الثلاثاء 05 ديسمبر 2017 14:59 م بتوقيت القدس
نشرت مجلة “إيكونوميست” تقريرا، تعلق فيه على مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، قائلة: “لسعته الأفعى” في النهاية.
وتقول المجلة إن “نهاية صالح كانت فظة وتنقصها الكياسة، لزعيم عربي سيطر على بلاده لمدة أربعة عقود، ففي 4 كانون الأول/ ديسمبر قتل الديكتاتور اليمني خارج العاصمة صنعاء، التي كانت تعيش حالة من الشلل بسبب القتال الذين اندلع بين أنصار صالح والحوثيين”.
ويشير التقرير، الذي ترجمته “عربي21″، إلى أنه تم نشر فيديو على الإنترنت أظهر جسد صالح المدمي وهو ملفوف ببطانية، ويحيط بها متمردون، لافتا إلى أن تلفزيون الحوثيين وصف صالح بزعيم “الخونة”.
وترجح المجلة أن “يصعد مقتل صالح الحرب الأهلية، التي مضى عليها ثلاثة أعوام، التي دمرت البلاد، حيث تعطي وفاته صورة مصغرة عن تعقيدات اليمن: فقتل صالح على يد عدو تحول إلى حليف ليصبح عدوا مرة أخرى”.
ويلفت التقرير إلى أن صالح كان رجلا عسكريا وصل إلى السلطة في عام 1978، وقاد بعد ذلك حربا أهلية وحدت البلاد عام 1994، مشيرا إلى أنه اتهم خلال عقدين من حكمه بتبذير مليارات الدولارات التي تعود إلى خزينة أفقر دولة عربي، وخاض حربا شرسة ضد الحوثيين، وهي جماعة تضم الكثير من الزيديين الشيعة الذين شعروا بالتهميش.
وتذكر المجلة أن صالح واجه في عام 2011 احتجاجات ضخمة في فترة الربيع العربي، ونجا من محاولة اغتيال خلفت آثارها عليه، مشيرة إلى أن دول الخليج أجبرته في النهاية على تسليم السلطة، واستبدلته بنائبه عبد ربه منصور هادي.
وينوه التقرير إلى أن الحوار الوطني الذي دعمته الأمم المتحدة ترنح في النهاية؛ لأن الحوثيين شعروا بالحرمان، وفي عام 2014 احتل مقاتلوهم العاصمة صنعاء، وخلصوا الكثيرين من حكم هادي “العاجز”، ووجدوا حليفا غير متوقع في صالح، الذي وجد فرصة للعودة إلى الحياة السياسية والتأثير، فوصل مقاتلوهم خلال ستة أشهر إلى ميناء عدن في الجنوب.
وتبين المجلة أن “الحوثيون كشفوا عن عجز كبير في الإدارة، ودفع نجاحهم السعودية للتدخل العسكري. وقصف التحالف، الذي تقوده السعودية ولأكثر من عامين، اليمن، ما أدى إلى مقتل حوالي 10 آلاف شخص معظمهم من المدنيين، وانتشر الجوع والأمراض على نطاق واسع في البلاد، وتحول النزاع إلى حرب أخرى من حروب الوكالة الجارية في العالم العربي بين السعودية وإيران، التي قدمت دعما محدودا للحوثيين”.
ويستدرك التقرير بأنه رغم التفوق العسكري للرياض، إلا أن السعودية كافحت لهزيمة عدو ضعيف، واستطاع الحوثيون ضرب العمق السعودي بصواريخ باليستية مرتين الشهر الماضي، لافتا إلى أن صالح كان يقود مقاتلين من القبائل، حيث أعلن الأسبوع الماضي فجأة عن تغييره موقفه وإنهاء تحالف ثلاثة أعوام مع الحوثيين.
وتذكر المجلة أنه بدعم من الطيران السعودي، قام المقاتلون التابعون لصالح بالسيطرة على أجزاء كبيرة من العاصمة، وشجب صالح في خطاب متلفز يوم 2 كانون الأول/ ديسمبر التهور الذي يتميز به حلفاؤه السابقون، ودعا لحوار مع التحالف الذي تقوده السعوديين.
ويفيد التقرير بأن حظوظ صالح تراجعت في يومين، حيث استعاد الحوثيون معظم المناطق التي خرجت عن سيطرتهم، وحاصروا منطقة القصر الرئاسي وفجروه، وقتل أكثر من 120 شخصا في مواجهات الأسبوع الماضي، بحسب الصليب الأحمر الدولي، وكان الرئيس السابق واحدا منهم.
وتعلق المجلة قائلة إن “مقتل صالح يعد بمثابة إحراج للسعوديين، خاصة ولي العهد الشاب الأمير محمد بن سلمان، الذي عانى من سلسلة من الفشل على صعيد السياسة الخارجية، وستفتح وفاته حربا جديدة بين الحوثيين وأنصار صالح، الذين فقدوا الآن زعيمهم، وقد يحاول أحمد، نجل صالح المقرب من الإمارات، أن يملأ مكان والده، وكذلك علي محسن الأحمر، وهو أحد حلفاء صالح السابقين ويعمل الآن مع هادي”.
وتختم “إيكونوميست” تقريرها بالإشارة إلى أن “النتيجة ستكون معركة متشرذمة، ومعاناة جديدة لـ 28 مليون يمني، ثلاثة أرباعهم بحاجة إلى المساعدات الإنسانية”.