الجمعة 13 ابريل 2018 13:59 م بتوقيت القدس
من الواضح أن الهجوم المفاجئ من قبل رئيس الولايات المتحدة لا يعدو عن سببٍ وحيد حسب محللين، حيث أن التغريدة التي أطلقها ترامب جاءت كرد على تصريح السفير الروسي في لبنان ألكساندر زاسبكين والذي صرح في لقاء عبر فضائية المنار التابعة لحزب الله مساء الثلاثاء قال: "أي صاروخ أمريكي باتجاه سيتم إسقاطه وسيتم استهداف المكان الذي أطلق منه".
وهو ما تخطى تصريح رئيس هيئة الأركان الروسي فاليري جيراسيموف الشهر المنصرم بأن "روسيا لديها معلومات عن هجوم كيميائي مفبرك يتم الإعداد له بهدف إيجاد ذريعة لتدخل الولايات المتحدة في سوريا".
لذا فمن المرجح أن تغريدة ترامب جاءت في سياق الرد على ما تم التصريح به من السفير الروسي، وبعد دقائق استدرك ترامب الأمر أن رده كان لاذعاً وتوتيرياً وقد تنشأ عنه حرب في سوريا فبادر إلى إطلاق تغريدة ثانية أكثر لطفاً قال فيها: "كل الدول بحاجة للعمل سوياً لوقف سباق التسلح"!
صحيفة الجارديان وصفت تغريدة ترامب أنها "صورة واضحة ومخيفة عن كيفية اندلاع الحروب من خلال سوء التقدير"، مرجحة أن التغريدة جاءت كرد على السفير الروسي وفي إطار السجال الكلامي ليس إلا.
من جهة أخرى قال مالكوم دايفيس كبير محللي الدفاع الاستراتيجي: "إن التغريدة لم تكون سوء تقدير، بل إنها رسالة واضحة لروسيا تعكس وجهة نظر الولايات المتحدة خلال الفترة القادمة، حيث أنها تمثل مستوى كارثي جديد؛ لأن روسيا الآن في وضع المتأهب بعد تحدي ترامب ما يدفع روسيا لإسقاط أي صاروخ كروز أمريكي يستهدف الأراضي السورية، وتابع قائلاً: "إن الحرب الباردة القائمة هي الوسيلة المثلى لتوسيع دائرة الفعل ورد الفعل بين الدولتين".
فيما عزا محلل CNN الأمريكية أن تصرف ترامب هو مخالفة لقاعدة ذهبية يتبعها ترامب عادة وسبق أن انتقد العديد من الساسة لمخالفتها مثل أوباما وهيلاري كلينتون وهي: "ألا تدع عدوك يعرف ما هي خطوتك القادمة..!"
وبين هذا الرأي وذاك يبقى الوضع مرشحاً لمزيد من التوتر، خاصة مع توالي التصريحات والردود من قبل المسؤولين في كلا الدولتين.