الثلاثاء 16 يناير 2018 08:10 م بتوقيت القدس
أقدم موظف في شبكة "عيليت" فرع جامعة حيفا، على نشر منشورات في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" يدعو من خلالها لقتل العرب والتحريض عليهم، بالإضافة لنشر صور مستفزة لمشاعر الفلسطينيين، الأمر الذي أثار ردود فعل غاضبة من قبل الطلاب العرب، ما دفعهم للدعوة إلى مقاطعة فرع الشبكة في الجامعة.
وفي هذا الصدد، قال عضو لجنة نقابة الطلاب وعضو التجمع الطلابي في جامعة حيفا، علي زبيدات، في حديث لـ"عرب 48"، "اكتشفنا المنشورات التابعة لموظف فرع عيليت جامعة حيفا مؤخرًا، والذي يدعو من خلالها لقتل العرب صراحةَ، الأمر الذي استفز مشاعرنا جميعا، فبدأنا بخطوات عملية لتحصيل حق الطلاب العرب من خلال توجهي لعميدة الطلاب في الجامعة، جاني كورمان، وإطلاعها على القضية، ومن ثم أرسلت بالتعاون مع العميدة رسالة منددة بفعل الموظف لإدارة شركة عيليت، وكان رد الشركة بإبعاد الموظف عن العمل لغاية بداية الأسبوع".
وأضاف زبيدات أن "هذا ليس الرد المنتظر من الشركة، بل أنه أقل من التوقعات بمراحل، ولكنها سابقة من نوعها في تحصيل حقوق الطلاب، إذ أن العميدة عبّرت من خلال تصرفها وتعاونها أن أي شخص يصرح بمثل هذه التصريحات غير المسؤولة والمحرضة سيعاقب، وهذا رد على كثير من الأسئلة التي تخص التعامل مع مثل هذه القضايا".
وختم زبيدات أن "هذه القضية جزء من القضايا التي يعاني منها المجتمع العربي في الداخل وخاصة الطلاب العرب الذين هم جزء هام من مركباته، ولذلك تجدر المطالبة والدعوة مجددا لتوحيد الصفوف وإنشاء لجنة طلاب للعرب، تعنى بقضايا الطلاب الأكاديمية منها والسياسية، فكلنا يعلم السياسة التي تنتهجها الجامعات الإسرائيلية ضد طلابها العرب، لذلك يتوجب علينا بناء جسم يحتوي الطلاب".
وتندرج المنشورات التي نشرها موظف "عيليت"، تحت جرم التحريض على القتل بحسب القانون الإسرائيلي، وفي هذا السياق شرحت طالبة الحقوق وعضو لجنة حقوق الطلاب العرب لونا شقور لـ"عرب 48" أن "هناك فرق كبير بين حرية التعبير وبين التحريض وإيذاء المشاعر، وعندما نلخص حرية التعبير فنلخصها بمضمون هادف يرسل من المرسل للمتلقي بهدف المنفعة، دون الإيذاء، وهذا ما لم نراه بمنشورات الموظف، بل هو تفوّه بكلمات تحريضية يعاقب عليها القانون الإسرائيلي، لذلك خاب أملنا من رد الشركة على تصريحات أحد موظفيها، معللين بأن المنشورات تعد قديمة ويمكن أن يتغير الشخص، رد مثير للسخرية".
وختمت أن "هذه فرصة لإعادة المطالبة بلجنة طلاب عربية، تتابع هموم الطلاب وقضاياهم وهو ما نفتقده في جامعة حيفا للأسف، فمثل هذه القضايا كان يمكن أن تأخذ مسارًا أقوى لو كانت تحت إشراف لجنة مختصة بالطلاب العرب".
هذه الظاهرة هي نتاج السياسة العنصرية التي تنتهجها الحكومة الإسرائيلية على مدى عقود، وسياسة الملاحقة السياسية المستمرة وتحريض السلطات الإسرائيلية العلني والصريح على كل ما هو عربي في محاولة لتجريم العمل السياسي الفلسطيني في أراضي الـ48.
وكشفت دراسة أجراها عدد من الباحثين الإسرائيليين ومحاضرين في جامعة تل أبيب في العام 2017، عن الفجوة الواقعة بين المواطنين اليهود والعرب نتيجة سياسة الحكومة التي لا تستجيب للدعوات التي تحثها على تقليص الفجوة بين اليهود والعرب، كما كشفت أن نسبة 95% من المواطنين العرب يشعرون بالعنصرية المجحفة بحقهم.