هجمات جديدة تضرب أوروبا استهدفت روسيا واسبانيا وفنلندا تبناها تنظيم الدولة، عن طريق الدهس والطعن في أسلوب بدء يتكرر في الهجمات الأخيرة، فيما أعلنت أوروبا حالة التأهب.

التنظيم الذي أعلن عن تبنيه للهجمات فور تنفيذها طرح تساؤلات عن نفوذه وسلطته المباشرة على المنفذين الذي أطلق عليهم "جنوده"، فيما شكك أخرون بروايته للهجمات وتبنيه يأتي كمحاولة لتغطية الهزائم في العراق وسوريا أم أن هناك جهات أخرى مسؤولة عن الهجمات.

وأعلن تنظيم الدولة أن مجموعة من أعضائه نفذت الهجمات التي وقعت في روسيا واسبانيا والتي أوقعت نحو 150 شخصاً بين قتيل وجريح، بينما تحقق فنلندا في حادث مشابه للاشتباه في علاقة التنظيم به.

الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية حسن أبو هنية، أوضح أن التنظيم يعمل وفق أربعة مستويات، مبيناً أن المستوى الأول داخل مقر ما يسمى الخلافة في العراق وسوريا، والثاني الولايات الناشئة عنه كما في جنوب الفلبين، والثالث الخلايا والشبكات المنتشرة في العالم خصوصا أوروبا، والرابع الذئاب المنفردة.

وأضاف هنية، أن التنظيم يعتمد في هجماته بأوروبا على حالة "الذئاب المنفردة" والتي تكون هناك صلات أيدولوجية للمنفذين عبر شبكات الإعلام لكن دون وجود صلات تنظيمية.

وبين أن التنظيم تمكن خلال السنوات الماضية من إنشاء شبكات وروابط واقعية لها تواصل مع القيادة المركزية له، مشيراً إلى أن شبكات التواصل الاجتماعي سهلت عملية تشكيل الخلايا وترويج أفكار التنظيم والاستقطاب الفردي لبعض الأشخاص.

ولفت إلى أن شبكات التواصل شكلت حالة "الذئاب المفردة" والتي تكون محيرة ويصعب مواجهتها لعدم وجود روابط حقيقة مع التنظيم وقيادته مما يصعب مراقبتها وتتبعها.

وأعلنت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة مسؤولية التنظيم عن هجوم في سورغوت الروسية أسفر عن إصابة ثمانية أشخاص بجروح بعد أن طعنهم مهاجم في المدينة الواقعة في سيبيريا.

وقتلت الشرطة الروسية رجلا طعن ثمانية أشخاص بسكين بأحد شوارع سورغوت، وقالت وكالة تاس "إن رجلا ظل يطعن المارة وهو يركض على امتداد الشارع الرئيسي".

وقبل إعلان تنظيم الدولة المسؤولية وتبني العملية، قالت الشرطة إنها لا ترجح وجود دوافع إرهابية وراء هجوم الطعن، مضيفة أن منفذها قد يكون مضطربا نفسيا.

أما الأستاذ العلاقات الدولية زيدان خليف، فرأى أن تنظيم الدولة يريد القول إنه حتى لو خسر الأرض في العراق وسوريا فإنه متأصل في عقول بعض الشباب، مبيناً أن أوروبا لم تستطع إنتاج فكر تنويري يستطيع مقاومة التنظيم.

وأوضح خليف، أن المواجهة تتطلب أجهزة أمنية ذات كفاءة وتغيير معاملة السجناء أصحاب الفكر الجهادي الذين يخرجون من السجون أكثر تطرفا والتعبئة الفكرية العامة، ومحاربة التهميش الاقتصادي والاجتماعي، مشدداً على ضرورة وجود مقاربة موضوعية لأسباب الفكر الجهادي.

وأكد أن هناك قضايا تحتاج لمعالجة ومراجعة مثل قضية الهوية والاندماج وظاهرة اليمين المتطرف كالنازيين الجدد والإسلاموفوبيا في أوروبا وفي العالم العربي الاستبداد وغياب العدالة لمحاربة فكر التنظيم.

وأعلنت الشرطة الإسبانية أن منفذ عملية الدهس التي وقعت في برشلونة الخميس وأسفرت عن مقتل 14 شخصا؛ قتل في عملية أمنية بمدينة كمبريلس.

وبينت الجمعة أن سائق الشاحنة الصغيرة التي دعست حشودا في برشلونة كان أحد خمسة قتلى أردتهم الشرطة بالرصاص بعد أن صدمت شاحنة مشاة في منتجع كمبريلس الساحلي في إقليم كتالونيا.

وأفادت وسائل إعلام إسبانية في وقت سابق بأن المشتبه به في ارتكاب هجوم برشلونة يدعى موسى أوكابير ويبلغ من العمر 17 عاما.

وأعلنت الشرطة الفنلندية اعتقال أربعة مغاربة للاشتباه في صلتهم بحادثة الطعن التي نفذها مغربي جنوبي البلاد، وتم تصنيفها ضمن الجرائم الإرهابية.

وجاء الإعلان عن اعتقال الأربعة خلال مؤتمر صحفي عقده عدد من قادة الشرطة في مدينة توركو التي شهدت عملية الطعن  أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة ثمانية آخرين.