السبت 14 اكتوبر 2017 16:32 م بتوقيت القدس
أوردت وكالة الأناضول الرسمية التركية بتقرير خاص ما قالت إنها أبرز تحركات وتدخلات السفير الأمريكي لدى انقرة جون باس،بالحياة السياسية والداخلية التركية على نحو مخل بالأصول الدبلوماسية وعلاقات الدول .
وقال التقرير إن الأمر وصل بالسفير للتدخل بأعمال القضاء التركي ، الى جانب تصريحاته الكثيرة التي طالما اغضبت الحكومة والشعب التركي على حد السواء.
وقال التقرير “مؤخرا، صدر حكم قضائي تركي بحبس “متين طوبوز” (تركي الجنسية)، الموظف في القنصلية الأمريكية بمدينة إسطنبول، بتهم بينها “التجسس، ومحاولة قلب نظام الحكم في تركيا، والعمل ضد الدستور والحكومة التركيين”.
وبعد هذا الحكم بأيام، أدلى السفير الأمريكي بتصريحات مثلت تدخلا صارخا في عمل القضاء التركي، بينها وصف محاكمة “طوبوز” بأنها “بحث عن الانتقام”.
وتاليا نورد بصورة متسلسلة وعلى مدار فترة وجود السفير الذي انتهت فترة خدمته بانقره أبرز محطات التدخل وفقا لتقرير “الأناضول” :
ـ موقفه من محاولة الانقلاب الفاشلة
عند حدوث محاولة الانقلاب في 15 تموز / يوليو 2016 رغم أنه معروف بتصريحاته وردود أفعاله السريعة، إلا أنه لم يعلق على تلك المحاولة الفاشلة إلا بعد مرور ثلاثة أيام .
وبعد أيام من محاولة الانقلاب، اتضح للسلطات التركية أن القنصلية الأمريكية في إسطنبول اتصلت بأحد أبرز المشتبه بهم في هذه المحاولة، وهو “عادل أوكسوز”.
وادعت القنصلية الأمريكية أن الاتصال كان بشأن إجراءات “تأشيرة دخول”.
وفي أيار / مايو الماضي، أكدت النيابة العامة في إسطنبول أنها سلمت السفارة الأمريكية في أنقرة استفسارات بشأن تواصل اثنين من أعضاء جماعة “غولن” الإرهابية معها، ومع قنصليتها في إسطنبول.
و يشتبه بضلوع هذين الشخصين في حادث توقيف شاحنات تابعة للاستخبارات التركية في ولاية أضنة (جنوب)، يوم 19 كانون / الثاني يناير 2014.
و آنذاك، أعلنت الحكومة التركية أن إيقاف الشاحنات يدخل ضمن مخططات الكيان الموازي ضدها (تقصد جماعة غولن)، في محاولة لإيجاد أزمة، والسعي إلى تقويض أركان الحكم.
ورغم طلبات تركيا المتكررة لواشنطن بتسليم زعيم جماعة غولن الإرهابية، المقيم في ولاية بنسلفانيا الأمريكية (شمال)، تكتفي السفارة الأمريكية بالقول إن العمل متواصل مع الجانب التركي بهذا الشأن.
ولم يتم تسجيل أي تقدم في ملف مثول غولن أمام القضاء التركي.
ـ تسليح تنظيم “ب ي د”
مرارا، نفى السفير الأمريكي تزويد بلاده لتنظيمات “ب ي د / بي كا كا” الإرهابية بالسلاح، لكن الشواهد أثبتت العكس.
فقبل أشهر، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “داعش” بقيادة الولايات المتحدة، يدعم تنظيم “ب ي د” وذراعه المسلح “ي ب ك”.
وهو ما علق عليه السفير الأمريكي قائلا إن “الحكومة الأمريكية لم تقدم السلاح والمتفجرات لـ (ب ي د) أو (ي ب ك).. نقطة.. انتهى”.
تصريح “باس” هذا أغضب حكومة أنقرة، ورد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بقوله، إن “الولايات المتحدة الأمريكية قدمت السلاح إلى (ي ب ك).. نقطة.. انتهى”.
بدوره، صرح وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي الخميس الماضي، بأن واشنطن قدمت معدات وأسلحة إلى تنظيم “ي ب ك” الإرهابي، من شأنها تجهيز جيش قوامه بين 40 و50 ألف فرد.
ـ التعامل مع الإعلام
في 27 تشرين الثاني / نوفمبر 2016، نشر السفير الأمريكي على صفحته بموقع “إنستغرام” صورة سوداء، وعلق عليها قائلا “أشعر بالقلق بسبب إسكات المزيد من أصوات الصحافة الحرة في تركيا”.
وجاء هذا تعليقا على توقيف رئيس تحرير صحيفة “حرييت” جان دوندار، ومدير مكتبها في أنقرة أردم غول، ضمن حملة لتوقيف مشتبهين في صلتهم بمحاولة الانقلاب الفاشلة.
ـ تنظيم “داعش”
خلال لقاء مع المراسلين الدبلوماسيين، الأربعاء الماضي، قال السفير الأمريكي إن تنظيم “داعش لم ينفذ هجمات إرهابية في تركيا منذ تسعة أشهر ونصف الشهر”.
ومضى قائلا إن “ذلك ليس نابعا من عدم رغبة التنظيم في مهاجمتها (تركيا)، بل لعدم تمكنه من ذلك بفضل التعاون الوثيق بين حكومتي واشنطن وأنقرة وبقية الحكومات”.
واعتبر مراقبون أتراك تصريحات السفير الأمريكي بمثابة “تهديد”، فيما علق المتحدث باسم الحكومة التركية بكر بوزداغ على تلك التصريحات بالقول إنه “على السيد السفير أن يصرح بما يقصده”