الثلاثاء 10 اكتوبر 2017 07:54 م بتوقيت القدس
ذكرت صحيفة “ميديابار” الفرنسية في تقريرٍ لها أنّ خالد خاني كان يبلغ من العمر سبع سنوات عندما كان شاهدا على عدة مجازر ارتكبها النظام السوري في محافظة حماة خلال سنة 1982، ويعيش خالد حالياً لاجئا في فرنسا، علما بأنه كان من بين السوريين الستة الذين تقدموا بشكوى رسمية في المحاكم السويسرية للمطالبة بمحاسبة عم الدكتاتور السوري، رفعت الأسد.
ووجهت الصحيفة، في تقريرها، جملة من الأسئلة للاجئ السوري خالد بخصوص مجزرة حماة، موضحا أنّ والده كان معارضا قبل أن تلقي أجهزة المخابرات السورية القبض عليه إبان حكم حافظ الأسد، وتقتلع عينيه إلى أن مات جراء التعذيب الوحشي.
وذكرت الصحيفة أن خالد خاني درس في دمشق قبل أن يلعب دورا رئيسيا في المظاهرات السلمية، التي جدت سنة 2011 ضد نظام بشار الأسد، ما أجبره بعد ذلك إلى اللجوء لفرنسا، ويعيش الآن في إحدى ضواحي منطقة “إيل دو فرانس”، وهو الوحيد الذي قبل تقديم شكوى ضد رفعت الأسد، ووافق على الإدلاء بشهادته دون أن يخفي هويته.
وطرحت الصحيفة سؤالا على خالد حول سبب تأخر الضحايا في تقديم شكوى بخصوص مجزرة وقعت منذ 35 سنة، ألا وهي مجزرة حماة التي جدت خلال شهر شباط/ فبراير سنة 1982، مجيبا بأن عدد القتلى الذي سقط إبان هذه الواقعة بلغ قرابة 40 ألف قتيل، إذ كان سبب المجزرة برمته مطاردة 250 شخصا محسوبين على الإخوان المسلمين، مضيفا أنه لم يتم وقتها تحديد الشخص المسؤول عن هذه الكارثة البشرية.
وتحدث الشاهد عن الوضع الذي كانت تعيش فيه مدينة حماة عندما كان طفلا، قائلاً: “إنّ أكثر ما يثير رعبه ارتفاع عدد نقاط التفتيش على مداخل ومخارج المدينة”.
وأكد أنه قبل فترة وجيزة من ارتكاب هذه المجزرة، قام النظام السوري أولا بسحب هذه الحواجز، وعندما اقتحم الجيش المدينة، بدأت الجثث تتساقط، ولم يخطر ببال أحد أن النظام كان ينوي قصف المدينة.
وتوجهت الصحيفة بسؤال آخر لخالد أرادت من خلاله أن تعرف ما إذا كان والده معارضا أم مواطنا عاديا، فشدد على أنّ والده كان معارضا ولكنه لم ينشط في أية مجموعة، مفيدا بأنّ والده كان يشغل منصب رئيس رابطة أطباء حماة، التي كانت لا تشغل سوى أشخاص منخرطين في حزب البعث، مشيرا إلى أن والده كان كثيرا ما يطالب بإطلاق سراح المحتجزين السياسيين في خضم الصراع، الذي احتدم في الثمانينيات بين النظام وبين الإخوان المسلمين.
وأرادت الصحيفة أن تعرف من الشاهد كيف عاش مأساة مجزرة حماة، وما الذي يتذكره منها بالضبط، وحيال هذا الشأن، استذكر خالد ظروف القصف المدفعي وإطلاق النار، منوها إلى أنه هرع وقتها إلى الطابق الأرضي بصحبة والده وأمه التي كانت حاملا، إضافة إلى إخوته الخمسة وشقيقتيه.
وفي هذا السياق، أضاف: “وأنا بعمر السبع سنوات، تعودت على صوت الأسلحة النارية.. لقد كنا خائفين جدا قبل أن يلتحق بنا أناس آخرون ليختبئوا معنا.. ومع توقف القصف، استقبل أبي، الذي كان طبيبا، العديد من الجرحى على مدخل المنزل. بعد ذلك بقينا نحن الأطفال مختبئين مع النساء وننصت لهن وهن يقرأن القرآن الكريم”.
وفي إجابته عن سؤال الصحيفة عن أكثر المناطق التي جرت فيها عمليات القتل في المدينة، ذكر خالد أنه رأى عدة جثث منتشرة في المكان، كما أنه شاهد عدة مصابين وهم يزحفون نحو جامع عمر بن الخطاب، حيث شاهد بأم عينه جثة رأسها مهشم بعد أن داستها دبابة، وأخرى مقسومة إلى نصفين، وامرأة فقدت يديها بعد أن قطعها الجنود محاولين سرقة حليّها.