الخميس 24 اغسطس 2017 20:24 م بتوقيت القدس
يواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصريحاته المثيرة للجدل والتي في بعض الأحيان تدفع نحو توتر العلاقات مع عديد الدول كما حدث مع كوريا الشمالية حيث أعربت واشنطن عن قلقها إزاء تصريحات ترامب وخشيتها من الانجرار نحو حرب نووية.
ويستمر ترامب في تلك السياسة حيث وبخ باكستان على إيواءها "عناصر تشيع الفوضى، وتوفير ملاذ آمن لجماعات متشددة تشن تمرداً على الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة في أفغانستان، وحثها على تغيير نهجها على الفور".
وقال الرئيس الأمريكي في خطابه الذي ألقاه مساء الإثنين الماضي، والذي يحدد استراتيجيته الجديدة للحرب في أفغانستان: "لم يعد بإمكاننا السكوت على الملاذات الآمنة الباكستانية للمنظمات الإرهابية وحركة طالبان والجماعات الأخرى التي تشكل تهديدًا للمنطقة وخارجها".
وأضاف ترامب أنّ باكستان لديها الكثير لتكسبه من الشراكة مع جهودنا في أفغانستان. ولديها الكثير لتخسره إذا واصلت دعم الإرهابيين.
ونشرت مجلة "ذي أتلانتك" الأمريكية تقريرا أوضحت فيه أن باكستان نفسها كانت ضحية للعديد من الهجمات الإرهابية البارزة في السنوات الأخيرة، وسرعان ما أعلنت حكومتها أن التصريحات حول الملاذات الآمنة هي جزء من سرد كاذب، مشددة على أنه لم تعان أي بلد في العالم أكثر من باكستان من ويلات الإرهاب ومن المخيب للآمال إذن أن يتجاهل بيان السياسة الأمريكية التضحيات الهائلة التي قدمتها الأمة الباكستانية في هذا الجهد.
وبحسب التقرير، يفسر هذا التناقض أو الانفصال في المواقف لماذا كانت باكستان حليفًا مزعجًا للولايات المتحدة في حربها ضد أفغانستان وجهودها ضد الإرهاب بشكل أوسع. وعزا التقرير هذا الأمر إلى أسباب جغرافية وسياسية وتاريخية.
ولم يرد عباسي بعد على تصريحات ترامب، لكن وزير الخارجية، خواجة آصف، قال إنه يجب على واشنطن ألا تستخدم باكستان "كبش فداء" لإخفاقاتها في أطول حرب تخوضها حتى الآن.
وبحسب ما أوردت "رويترز"، الخميس، فقد التقى، الأربعاء، قائد الجيش قمر جويد باجوا، الذي سيشارك في اجتماع مجلس الأمن القومي الخميس، مع السفير الأمريكي ديفيد هيل، وأبلغه أن إسلام أباد تريد ثقة الولايات المتحدة وتفهمها أكثر من أموالها.
ويشعر المسؤولون الباكستانيون بالانزعاج حيال ما يرونه عدم احترام من واشنطن لتضحيات البلاد في مجال الحرب على التشدد.
وتقول باكستان إن 70 ألفاً سقطوا ضحية هجمات المتشددين منذ انضمامها للحرب الأمريكية على الإرهاب في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة.
كما أثار ترامب غضب المسؤولين الباكستانيين عبر مناشدته الهند لأداء دور في إعادة إعمار أفغانستان، وحذروا من أن اضطلاع الهند بدور أكبر في أفغانستان قد يمثل خطراً على السلام بالمنطقة.
ويخشى المحللون أن تدفع الضغوط باكستان إلى توثيق التعاون مع الصين، جارتها الشمالية التي تستثمر نحو 60 مليار دولار في مشاريع بنى تحتية.
ونقل التقرير الذي نشرته المجلة الأمريكية عن مايكل كوجلمان، نائب مدير برنامج آسيا في مركز ويلسون، قوله إن باكستان لديها مصالح استراتيجية عميقة ثابتة تستلزم الحفاظ على العلاقات مع طالبان.
وفى الوقت نفسه قال كوجلمان إن فكرة أن الهند لها بصمة كبيرة في أفغانستان هي فكرة مقلقة للغاية، وهو الأمر ًالذي رحب به ترامب في خطابه. وهذا كما يؤكد كوجلمان هو أحد الأسباب التي تدفع باكستان لتقديم الدعم لحركة طالبان الأفغانية والتنظيمات التابعة لها في المقام الأول. خشية أن تستخدم الهند أفغانستان باعتبارها قاعدة للتدخل في باكستان، بما في ذلك دعم المتمردين الانفصاليين في مقاطعة بلوشستان، تدعم باكستان مجموعات أخرى تساعد في تعزيز مصلحة باكستان في كبح جماح الهند في أفغانستان.
ويلتقي رئيس الوزراء الباكستاني، شاهد خاقان عباسي، اليوم الخميس، مع قادة الجيش النافذين؛ لبحث كيفية الرد على السياسة الأمريكية الجديدة حيال بلاده وأفغانستان، والتي تشمل ممارسة ضغوط أكبر على إسلام اباد لكبح جماح المتشددين.