الثلاثاء 01 مايو 2018 12:07 م بتوقيت القدس
هدمت جرافات وآليات السلطات الإسرائيلية بحماية من الشرطة منزلا يعود لعائلة الحميدي في قرية صووين، مسلوبة الاعتراف بالنقب، جنوبي البلاد، صباح اليوم، الثلاثاء.
وتركت السلطات زوجين في العراء بعد هدم منزلهما الذي كلفهما أموالا طائلة.
وقال رئيس اللجنة المحلية لقرية صووين، خالد الصلعان، لـ"عرب 48" إن "السلطات الإسرائيلية تفاجئنا دائما في بذل جهود كبيرة وقدرتها على هدم المنازل وعدم قدرتها على إنقاذ مصاب أو نقل مريض أو إخماد حريق".
وأكد أن "السلطات الإسرائيلية تحاربنا وتحارب حقوقنا الأساسية بالعيش الكريم والآمن في منازلنا. لقد هدمت قوات الهدم، اليوم، بيتا لعريسين جديدين وكأنها تعلن أن الزواج والتكاثر والعيش ليس حقا طبيعيا لنا".
صووين
وتقع صووين التي يعيش فيها نحو 8 آلاف نسمة شرق بلدة شقيب السلام وغرب قرية أبو تلول مقابل مستوطنة "نفاتيم"، تسكنها عدة عشائر منها الأعسم، النباري، العزازمة، الحمامدة، الربايعة، الحميدي، الأصلع، العثامين وغيرها.
وتنعدم الخدمات الأساسية في القرية بشكل كامل، فلا وجود لشبكة مياه ومجاري وكهرباء وعيادات صحية، بالإضافة إلى انعدام الشوارع والمدارس وغيرها من المؤسسات الخدماتية.
جرائم اقتلاع وتهجير
وأدت جرائم هدم البيوت المُسلطة على القرى العربية في النقب إلى تكوين وضع غير إنساني لحياة عرب النقب على أرضهم، فمنذ بداية العام 2016 وحتى نهاية العام 2017 فقط جرى هدم 2200 مبنى على أيدي السلطات الإسرائيلية وذلك حسب معطيات وزارة الأمن الداخلي الإسرائيلية.
بالإضافة إلى التصاعد في عمل ماكنة الهدم، أوضحت الإحصائيات الأخيرة الاتساع الكبير في ظاهرة الهدم الذاتي، حيث تفرض السلطة الغرامات الباهظة على السكان العرب لإجبارهم على هدم بيوتهم بأيديهم.
ما قبل النكبة
وكان عدد السكان العرب البدو في النقب قبل العام 1948 ما يقارب 90 ألف نسمة، وتنظموا في 95 قبيلـة. وأغلبيّـة بـدو النقـب فروا أو طـردوا خلال النكبة في العام 1948 وبعدها، وأصبحوا لاجئين في الدول العربيّة المحيطة وفي المناطق الفلسطينيّة التي لم تحتلها إسرائيـل في العـام 1948. وهكـذا، لم يبق منهـم في النقب مع حلول العـام 1952 إلا 11 ألف نسـمة.
وسـيطرت السلطات الإسرائيليّة على معظم أراضي النقب، وهكذا فقد البدو حريّة الحركة مع قطعانهم وحريّة زراعة أراضيهم. وتم إبعاد 12 قبيلة من القبائل الـ19 المتبقية في النقب عن أراضيهم، وحُصر السـكان كافة في منطقة مغلقة معدة لذلك في الجهة الشرقية الشمالية للنقب تمثل %10 فقط من الأراضي التي سيطروا عليها قبل العام 1948. بالإضافـة إلى ذلك، ُوضعوا تحت حكم عسـكري حتى العام 1966، وهو ما عنى أن أنهم لم يسـتطيعوا العودة إلى أراضيهم وزراعتها، وأنهم كانوا منعزلين عن السكان الفلسـطينيين في أرجـاء أخرى من البـلاد، وأنهم كانوا بحاجة إلى تصاريـح خاصة لمغادرة القطاعـات المعـدة لهم مـن المنطقة المغلقة من أجـل الوصول إلى أماكن العمل، والدراسـة، والرعايـة الصحيّة، والأسـواق، وغيرها.
ومثلت التقييدات التي فرضتهـا الحكومة الإسرائيليّة نوعا من الإقامة القسريّة والتي أنهت، عمليٍّا، نمط الحياة المتنقل وشبه المتنقل.