الاثنين 11 ديسمبر 2017 16:03 م بتوقيت القدس
يحل علينا رسميا فصل الشتاء خلال الشهر الحالي ، وعادة ما يصاحبه العديد من الامراض التلوثية والأمراض المعدية واكثرها انتشارا هي الانفلونزا والالتهاب الرئوي. حول هذه الأمراض الشائعة واعراضها وطرق الوقاية منها يحدّثنا مع د. محمد طه، أخصائي في الامراض الباطنية والامراض المعدية والالتهابات وطب الطوارئ ومدير وحدة الالتهابات والامراض التلوثية في مستشفى الناصرة – الانجليزي.
ما هي الامراض التلوثية ولماذا تنتقل العدوى أكثر في الشتاء ؟
بداية، تعرف الامراض التلوثية على انها تحدث نتيجة التهاب بسبب البكتيريا أو الفيروسات وتحدث عادة نتيجة انتقال العدوى من مسبب المرض الى شخص اخر، فمثلا الالتهاب الرئوي هو عبارة عن تلوث في الرئتين نتيجة الميكروبات او الفيروسات ومن أعرضه السعال، ارتفاع ملحوظ على درجة حرارة الجسم، صعوبات في التنفس وضيق في النفس. أسباب الالتهاب الرئوي، بوجه عام، هي الاصابة بالجراثيم الميكروبية او الفيروسية وتأتي عادة بعد تعرض المصاب الى فايروس الانفلونزا الذي يضعف المناعة في الشعب الهوائية ويسهل عمل الجراثيم في المناطق المصابة. تنتشر الامراض في الشتاء بسبب انتقال العدوى من شخص الى اخر عن طريق اللمس المباشر أو غير المباشر لمريض أو مسطحات ملوثة بالبكتيريا أو الفايروسات، أو عن طريق العطس والسعال أو الهواء. كما ويساعد على انتشار العدوى، المكوث الطويل في اماكن بدون تهوئة مثل المؤسسات التعليمية أوالمستشفيات وهنا أود الاشارة الى ان زيارة المستشفيات لأشخاص معافين تعرضهم للإصابة بأمراض تلوثيه تتميز بأنها أكثر خطورة وأكثر مقاومة للمضادات الحيوية ومن هنا انصح المعافين والزائرين للمستشفيات بتقليل وقت وجودهم في المستشفى قدر المستطاع واتباع معايير السلامة وعدم لمس المريض والمسطحات المختلفة في المستشفى حيث يوجد بجانب كل سرير في المستشفى قارورة تحتوي على معقم يجب على المرضى والزوار استعمالها وتنقية ايديهم باستمرار.
من هم المعرّضون للإصابة بالالتهاب الرئوي والانفلونزا ؟
المجموعات المعرضة للإصابة بالالتهاب الرئوي وفيروس الانفلونزا اكثر من غيرها، هم المسنون فوق سن 65 عاما، والذين يعانون من أمراض مزمنة مثل: مرضى السكري، مرضى القلب والكبد والربو والفشل الكلوي المزمن والانسداد الرئوي المزمن وغيرها من الامراض المزمنة كذلك عند الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي بشكل عام والذين يعانون من سوء في التغذية أو يعيشون ويتواجدون في حالة اكتظاظ مع اشخاص اخرين كما هو في المؤسسات التعليمية مثلا أو المستشفيات.
ما هي طرق العلاج والوقاية المتاحة؟
- اولا، درهم وقاية خير من قنطار علاج، ومن الافضل عدم الوصول الى حالة الاصابة بالمرض، احدى طرق الوقاية من الالتهاب الرئوي هي تناول لقاح وتطعيم ضد المرض وهو مهم وضروري لمن هم فوق 65 عاما ولدى الشرائح المعرضة للإصابة بالالتهاب الرئوي اكثر من غيرها والتي ذكرتها سابقا.
بالنسبة لطرق العلاج فهي كثيرة وتتعلق بمسبب الالتهاب. بشكل عام عادة ما يتم العلاج بواسطة المضادات الحيوية وإذا لم يطرأ تحسن على حالة المريض ربما يستدعي العلاج بالمضادات الحيوية عن طريق الوريد ويستدعى الرقود في المستشفى خاصة عند من يعانون من أمراض مزمنة والكبار في السن أو الذين حصلت عندهم تعقيدات مرضية بسبب الالتهاب الرئوي.
كما ومن المهم القيام بعدد من الامور لتحسين شعور المريض، خلال فترة علاج الالتهاب الرئوي. فعلى سبيل المثال، الاكثار من الراحة ومن شرب السوائل، إضافة إلى الامتناع عن التدخين. وإذا كان السعال يثير ضيقا شديدا ويمنع المريض من النوم الطبيعي خلال الليل، فمن المفضل استشارة الطبيب بشأن تناول دواء ضد السعال.
الالتهاب الرئوي الذي ينجم عن التعرض لفيروس لا يتم معالجته بالمضادات الحيوية،. ولكن في بعض الحالات يتم معالجته عن طريق المضادات الفيروسية، اما الالتهابات الميكروبية فيتم علاجها عن طريق المضادات الحيوية، وكما ذكرت في بداية اللقاء درهم وقاية خير من قنطار علاج، فعلى ممن هم فوق جيل 65 عاما والمرضى الذين يعانون من الامراض المزمنة التي ذكرتها التوجه الى الطبيب المعالج لتلقي التطعيم اولا لفيروس الانفلونزا وثانيا ضد الالتهابات الميكروبية والالتهاب الرئوي. التطعيم للانفلونزا هو سنوي والتطعيم لالتهاب الرئوي مره واحدة في الحياة ويخدم لمدة 5 سنوات عند مجموعات الخطر.
هناك تخوف من التطعيمات لدى الجمهور العام، ما رأيك؟
- تشير الاحصائيات العالمية الى ان التطعيمات ضد الانفلونزا وضد الاتهاب الرئوي هي امنة بنسبة ما بين 70% -90% والاعراض الجانبية خفيفة وعابرة مثل ارتفاع بسيط على درجة حرارة الجسم لمدة يوم أو يومين. الكثير من الاوبئة والامراض مثل الحصبة، الجدري، شلل الاطفال والقائمة طويلة، انخفض انتشارها بنسبة 99% بفضل التطعيمات. كما وأن التطعيم للانفلونزا والالتهاب الرئوي لا يحتوي على مادة حية من البكتيريا أو الفايروس مما يجعل من الاعراض الجانبية قليلة جدا.
مره أخرى الوقاية خير من العلاج لهذا استعدوا لأمراض الشتاء وخاصة الانفلونزا والالتهاب الرئوي ولا تنتظروا انتشار المرض داخل البيت وحافظوا على صحتم وصحة كبار السن وصحة عائلاتكم وأحبائكم والامتناع قدر المستطاع عن زيارة المستشفيات والمراكز الطبية الا وقت الضرورة واتباع الارشادات لمنع انتقال العدوى.