الاربعاء 18 يوليو 2018 08:12 م بتوقيت القدس
تعمّ الحقوقيين وطلبة الحقوق والمحامين حالة من القلق ازاء نتائج امتحان مزاولة المهنة الاخير.
وبحسب نتائج الامتحان الذي جرى في اواخر يونيو فانّ نسبة النجاح وصلت الى 32٪ و 26% من الناجحين هم من طلبة الكليّات و70% من الجامعات.
وعلم موقعنا انّ نسبة المتقدّمين للامتحان من الكليّات تصل الى 80% فيما وصلت نسبة المتقدّمين للامتحان من الجامعات 15%.
امتحان تعجيزيّ
المحامي مؤيد كبها قال بحديثه:" اقلّ ما يمكن قوله عن هذا الامتحان بانّه تعجيزي، تمت صياغته بهذه الصورة لإفشال الطلاب وأعتقد انه يجب على اعضاء الكنيست العرب التوّحد والضغط بإتجاه تغيير مبنى الامتحان وعلى اعضاء قائمة "نزاهة المهنة" بنقابة المحامين الضغط على النقابة ومحاولة التأثير وسن أنظمة جديدة من شأنها تغيير مبنى الامتحان وتحديد نمط الاسئلة".
وأنهى كلامه قائلا:" من الممكن ايضاً اعطاء تعليمات للمصلّحين بأنه في حال لم يكن الطالب يهوديّا، يجب التساهل معه لأن اللغة العبريّة ليست لغته الأم".
ضرورة التدخل الخارجيّ
من ناحيتها، قالت المحاميّة لين كتاّنة مصالحة :" سياسة تقليص عدد المحامين، سياسة منتهجة بالسنوات الأخيرة، أحد السبل التي اختارتها الجهات المختلفة للوصول للهدف هي التغييرات الحاصلة في مناهج الامتحانات وطريقة الامتحان التي اقتصرت بالسابق على الطريقة الأمريكية بينما التعديلات التي اضيفت للامتحانات من بينها اسئلة كتابية تفحص امكانيات المتقدم للامتحانات وقدرة تعبيره، هي عتبة أمام المتقدمين بشكل عام والمتقدمين العرب بشكل خاص بسبب وجود حاجز اللغة".
خلُص تعقيبها بالقول الى انّ:" بنهاية الأمر يتحتم تدخل خارجي لحل مشكلة امتحان النقابة ومنع اي محاولة لتعجيز المتقدمين للامتحانات وخاصة ابناء الوسط العربي".
مقترح عينيّ
بدوره، قال المحامي محمد ابو طعمة:" بنظري أنه يجب الموازنة بين أمرين، إجراء تعديلات معينة على موضوع الامتحان بالذات ما يخص قدرة الممتحنين على الصياغة وهذا يؤثر على خريجين عرب تعلموا خارج البلاد (حاجز اللغة)، ومن جهة أخرى على الكليات أن تشدد على الطلاب خلال فترة التعليم لتهيأتهم سلفا".
صعوبة الإمتحان بتركيزه على الأمور الهامشية
وفي تعقيب له، قال المحامي عمران بريّة من خرّيجي الكليّة الارثوذكسية العربيّة في حيفا وجامعة حيفا:" بالنسبة لدرجة صعوبة الامتحان، أعتقد انّ الامتحان كان صعب جداً نسبة لامتحانات سابقة للنقابة، خصوصاً مع التغيير الجذري الذي قامت به النقابة والذي ابتدأ من الموعد السابق 12\2017 كمحاولة لارجاع التوازن في سوق العمل بالنسبة للمحاماة في البلاد، اما بالنسبة للامتحان نفسه اعتقد ان الاعتماد على مواد لامركزية او هامشية في بعض الاسئلة قد زاد من صعوبة الامتحان او التخبط في بعض الاجوبة او مثلاً الاعتماد على اسئلة ذات نصوص طويلة قد زاد ايضاً صعوبة الحفاظ على التركيز والقدرة على اختيار الجواب الصحيح".
عن غضب الطلّاب، يقول:" غضب الطلاب مفهوم جداً ومنطقي، طالب قضى 4 سنوات من عمره على مقاعد التعليم وسنة تدريب وايضاً فترة الدراسة للامتحان نفسه تتراوح بين 3-4 اشهر طبيعي ليصطدم بامتحان قد يكون بالنسبة له مصيري طبيعي ان يكون محبط وخيب للامال".
وأختتم كلامه قائلا:" اعتقد انه ليس هناك صيغة سحرية تضمن النجاح، على الطلاب المثابرة واخذ فتره الدراسة للامتحان بكامل الجدية والمهنية والمحاولة قدر المستطاع الابتعاد عن الضغوط خلال هذه الفترة".
النقابة لم تتعلم الدرس
وفي تعقيب له، قال عضو لجنة الدستور بالكنيست - النائب د. يوسف جبارين:"بعد نتائج الامتحان الاخير بادرت الى جلسة خاصة في لجنة الدستور البرلمانية ناقشنا فيها الإشكاليات الّتي تضمنها الامتحان وذلك بعد توجهاتٍ لطلاب يهود وعرب تقدموا لامتحان التأهيل لنقابة المحامين. يبدو ان النقابة لم تستخلص العبر وحالة الظلم الآن ضد الطلاب تسجل أعلى نسبة رسوب عرفها الامتحان. على نقابة المحامين النظر الجدي في المظالم الّتي يطرحها الطلاب، وبالتالي تعديل العلامات بواسطة رفع معدل الممتحنين. يجب برأيي اعطاء علامة مساعدة ("فاكتور") لرفع الغبن عن المُمتحنين وايجاد حل جذري يضمن عدم تكرار هذا الوضع في كل مرة. ان الحل لمشكلة عدد المحامين الكبير يجب ان يكون بمرحلة الدخول للكليات والجامعات وليس من خلال امتحان تعجيزي".
سعيد، تجاوز الإمتحان
وفي حديث معه، قال المحامي سعيد خطيب الذي نجح بالامتحان من اولّ مرة (موعد شهر 6) وهو من طلّاب كليّة الكرمل سابقاً :" الامتحان الذي امتحنت به كان صعب جداً والصعوبة تتمحور في مرحلتين، مرحلة الدراسة التي امتدّت لأشهر فيها درست ساعات طويلة كلّ يوم ومادّة الامتحان كانت ضخمة جداً جداً والصعوبة الثانية كانت في يوم الامتحان".
وأضاف:" استمرّ الامتحان لمدّة سبع ساعات، فترة طويلة ومرهقة، وشمل ثلاث مراحل، بالتالي كان ضاغطاً وزد على هذا ان الاسئلة كانت جدا صعبة من حيث انّها تمحورت حول قضايا صغيرة جداً ومعقّدة ومركّبة في مادة المحاماة للامتحان".
عن شعوره، يقول:" شعور رضا وسعادة كبيرة وأقول انني اليوم سعيد اسم على مسمّى، كان حلم حياتي ان اكون محاميًا والحمدلله بعد ان انهيت لقبين في العمل الاجتماعي ولقبين في المحاماة، ها انا أنول اليوم رخصة مزاولة المهنة في المحاماة".
أكمل كلامه قائلا:" اتمنّى لجميع المتحنين الذين لم ينجحوا ان يزوّدهم الله بالقوّة والعزيمة ليدرسوا ويتقدّموا مرة اخرى وينجحوا ان شاء الله وتهانينا لكلّ من نجح".
حول نسبة النجاح المنخفضة، يحدّثنا مختتما حديثه:" قلت سابقاً ان هذا الامتحان صعب جدا وأصعب من المرّات الماضية والنتيجة المتدنّية تعكس صعوبة الامتحان".