الاحد 15 يوليو 2018 16:26 م بتوقيت القدس
ساعات قليلة تفصلنا عن انطلاق المباراة النهائية لبطولة كأس العالم 2018 المقامة في روسيا، والتي وصل إليها كل من منتخبي كرواتيا وفرنسا.
ويتميز المنتخبان بواقعية شديدة، مطرزة بلمحات فنية يضع فيها كلا من مدرب كرواتيا، داليتش، ومدرب فرنسا، ديشامب، بصمتهما بكل وضوح، فعلى الرغم من بداية فرنسا المتواضعة فنيا، وتوجيه أسهم النقد لديشامب واللاعبين، إلا أن الديوك تمكنوا من الحصول على مبتغاهم، حيث بدأ الديوك طريقهم في البطولة بالفوز بصعوبة على المنتخب الأسترالي بهدفين مقابل هدف، تلوه بفوز هزيل على منتخب بيرو بهدف نظيف، ثم التعادل مع الدنمارك سلبيا الصعود كأول المجموعة لمواجهة منتخب الأرجنتين والفوز عليه بأربعة أهداف مقابل ثلاثة في مباراة تدرس في علم الهجمات المرتدة والعلى إيقاع المباراة.
وواجه المنتخب الفرنسي نظيره الأورغواياني الشرس في الدور ربع النهائي، ليفوز عليه بهدفين نظيفين، صعد بهما إلى نصف النهائي، ليفوز على المنتخب البلجيكي، في مباراة اعتبرها الجميع نهائي مبكر للمونديال، وذلك بهدف نظيف.
وفي المقابل، خاض المنتخب الكرواتي طريقا في منتهى الصعوبة حتى وصل إلى هذه المرحلة، فعلى الرغم من احتلاله صدارة مجموعته بالفوز على نيجيريا والأرجنتين وأيسلندا بنتائج 2-0 و3-0 و2-1 بالترتيب، إلا أنه بداية من دور الـ16 عانى من سوء توفيق، مع تحفظ دفاعي كبير من داليتش، ليلعب ركلات ترجيح أمام الدانمارك في هذا الدور بعد التعادل بهدف لمثله، ويتأهل إلى ربع النهائي، ويتعادل مع المنتخب الروسي بهدفين لمثلهما، وأيضا يفوز بركلات الترجيح، ليصعد إلى نصف النهائي، ويتعادل في الوقت الأصلي بهدف لمثله، قبل أن يحرز هدف في الشوط الإضافي الثاني، ويتمكن من حسم المباراة قبل وصولها إلى ركلات الترجيح، ليكون لعب 90 دقيقة أكثر من المنتخب الفرنسي.
القيمة السوقية للمنتخبين
تعتبر القيمة السوقية للمنتخبات مؤشر قوي عما تملكه من إمكانيات، وقدرات فنية في الملعب، وإذا تناولنا القيمة السوقية لمنتخب فرنسا، سنجد أنها تفوق القيمة السوقية لعدة منتخبات مجتمعة، وقد يصل الأمر إلى تشبيهها بميزانية دول، حيث تبلغ القيمة السوقية للبلوز ما يقرب من المليار و300 مليون دولار.
ويأتي القطار السريع كيليان مبابي جناح باريس سان جيرمان الفرنسي على رأس القائمة من حيث القيمة السوقية، حيث تبلغ قيمته حوالي 140 مليون دولار، ويأتي الفتى الذهبي أنطوان غريزمان لاعب أتلتيكو مدريد في المركز الثاني بقيمة 116 مليون دولار.
أما على الجانب الأخر، فتبلغ القيمة السوقية للمنتخب الكرواتي حوالي 383 مليون دولار، حيث يأتي نجم وسط برشلونة إيفان راكيتيش في القمة وقيمته حوالي 60 مليون دولار، ليأتي بعده إيفان بريزيتش جناح أيسر فريق إنتر ميلان الإيطالي وتبلغ قيمته السوقية 47 مليون دولار.
وعلى الرغم من أن لوكا مودريتش لاعب وسط ريال مدريد وقائد منتخب كرواتيا يعتبر النجم الأول للناريون، إلا أنه يأتي في المرتبة السادسة في ترتيب الأعلى قيمة سوقية في المنتخب، حيث يقدر بـ30 مليون دولار فقط.
تاريخ المواجهات
المنتخبان لا يملكان تاريخا طويلا بينهما، حيث تواجها 3 مرات فقط في السابق، إحداها كانت ودية.
وعلى الرغم من قلة عدد مواجهتهما سويا، وانتهاء مباراتين بالتعادل، الأولى في بطولة أوروبا عام 2004، ضمن دور المجموعات، والأخرى كانت ودية عام 2011، إلا أن مباراة اليوم لها تاريخا ثأريا خاصا بالنسبة لمنتخب كرواتيا.
بعد انفصال منتخب كرواتيا عن منتخب يوغوسلافيا، كان مونديال فرنسا عام 1998 هو أول ظهور للمنتخب الناري في كأس العالم، بتشكيل كان يعتبر الجيل الذهبي له، وكان أبرزهم دافور سوكر مهاجم ريال مدريد وهداف المونديال، وزفونمير بوبان صانع ألعاب إيه سي ميلان في ذلك الوقت، ليتمكن بالفعل الناريون من مفاجأة الجميع والوصول إلى نصف النهائي.
ومع تصاعد التوقعات والطموحات بتحقيق مفاجأة والتأهل إلى النهائي، كان للمنتخب الفرنسي رأي أخر، عندما استغل عاملي الأرض والجمهور، واستغل هدفي المدافع ليليان تورام في إيقاف المسيرة النارية عند هذا الحد، ويحصد المنتخب الكرواتي المركز الرابع بعدما خسر مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع على يد المنتخب الهولندي.
وبعد 20 عاما يعود المنتخبين مرة أخرى، وأيضا في كأس العالم، لكن هذه المرة في المباراة النهائية، حيث يأمل المنتخب الكرواتي المدعم بتشكيلة تعتبر من ضمن الأفضل في كأس العالم في الثأر واقتناص اللقب هذه المرة.
أما المنتخب الفرنسي فيأمل في استمرار مسيرته الناجحة في البطولة الحالية، وانهاء المونديال بالشكل الأمثل والحصول على اللقب الثاني في تاريخه بعدما توج بلقب كأس العالم 1998.