الثلاثاء 19 سبتمبر 2017 12:40 م بتوقيت القدس
قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن صعود الأمير محمد بن سلمان آل سعود وتوليه ولاية العهد في السعودية في يونيو/حزيران الماضي يعد اختباراً واضحاً لمراقبي الأوضاع في المملكة.
ووصفت الغارديان المملكة العربية السعودية: "بأنها نظام قمعي يوقع شيكات رعاية اجتماعية باهظة"، وتتسائل الصحيفة: "هل هو أمير صغير بلا خبرة قد يؤدي صعوده إلى السلطة إلى زعزعة المنطقة؟".
وتقول الصحيفة "إن الأمير الشاب، البالغ 31 عاما، بلا أدنى شك لديه الكثير من القوة والسلطة، ويهيمن على السياسة الاقتصادية والدبلوماسية والداخلية للبلاد".
وأضافت: أن الأمير الشاب أيضا هو "المخطط للمستنقع الدامي للحرب في اليمن وللموقف المتشدد في الأزمة الأخيرة في الخليج مع قطر المجاورة". مبينة أن والده، العاهل السعودي الملك سلمان، يبلغ 81 عاما ومعتل صحيا ويتكئ على عصا أثناء السير، وباختيار الأمير الشاب، السابع بين أبنائه، ليصبح ولي العهد الأصغر سنا في تاريخ المملكة، "اتخذ الملك قرارا واضحا بالقطيعة مع الماضي"، على حد قولها.
وذكرت الصحيفة أنه "إذا كانت الشهور القليلة الأولى مؤشرا على أمر ما، فإن النذر للمستقبل لا تبشر بالخير"، وتقول إن "انقلاب القصر" الذي جاء بالأمير الشاب إلى ولاية العهد لم يكن داميا، ففي "لعبة العروش" التي جرت صيفا تم إبعاد أعمامه وخصومه الأقوياء بعيدا عن السلطة أو تم وضعهم تحت الإقامة الجبرية، على حد قولها.
وأضافت الصحيفة "أنه في الأسبوع الماضي شنت السلطات السعودية حملة على المعارضين، استهدفت فيها رجال دين ومنتقدين لسياسات النظام السعودي والخصوم السياسيين".
ووفق الصحيفة، فإنه تم منع صحافي آخر من كتابة أعمدة الرأي، في حين أن نشطاء حقوق الإنسان قد حكموا بعقوبات بالسجن لمدة ثماني سنوات بسبب حملات سلمية، أيا كان وجهه العام؛ فإن هذا التعصب للمعارضة تصفه الصحيفة بـ "جنون العظمة".
وتقول الصحيفة "إن كان هناك وقت يستلزم من المجتمع السعودي كيفية المضي قدماً، فإن الوقت قد حان لذلك، وتضيف الصحيفة أن السعودية كانت الأرض الحاضنة للتشدد، وخاضت حملتين استنزافيتين الأولى ضد إيران والحرب في اليمن والأخرى الحصار القطري التي قادته، وبالتالي فإن استقرارها أمر ذو أهمية للعالم.
وقالت الصحيفة "إن الوضع في السعودية في حالة من الفوضى، باعتبارها أكبر مصدر للنفط في العالم، ولكنها ذات اقتصاد أحادي الاتجاه ويعتمد بشكل رئيسي على النفط فقط".
وترى الصحيفة أن الانخفاض الكبير في أسعار النفط أدى إلى عجز كبير في الميزانية السعودية، وقد حاول ولي العهد تعويض العجز عن طريق برنامج متشدد للخصخصة وخفض الدعم، ولكن هذه الإجراءات هددت العقد الاجتماعي بين الأسرة المالكة ورعاياها، والذين تقل أعمار اغلبيتهم عن 35 عاماً.