2017، أبدى رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي غادي إيزنكوت استعداد تل أبيب لتبادل المعلومات والخبرات مع السعودية، وما وصفها بالدول العربية المعتدلة لمواجهة إيران، وقال في مقابلة -هي الأولى من نوعها مع وسيلة إعلام سعودية- إن للسعودية وإسرائيل مصالح مشتركة في التعامل مع إيران، واصفا الأخيرة بالخطر الفعلي الأكبر في المنطقة.
وأبرزت المجلة الأميركية أن السعودية خففت من حدة خطابها عند الحديث عن إسرائيل، والتي لطالما سميت في الخطاب السعودي في الفترات الماضية بالكيان الصهيوني.
وعقب انسحاب أميركا من الاتفاق النووي مع إيران، وحوادث إطلاق النار التي وقعت بين "إسرائيل" وجماعات مسلحة مدعومة إيرانيا في الأراضي السورية، دعا وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان السعودية ودولا عربية إلى إخراج علاقاتها مع تل أبيب للعلن، وزيارة إسرائيل مثلما فعل الرئيس المصري الراحل أنور السادات.
وفي مايو/أيار 2015، وبعد شهرين من بدء التدخل العسكري للتحالف بقيادة السعودية لمواجهة انقلاب الحوثيين وحليفهم الرئيس الراحل علي عبد الله صالح على السلطة باليمن، ذكرت صحيفة "رأي اليوم" -ومقرها لندن- نقلا عن مصادر دبلوماسية غربية إن إسرائيل قدمت عرضا للسعودية لشراء القبة الحديدية على هامش مباحثات تمت في الأردن برعاية أميركية، غير أن الرياض رفضت في حينها العرض الإسرائيلي.
منظومة باتريوت
ولفتت الأسبوعية الأميركية الانتباه إلى جزئية مثيرة للاهتمام، وهي أنه بينما تقول الرياض إن منظومة باتريوت الأميركية تعمل بكفاءة في التصدي للصواريخ البالستية للحوثيين، يشكك مدير مركز جيمس مارتن لدراسات منع انتشار الأسلحة بمعهد ميدلبوري الأميركي جيفري لويس في مصداقية الرواية السعودية عن كفاءة صواريخ باتريوت.
ويقول لويس إن الرياض تكذب بشأن كفاءة منظومة باتريوت أو تنشر معلومات مضللة بشأن النجاح في إسقاط صواريخ الحوثيين، مشيرا في مقال بمجلة فورين بوليسي في مارس/آذار 2018 أن الحطام المتساقط في الرياض قتل شخصا على الأقل وأصاب اثنين آخرين، وليس هناك دليل على أن السعودية اعترضت أي صواريخ مطلقا.