الخميس 13 سبتمبر 2018 17:47 م بتوقيت القدس
ارتفع عدد حالات الانتحار في أمريكا في السنوات الأخيرة، حيث أن غالبية تلك الحالات كانت عن طريق استخدام سلاح ناري.
حذر تقرير جديد من أن الألم المزمن بسبب السرطان والتهاب المفاصل وغيرها من الحالات، يدفع الملايين إلى الانتحار كل عام.
وقد نوقشت آثار الألم على نطاق واسع في السنوات الأخيرة منذ أن أظهر "وباء الأفيون" (الزيادة السريعة في استخدام أشباه الأفيونيات التي لا تستلزم وصفة طبية في الولايات المتحدة)، أن مسكنات الألم يمكن أن تدفع أي شخص إلى تناول جرعة زائدة، سواء عن قصد أو دون قصد.
لكن تقريرا جديدا، صدر عن مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، يحذر من أن الجرعات الزائدة تشكل أقلية في أسباب الوفاة بين الأشخاص الذين يعانون من آلام مزمنة.
وفي السنوات الأخيرة، ارتفع عدد حالات الانتحار لدى المرضى الذين يعانون من آلام مزمنة، حيث أن غالبية تلك الحالات كانت عن طريق استخدام سلاح ناري.
ويحذر الباحثون من أن النتائج التي توصلوا إليها تؤكد على أن الوقاية من الانتحار يجب أن تكون عنصرا أساسيا في رعاية مرضى الآلام المزمنة، خاصة عندما ينطوي علاجهم على عقاقير يمكن أن تسبب الإدمان بدرجة كبيرة، وربما تكون قاتلة أحيانا.
وتشير الاحصاءات إلى أن ما لا يقل عن 25 مليون أمريكي يعانون من الآلام المزمنة، بينهم نحو 10.5 مليون يعانون من آلام حادة على أساس يومي.
وبالنظر إلى 18 ولاية أمريكية فقط، بين عامي 2003 و2014، وجد الباحثون برئاسة إيميكو بيتروسكي، أن 123181 شخصا قد انتحروا، وكان 9% منهم (10789 شخصا)، يعانون من آلام مزمنة وخاصة من أمراض مثل التهاب المفاصل والسرطان وآلام الظهر.
ووجد مسح البيانات أن حالات الانتحار المرتبطة بالألم المزمن كانت تساوي 7.4% في عام 2003 من مجمل حالات الانتحار، وبحلول عام 2014، ارتفع هذا الرقم ليصل إلى 10.2%.
وكانت الأسلحة النارية هي الوسيلة الأكثر شيوعا للوفاة في جميع حالات الانتحار المسجلة في أمريكا. وأظهرت الدراسة أن هذه الوسيلة أكثر استخداما لدى المصابين بآلام مزمنة من أولئك الذين لا يعانون من هذه الحالة، وذلك بمعدل 53.6% مقابل 51%. فيما توفي 16.2% من مرضى الآلام المزمنة بسبب الانتحار عبر تناول جرعة زائدة من العقاقير.
كما وجدت الدراسة أن مرضى الألم المزمن كانوا أكثر عرضة من غيرهم لتشخيصهم بالاكتئاب والإجهاد. ويقول الدكتور مارك إلجين، من قسم الطب النفسي في جامعة ميتشيغان، في مقالة أصدرها بالتزامن مع الدراسة، إن النتائج تظهر حاجة واضحة إلى "رفع الأمل لدى الأشخاص الذين يعانون من آلام مزمنة"، مضيفا أن "منع الانتحار ينطوي على إتاحة المزيد من التدخلات الفعالة لمعالجة الألم"، موضحا أن "هذه التدخلات المتعلقة بالألم تحتاج إلى أن تتزامن مع العناية بالصحة العقلية لدى أولئك الذين يعانون من الألم المزمن وأعراض الاكتئاب والقلق، لتعزيز الأمل والمساعدة في معالجة الأفكار والميول الانتحارية لديهم".