الجمعة 22 يونيو 2018 09:04 م بتوقيت القدس
قال وزير الأمن الداخلي، غلعاد أرادن، امس الخميس، إنه من المرجح جدا أن يشرع جيش الاحتلال الإسرائيلي، بعملية عسكرية شاملة وواسعة النطاق في قطاع غزة في الأشهر المقبلة.
تصريحات الوزير أردان وردت خلال مقابلة أجرته معه "إذاعة الجيش"، وذلك ردا على سؤال حول السبل لمواجهة التصعيد على جبهة غزة، لافتا إلى أن عملية عسكرية شاملة من شأنها ردع الفصائل الفلسطينية عن إطلاق الصواريخ على جنوب البلاد.
بالمقابل رجحت صحيفة "معاريف" إن الأحداث الأخيرة على جبهة غزة، هي في الواقع نوع من "البروفة" العامة لما يحتمل أن يكون مواجهة أوسع، من جانب آخر قالت الصحيفة: "لقد أثبتت جولة المناوشات من الناحية العملية أن القبة الحديدية بقدر ما هي جيدة إلا أنها لم تحقق استجابة كاملة في صد قذائف الهاون والصواريخ قصيرة المدى".
تنسجم تقديرات الصحيفة مع تصريحات أردان، وهو عضو المجلس الوزاري المصغر لشؤون السياسة والأمن (الكابينيت)، الذي تطرق إلى الطائرات الورقية والبالونات الحارقة التي تطلق من غزة وتتسبب بحرائق بالجنوب ويفشل جيش الاحتلال الإسرائيلي في مواجهتا، قائلا: "يجب استهداف كل من يطلق الطائرات الورقية"، وهو ذات الموقف الذي عبرت عنه وزيرة القضاء الإسرائيلية، أييليت شكيد التي قالت: "لا يوجد فرق بين طائرة ورقية والقسام، ونحن لا نحتاج إلى احتواء الطائرات الورقية".
إلى ذلك، أوضحت صحيفة "هآرتس" أن الجيش الإسرائيلي يقلل من تداعيات وتأثير الطائرات الورقية الحارقة والضرر الذي تسببت به للتجمعات السكنية الإسرائيلية في "غلاف غزة"، كما أنها ليس من المفروض أن تؤثر على قرارات المستوى السياسي، لكن تقرر في هيئة أركان الجيش عدم تدمير منصات إطلاق الطائرات الورقية خوفا من إلحاق الضرر بالسكان غير المتورطين والتصعيد الذي قد تسببه، على حد قول الصحيفة.
وقال المحلل العسكري للصحيفة/ عاموس هرئيل إن "الطريق إلى جولة أخرى من القتال أصبحت أقصر، فليلة تبادل إطلاق النار على الحدود مع قطاع غزة تشير إلى تغير جوهري في الوضع الأمني هناك".
وتابع: "لقد أصبحت إسرائيل وحماس الآن في واقع مختلف تمامًا عما كان عليه في قطاع غزة طوال نحو أربع سنوات، منذ نهاية عملية الجرف الصامد".
ويرجح إن الإنجاز الرئيسي للعملية من وجهة نظر إسرائيل، وهو الهدوء النسبي الذي أعاد تدريجياً الإحساس بالأمن لدى سكان محيط غزة، بدأ يتآكل. تم استبداله بمظاهرات عنيفة، مشبعة بالإصابات في الجانب الفلسطيني، الطائرات الورقية التي أشعلت النار في حقول وغابات منطقة غلاف غزة، والآن أيضا الصواريخ وقذائف الهاون.
هذا الطرح يتناغم مع تقديرات المحلل العسكري لصحيفة "يسرائيل هيوم"، يوآف ليمور، الذي قال: "القصف بالقصف" وتلاشي صبر إسرائيل، فهذه خلفية الليلة البيضاء التي قضاها أمس سكان غلاف غزة، الجيش الإسرائيلي هاجم أهدافًا لحماس في إطار الرد على "إرهاب الطائرات الورقية"، وردت حماس بإطلاق النار صوب إسرائيل".
وعلى خلاف الحالات السابقة، يقدر ليمور فقد نفذت غالبية إطلاق القذائف بنفسها، لكنها حرصت على العمل بطريقة مراقبة؛ في الليل فقط، وعلى البلدات القريبة من السياج فقط، ومن خلال محاولة التأكد من عدم وقوع اصابات لكي تمنع حدوث تدهور غير مرغوب فيه.
ولتغيير سياسة حماس سببان مركزيان يقول المحلل العسكري: "السبب الأول هو تغيير السياسة الإسرائيلية فيما يخص "إرهاب الطائرات الورقية"، استغرقت إسرائيل وقتًا طويلًا للغاية في الرد، واعتبار الطائرات الورقية إرهابًا يجب العمل ضده، ولكن عندما حدث ذلك؛ بدأت بتحرك منهجي تضمن إطلاق النار بالقرب من مطلقي الطائرات الورقية، وبالقرب من السيارة التي تقلهم، وكذلك مهاجمة أهداف حماس في غزة".
السبب الآخر، حسب ليمور، هو الضائقة الداخلية لدى حماس في غزة، فمنذ بدأت الأحداث حول السياج لديها أكثر من 150 شهيدا، ونفذ الجيش الإسرائيلي حوالي 100 هجوم ضد أهداف التنظيم، وفي المقابل ليس لديها أي إنجاز، ولم يُصب أي إسرائيلي؛ في هذا الوضع تبحث حماس عن شيء لتمتلكه، ووضع خطوط حمراء واضحة أمام إسرائيل مثل الإعلان عن ان "القصف سيُقابل بالقصف"، وضعته بصفتها من يدافع عن غزة في وجه إسرائيل.
ووفقا لتقديرات الجيش الإسرائيلي، تحاول حماس التمادي بالتصعيد في قطاع غزة إلى "الخط الأحمر" الذي من شأن إسرائيل عدم السماح بتخطيه، وذلك بغية إرغامها على شن عملية عسكرية شاملة، حيث يرجح الجيش أن حماس تخطت الخطوط الحمراء، ما يعني أن هناك تقديرات للهجوم.
ومع ذلك، تعتقد المصادر العسكرية أن قرار حماس إطلاق الصواريخ على جنوب البلاد ليلا وفقط في المناطق المجاورة لغزة، بالإضافة إلى العدد المنخفض نسبيا من البالونات الحارقة والطائرات الورقية التي تم إطلاقها مؤخرا، تشير إلى السياسة التي حددتها حماس في التعامل مع إسرائيل.
وردا على تقديرات الجيش، قال إردان: "حماس ليس لديها تقديرات حيال نفاذ صبر الجيش الإسرائيلي، أو حيال رد الفعل والعمليات العسكرية والضربات التي ننفذها بهذه المرحلة، حركة حماس ليست معنية بتصعيد من شأنه أن يؤدي إلى مواجهة عسكرية شاملة".