بعد انتزاعهنّ رخصًا لقيادة السيارات، وعلى الرغم من كل ما أحاط إلغاء الحظر من تقييداتٍ للمرأة السعودية سواء بما يحتّمه نظام الولاية المفروض على المرأة، أو بما رافق قرار إلغاء الحظر من قوانين جديدة في التمهيد لقيادة السيارة وفي العقوبات المهدّدة للمخالفات، ورغم حملات الاعتقالات التي لم تفتأ تتجدّد؛ يبدو أنّ المرأة السعودية صارت أكثر إقبالًا على الحياة، تمارسها بقيادة السيارة وتغيير تفاصيل الحياة.

وكانت مصمّمة الأزياء السعودية، إيمان جوهرجي، إحدى السعوديات اللّاتي رأين في قيادة السيارة خطوةً جديدةً في مشوارهنّ نحو قيادة حياتهنّ بأنفسهن، فقد صمّمت عباءاتٍ ملوّنة مختلفة الأطوال، بتصميم يسمح بممارسة الرياضة وركوب الدراجات الهوائية، دون أن تسمح للّون الأسود بالسيطرة على عباءاتها كما يسيطر على عباءات النساء عامّةً في السعودية.

وتقول جوهرجي إنّ دافعها الأول لتصميم العباءات كان محاولتها إيجاد صيغة جديدة للعباءة التي ترتديها النساء في السعودية، تلائم احتياجاتها أثناء ممارستها الرياضة على شاطئ البحر، دون أن تتعرّض لإيقافها من قبل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بحجة أنّ لباسها غير محتشم.

وتحدّثت جوهرجي عن تجربتها وصديقاتها للعباءة بعد بدء سريان إلغاء حظر قيادة النساء للسيارة، يوم الأحد الماضي، فتقول إنّهن ارتدين عباءات من تلك التي صممتها خصّيصًا لهذا اليوم، وقدن سياراتهن إلى الشاطئ لينزلن منها بالعباءات الزاهية الألوان، ويركبن دراجاتهن الهوائية ويمارسن رياضتهن، وسط بحر من العباءات السوداء الفضفاضة.

وتصمم إيمان جوهرجي هذه العباءات منذ عام 2007، لها فقط في بداية الأمر، وذلك بعد أن "شعرت بالإحباط من عدم وجود عباءات تسمح بالركض أو ركوب الدراجات"، لتسمّي العباءة التي صممتها ب"العباءة الرياضية" وتبدأ بصنعها وبيعها لصديقاتها.

وتعرض العباءات التي تصممها إيمان تصميمات للأنشطة المختلفة فمنها عباءات للقيادة وأخرى أقصر في طولها تسمح باستخدام بدالات الدراجات. لكن الأهم بالنسبة لإيمان جوهرجي أنها لم تستخدم اللون الأسود على الإطلاق، معتبرةً أن تصميماتها "للحرية، للإقدام على الحياة، للمرونة، للسهولة وللراحة، مضيفةً أنّ النساء يتعطّشن للألوان الّتي يعشقنها، في ظلّ امتلاء حياتهنّ بالعباءات السوداء.

الكلمات الدلالية : عباءات, رياضية, ملونة, للسعوديات, خروج, الأسود, للوردي؟,