الثلاثاء 09 يناير 2018 20:54 م بتوقيت القدس
كشفت معلومات صحفية عن تورّط دولة الإمارات في عمليات الاغتيال التي طالت قيادات "أحرار الشام"، أكبر حركة ضمن فصائل المعارضة السورية وأكثرها انتشاراً، و"جيش الإسلام" الذي يعد من أكبر الحركات المسلحة السورية المناهضة لنظام الأسد.
وتطرقت صحيفة "يني شفق" التركية، في عددها الاثنين، إلى تفاصيل عمليات الاغتيال التي طالت القادة الميدانيّين لحركتي "أحرار الشام"، على رأسهم حسن عبود و45 قائداً عسكرياً وسياسياً من الحركة، ومن "جيش الإسلام" قائده زهران علوش، وغيره من القادة، حيث تمّ تمرير معلومات عنهم وعن أماكن وجودهم لنظام الأسد، عبر الاستخبارات الإماراتية.
ويشار إلى أن حركة أحرار الشام الإسلامية أعلنت عن نفسها في نهاية 2011 وذلك باتحاد أربعة فصائل إسلامية سورية وهي: "كتائب أحرار الشام" و"حركة الفجر الإسلامية" و"جماعة الطليعة الإسلامية" و"كتائب الإيمان المقاتلة"، وانضوت مع فصائل إسلامية أخرى في "الجبهة الإسلامية".
وتنتشر قوتها في محافظات إدلب وحلب وحماة، حيث برزت قوتها في مواجهة جيش النظام في مواقع عدّة كتفتناز وجبل الزاوية ومدينة حلب وسراقب وأريحا ومحافظة الرقة شرقي سوريا.
أبو علي، الذي تولى قيادة تنظيم "الجبهة الإسلامية" التي شُكلت بتوحد الحركات المناهضة لنظام الأسد، خلال الفترة من 2014-2016، سقط قتيلاً نتيجة عملية اغتيال، ثبت أن المعلومات الاستخبارية لتلك العملية قدمتها الإمارات العربية المتحدة للقوات الأمنية لنظام الأسد.
وقبلها قتل زهران علوش، يوم الجمعة 25 ديسمبر 2015، بغارة جوية استهدفته مع بعض قياديّي "جيش الإسلام" في الغوطة الشرقية بريف دمشق.
وتقول الصحيفة: "ليس من الصدفة أن يتمّ فتح الطريق أمام تنظيم الدولة وبي كي كي، للتوسّع في المنطقة بعد تنفيذ الاغتيالات تلك نتيجة تعاون إماراتي، سعودي، إسرائيلي، أمريكي، روسي مع نظام الأسد".
أبو علي الذي عمل كقائد ميدانيّ سابق في الجبهة الإسلامية كشف، في إفادات سابقة لصحيفة "يني شفق"، أنّ "الاغتيالات التي طالت قادة بارزين في الحركات تلك نتيجة للإهانة الإماراتية، ليس الهدف منها فقط إضعاف جبهة المعارضة، بل كان في الوقت نفسه محاولة لفتح المجال أمام تنظيمي داعش وبي كي كي الإرهابيّين للتوسّع وبسط نفوذهما في المناطق تلك".
وكشف أيضاً أن "السمة المشتركة بين هؤلاء القادة الذين تمّت تصفيتهم، وبتعاون إماراتي؛ هي مواقفهم المعارضة للولايات المتحدة في المنطقة، أكثر من معارضتهم لنظام الأسد نفسه".
وتابع أبو علي: "على سبيل المثال، كان القائد الميداني السابق عبد القادر صالح يقول إذا أرسلت الولايات المتحدة قوات إلى أراضينا فسوف نقاتل ضدّ القوات الأمريكية دون تردد".
أما دليل التورّط السعودي فهو أنّ القائد علوش تمّ تثبيت مكان وجوده ومن ثم تفجيره بواسطة أداة الاتصال الوحيدة التي كانت تعمل عبر قمر صناعيّ خاص، تمّ تركيبها في المركبة التي ظلّ يستخدمها علوش، والتي تمّ توفيرها بواسطة جهات سعودية؛ مما يعني أنّه تم تتبع القائد علوش وأتباعه من خلال هذا النظام، بحسب الصحيفة.
وأثبتت التحقيقات الميدانية التي جرت بعد الحادث، كما تقول "يني شفق" التركية، أنّ معلومات تثبيت موقع وجود علوش تم تسليمها أول الأمر إلى الإمارات، ثمّ أوصلها وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد لبشار الأسد عبر شقيق الأخير ماهر الأسد.
وتذكر الصحيفة أنه "يرجع السبب وراء استهداف نظام الأسد والمخابرات الإماراتية والسعودية والإسرائيلية لحركة "أحرار الشام"، هي خوض الأخيرة معركة ضخمة في يناير 2013 استهدفت من خلالها مطار تفتناز العسكري للمروحيات، وتمّت السيطرة عليه بالكامل بمشاركة "جبهة النصرة" و"لواء صقور الشام" والسيطرة على ما يحويه من طائرات ومعدّات وذخائر، وأيضاً شاركت بفعالية مع "الجيش الحر" و"لواء صقور الشام" في معارك وادي الضيف في بلدة معرة النعمان بريف إدلب".
وبالإضافة إلى ذلك كله، "كانت المرحلة نفسها من أهم المراحل التي مرت بها سوريا؛ حيث سجلت الحركات المعارضة تقدماً ملحوظاً في المناطق التي يسيطر عليها النظام في عموم سوريا".
وتابعت الصحيفة القول: "قامت حركة "أحرار الشام" خلال الفترة نفسها بوضع خطة محكمة للتقدم نحو اللاذقية عبر محور إدلب- جسر الشعور. وفي حال نجاح تلك الخطة كان سيفقد معها الأسد العاصمة المعنوية لنظامه، وأيضاً كان سيفقد معها 70% من الأراضي التي تحت سيطرته في عموم سوريا. لكن بسبب عملية الاغتيال التي طالت كلّ قيادات الصف الأول والقادة السياسيين والميدانيين لحركة "أحرار الشام" التي جرت في 9 سبتمبر 2014، فقدت الخطة مفعولها".