الاحد 26 اغسطس 2018 21:01 م بتوقيت القدس
سجّل القطاعُ السياحي في تركيا، رقمًا لافتا، إذ بلغ أعدادُ الوافدين الذين زاروها، في النصف الأول من هذا العام، 19 مليون وافد؛ 16 مليونًا منهم سيّاح أجانب، و3 ملايين هم مواطنون أتراك يعيشون أو يعملون في الخارج، أي بزيادة 29% عن نفس الفترة من العام المُنصرِم.
وتمكنت شركات سفر عديدة من زيادة نسبة تسجيل السائحين هذا العام (إلى تركيا)، بزيادة ملحوظة عن العام الماضي. كما استغلّ كثير من الأتراك القاطنين في الخارج، عطلة عيد الأضحى لزيارة بلادهم فيها.
ليس هناك شكٌ في أن انهيار الليرة التركية، والصراع بين تركيا والولايات المتحدة، زاد الخوف من أزمة اقتصادية مستمرة، إلا أن قطاع السياحة يُعدُّ نقطة مضيئة، ومصدرا حيويا للعملة الصعبة للاقتصاد المحلي.
وفي الأسبوع الماضي، نشر وزير الثقافة والسياحة التركي، محمد نوري إيرسوي، تغريدة، قال فيها: "كان لدينا فرصة للدردشة مع السياح الأجانب الذين اختاروا جنّتنا".
لطالما كان لدى تركيا ما تُقدّمه للسياح؛ الطقس الجميل الدافئ، والرمال والكنوز الأثرية، والمأكولات الغنية وإمكانية التسوق. والآن بعد أن انحسر العنف والاضطراب السياسي؛ أصبحت أموال السياح الأجانب أكثر قيمة، لا سيّما في الصيف الذي يُمثّل ذروة الموسم السياحي في تركيا.
ويقول العديد من الاقتصاديين، إن مشاكل تركيا تنبع من اعتمادها الكبير على القروض، بُغيةَ تدعيم النمو السريع، لذا يجب عليها رفعُ أسعار الفائدة للسيطرة على التضخُّم.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية، قد حذّرت في حزيران الماضي، رعاياها، مؤكدةً أن على المواطنين الأميركيين أخذ الحيطة والحذر في تركيا خوفا من "الإرهاب".
وساهمت الحركة الفنية بنمو السياحة، مثل ظهور المغنية شاكيرا في إسطنبول، في حزيران الماضي، في أول عرض لها في المدينة، منذ أكثر من عقد، إذ أكدت مصادر على علاقة بالسياحة التركية، أن عدة آلاف من السياح، أتوا من الخارج إلى إسطنبول لمشاهدة العرض.
بالرغم من كل ما ذكرناه، من الأفضل لقطاع السياحة التركي "عدم إظهار الرضا عن الذات" إذ ما تزال مسألة الأمن مدعاةً للقلق، إذ شهد الأسبوع الماضي إطلاق نار من سيارة، على السفارة الأميركية في أنقرة.
للسياحة في تركيا مكانةٌ رئيسيّة
وكان الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، قد أعلن في 3 تموز الماضي، أن المشاريع السياحية، ستحتلّ مكانة رئيسية، ضمن برنامج أهداف الحكومة الرئاسية التركية في أول 100 يوم، وتضمن برنامج الحكومة الرئاسية، مشاريع سياحية من شأنها تحقيق طفرة في القطاع السياحي في البلاد، وزيادة قدراتها وإمكانياتها في هذا المجال.
وأكد أنه سيُساهم في انفتاح السياحة التركية أمام أسواق عالمية جديدة، كما سيتم تحضير خطة عمل لتأمين زيادة حصتها في الأسواق الصينية، وإنشاء البنى التحتية لتحقيق مشاريع لزيادة الاستثمارات السياحية.
تراجعت الليرة فتقدّمت السياحة!
يُعدُّ شارع الاستقلال في مدينة إسطنبول، القلب النابض للمدينة، إذ إنه مُكتظ دائما بسائحين أجانب أتوا من كل حدب وصوب، وتتردد على مسامع المرء في هذا الشارع، الذي يمتد لمسافة كيلومتر ونصف تقريبا، لغات مختلفة، كما تعكس واجهات المحلات فيه، تنوَّع زواره، فإضافة إلى اللغة التركية، تجد اللغة الإنجليزية والعربية وحتى الفارسية أحيانا، إلا أن شارع الاستقلال ليس الشارع الوحيد الشهير في تركيا، بل هناك عشرات الشوارع التي تختلف في ما بينها في التفاصيل، إلا أنها تشتركُ في مشهد المشاة غير العابئين بـ"الحرب الاقتصادية" التي قال إردوغان إن بلاده تتعرض لها.
وفي الوقت الذي تبذل فيه السلطات التركية قُصارى جهدها سعيًا وراء استقرار سعر صرف الليرة ومنع تدهورها أكثر، وجد العديد من السواح في انخفاض العملة التركية فرصة ذهبية، قد لا تتكرّر، كيف لا وقد انخفضت أسعار العديد من السلع والخدمات إلى النصف بالنسبة للسائح الأجنبي، فمثلًا تذكرة الدخول إلى المعلم الأثري "آيا صوفيا" الذي يُصنَّف ضمن الثراث الثقافي العالمي، تساوي أربعين ليرة، أي حوالي ستة دولارات ونصف حاليا، فيما كانت تعادل نفس التذكرة العام الماضي، قرابة أحد عشر دولارا، وهو ما يغري السواح على الإقبال أكثر على جميع الخدمات من مطاعم ومقاهٍ وأسواق تجارية وغيرها.
أوضح المسؤولون الأتراك أنهم يتوقّعون أن يبلغ عدد السياح الأجانب عام 2018، أرقاما قياسية، حيث يتوقعون أن يزور تركيا 40 مليون سائح مقارنة بـ 32 مليونا العام الماضي، وأن تصل عائدات السياحة إلى 32 مليار دولار مقابل 26 مليار دولار العام الماضي.
وكان وزير الثقافة والسياحة التركي، محمد أرسوي، قد قال إن بلاده تهدف لاستقطاب خمسين مليون سائح بحلول عام 2023، وأن تصل عائدات السياحة إلى خمسين مليار دولار.